محاور المشاهير عدنان الكاتب يشارك في افتتاح مقر Chaumet في باريس
باريس: عدنان الكاتب Adnan AlKateb
مع نهاية شهر فبراير الماضي، أقامت دار المجوهرات الباريسية العريقة “شوميه” Chaumet احتفالاً كبيراً بمناسبة إعادة افتتاح مقرها في باريس بعد تجديده، واستقبل جان-مارك مانسفيلت Jean-Marc Mansvelt الرئيس التنفيذي للدار الراقية ضيوفه من مشاهير العالم وشخصيات بارزة في الشرق الأوسط. وتعود الأهمية التاريخية لمتجر شوميه “12 فاندوم” 12Vendôme إلى كونه العنوان الرئيس للدار منذ تأسيسها عام 1812 . ولا يزال هذا الموقع البارز في ساحة فاندوم، وبعد مرور أكثر من مئتي عام، القلب النابض لدار المجوهرات الفاخرة.
ولذا اختارت علامة شوميه أن تحتفي بهذا المقر العريق الأشبه بفندق باريسي خاص عبر تجديده احتفاء بالذكرى الـ 240 لها، وخاصة أن موقعه “12 فاندوم” يتوسط الشارع الأيقوني الذي يحتضن أشهر دور المجوهرات الفرنسية.
المبنى اليوم هو المثال الأوضح على التغيير الذي عاشته Chaumet
يمثل الترميم الجديد جسراً يصل بين عراقة الدار والتوجه العصري، حيث يضم أساسات رمزية في تاريخ الدار منذ إنشائها، وهي: البراعة الفنية في ورش صياغة المجوهرات الفاخرة، والتراث الثقافي من خلال صالونات استقبال فارهة، وخاصة “صالون شوبان” Salon Chopin ، الذي صُنف على أنه معلم تاريخي، ليحتضن عملاء الدار في أجواء باريسية راقية، ويقدم لهم أجمل ما صاغته الأيادي الحرفية الماهرة في الدار من مجوهرات بديعة وساعات فاخرة.
مقر عريق: بهذه المناسبة التقيت Jean-Marc Mansvelt الذي كان وراء النجاحات الكبيرة التي حققتها الدار منذ تسلمه منصب الرئيس التنفيذي في نوفمبر 2014 . وعبّر “مانسفيلت” عن سعادته برد فعل كل من يعمل لدى الدار تجاه الموقع المجدّد الذي يفتخر جدا به.
وقال: من يعمل لدى “شوميه” Chaumet منذ أربعين أو خمسين عاما بكى لدى رؤية المبنى بحلته الجديدة، أما الجيل الجديد من عائلة الدار ففخور جدا. وأود التأكيد على أن وجود الدار مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوفاء للقدامى وبإرضاء الجيل الجديد، و”شوميه” في الاتجاه الصحيح وستستمر في العمل على أفكار جديدة للمستقبل. وأضاف: هذا المبنى اليوم هو المثال الأوضح على التغيير الذي عاشته “شوميه” في السنوات الأخيرة، لأنه يحتضن ويروي ويشرح كل شيء عن هذا التحول من ناحية المستوى، والرقي، والحرفية، والتقليد، والحداثة.
وهنا سألته: هل أنت مقتنع بنتيجة مشروع التجديد الذي استغرق سنتين، فأجاب: المشروع من نواح كثيرة إيجابي جداً، والنتيجة تشبه الحلم وأكثر بنسبة 95 %. كان علينا اتخاذ قرار حاسم، لأننا لم نرغب في المخاطرة بهذا الصالون القديم. المبنى يعود إلى العام 1777 ، لذلك كان العمل على البناء مجازفة كبيرة. فقررت قبل عامين عدم المس بهيكل البناء، والعمل فقط على المساحات. أعدنا فتح أبواب، وأعدنا ابتكار مناظر ومشاهد، وأرجعنا الارتفاعات إلى ما كانت عليه في المبنى الأصلي، ورممنا النوافذ. لذلك تطلب التنفيذ سنتين فقط. بعض الأشياء ليست تماماً كما حلمت بها، لكننا سنعمل عليها مجدداً.
ومن العناصر التي يود “مانسفيلت” Mansvelt العمل عليها من جديد، الطابق الثالث الذي يرى فيه إمكانية لمشاركة إرث الدار أكثر. فكثيرون يزورون “شوميه” من طلاب وباحثين ومؤرخين ويطلبون الغوص في تاريخها وإرثها، والمبنى يفتقر إلى مكان تستقبلهم الدار فيه ليجلسوا ويمضوا وقتا في التركيز الكامل.
لاحظت وأنا أتجول داخل المبنى العريق بعد تجديده الضخامة والفخامة دون رهبة مفزعة أو استعراض للقوة أو النفوذ أو المال.
وهذا ما أشار إليه “مانسفيلت” خلال حديثه معي حيث قال:
عملت مع فريق المشروع الذي بذل قصارى جهده في كل التفاصيل، لتصميم مساحات مختلفة يعيش فيها الناس رحلة جميلة واستكشافا تدريجيا. كما حرصت على فتح كل الأبواب وتوسيعها لإضفاء الشفافية والنور، فالضوء مهم للمجوهرات لكنه أيضا هو الحياة. لقد أعدنا هذا المبنى إلى الحياة. تعبير فريد عن الحب: لطالما كانت خواتم الخطوبة بشكلها التقليدي عبر التاريخ هي التعبير الأقوى عن الحب حتى ابتُكر شكل جديد لخاتم الخطوبة في القرن السادس عشر، حيث أصبح بإمكان الرجل أن يقدم خاتم منزل House Ring لخطيبته، وهو مزيج ثمين من الغموض والجمال والحرفية والارتباط الأبدي. وأضفى هذا التصميم لمسة واقعية على الخطاب الرومانسي ليعطي الأحلام بُعداً آخر غنيا بالتفاصيل. ومن وحي هذا التاريخ، قدمت “شوميه” لهذه المناسبة المميزة وخلال الافتتاح الأسطوري لمقرها “12 فاندوم” مجموعة Trésors d’Ailleurs المعمارية المذهلة التي تصرح بالحب لعالم “شوميه” وتراثه المرتبط بالحرفية في الصنع وعشق الجواهر النادرة. وفي احتفاء بعملائها المهمين في الشرق الأوسط، قدمت لهم الدار تصميما خاصا مستوحى من قباب الجوامع، وهو خاتم “شهرزاد” Shéhérazade المصوغ من الذهب الوردي وأحجار الزمرد وحجر مالاكيت منحوت جرى قصه على شكل كابوشون. كما أن عشاق الياقوت الأزرق لهم نصيب من هذا التصميم الفريد، حيث قدمت الدار خاتم “شهرزاد” Shéhérazade أيضاً بالذهب الأصفر مع أحجار الياقوت الأزرق وحجر لازورد منحوت جرى قصه على شكل كابوشون.
وكان لابد أن أسأل “جان-مارك” Jean-Marc حول القصة الملهمة خلف مجموعة الخواتم “تريزور دايور” Trésors d’Ailleurs التي صممتها الدار احتفالاً بالافتتاح، فأجاب:
انطلقنا قبل سنتين من تساؤل حول ما سنقدمه في هذه المناسبة: “هل نقدم تشكيلة محدودة الإصدار أم نبتكر شيئا يحمل رمزا حقيقيا؟ ناقشنا الكثير من الأفكار، والنتيجة اليوم هي مجموعة خواتم رائعة على شكل بيوت، مستوحاة من باريس والشرق الأوسط واليابان والصين. وفي الواقع أردنا بها أن نحتفل بالدار، وأن نتذكر تقليدا تاريخيا حيث كان العريس يقدم إلى عروسته في الزفاف بدل خاتم السوليتير خاتما على شكل بيت يرمز للبيت العائلي الذي سيبنيانه معا لمدى العمر. فأخذنا هذه الفكرة كوننا دار الحب، وجمعناها بموضوع إعادة ابتكار المبنى، وعملنا مع فريقنا الإبداعي. وكانت النتيجة خواتم راقية، لا مثيل لها.. خواتم قوية ومبتكرة وغير متوقعة ومميزة ببراعتها العالية، لكنها في الوقت نفسه نابضة بالجذور الرمزية والإلهام الحقيقي. لم نرغب في تصميم خواتم يكون شكلها ترجمة دقيقة لمبنى معين، بل أن تذكّر من يراها بباريس أو باليابان أو الشرق الاوسط أو الصين.. الإلهام واضح، لكن الجوهر هو الرحلة وليس الوصف المفصّل.
مجموعة Trésors d’Ailleurs التي صممناها احتفالاً بالافتتاح خواتم رائعة على شكل بيوت مستوحاة من باريس والشرق الأوسط واليابان والصين
مشاهير حضروا الاحتفال
استقبل جان-مارك مانسفيلت الرئيس Jean-Marc Mansvelt ضيوفه من الشهيرات ومن بينهن: “سندي برونا” Cindy Bruna ، و”كوكو روشا” Coco Rocha، و”كاميلا كويلو” Camila Coelho ، وشخصيات من الشرق الأوسط، مثل كارمن بصيبص، ونهى نبيل، وديالا مكي. وتألقت المدعوات بمجموعة رائعة من مجوهرات “شوميه” الفاخرة التي تلألأت تحت أضواء المساء في مدينة النور.