دراسة جديدة تتحدث عن إمكانية زراعة بنكرياس للقضاء على مرض السكري
مرض السكري يعد مشكلة صحية كبيرة تهدد حياة الملايين حول العالم ولقد أظهرت الإحصائيات من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention/CDC) أنه في الولايات المتحدة وحدها يعاني 1 من كل 10 أمريكيين من مرض السكري.
في حالة عدم تلقي مريض السكري للعلاج فإنه يعاني من مشكلات صحية خطيرة منها خطر الإصابة بالعمى، وبأمراض القلب، وبالفشل كلوي وقد يتعرض لمشكلات صحية أخرى تؤدي إلى الوفاة المبكرة.
لهذا يبذل العلماء قصار جهدهم ليجدوا طرق جديدة ومختلفة لعلاج مرضى السكري أو مساعدتهم إذا أمكن على الشفاء تماما من هذا المرض، والآن ربما يكون هذا الهدف أقرب كثيرا مما نتوقع حيث تحدثت دراسة جديدة مشتركة ما بين كلية الطب بجامعة ستانفورد وجامعة طوكيو عن نجاح العلماء في مساعدة فئران التجارب على الشفاء تماما من مرض السكري عن طريق عملية نقل بنكرياس لفئران سليمة بالغة إليهم ولقد نشرت هذه الدراسة في مجلة ” Nature”.
ما قام به العلماء في هذه التجربة يتلخص في التالي: أولا قام العلماء بزرع خلايا جذعية مستحثة وافرة القدرة (وهي الخلايا التي يمكنها أن تتطور وتتحول إلى أي نوع من أنواع الأنسجة أو الأعضاء في داخل الجسم) لفئران في أجنة الفئران في المراحل المبكرة وهي أجنة تم تعديلها وراثيا بحيث لا تقم بتكوين بنكرياس داخل أجسامها. مع نمو الفئران بدأت هذه الخلايا الجذعية المستحثة في تكوين بنكرياس.
بعد ذلك قام العلماء بنزع الخلايا المنتجة للأنسولين من بنكرياس هذه الفئران وقاموا بزراعتها في داخل بنكرياس فئران بالغة تعاني من مرض السكري وهي فئران متطابقة وراثيا مع الخلايا الجذعية المستحثة التي زرعت في الفئران ونما منها البنكرياس الذي نزعت منه الخلايا المنتجة للأنسولين.
بعد مرور عام لاحظ العلماء انتظام سكر الدم لدى الفئران التي كانت تعاني من السكري والتي زرعت فيها الخلايا المنتجة للأنسولين، الأفضل من ذلك أن هذه الفئران لم تحتاج إلى تناول الأدوية الكابحة للمناعة (لمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة) سوى لمدة 5 أيام فقط بعد عملية زرع الخلايا، ولم تواجه أجسادها مشكلة رفض الخلايا المزروعة بسبب حقيقة أنهما متطابقان وراثيا.
إذا ماذا تعني هذه الدراسة بالنسبة لملايين الأشخاص المصابين بالسكري حول العالم؟ ما يعنيه هذا أنه يمكن في أحد الأيام استخدام تقنية مشابهة لصناعة بنكرياس كامل أو أعضاء أخرى يحتاجها الإنسان في حيوانات تجارب ضخمة مثل الخنازير أو الخراف ويمكن بعدها نقلها إلى الإنسان. العلماء أكدوا على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حيال هذا الشأن.