صراع الأم مع أولادها ضمن الدراما الخليجية “بين الكناين”
“في العالم شيء واحد خير من الزوجة، هو الأم”. إذا كان هذا المثل الشعبي القديم كثيراً في الحياة، ويدّل على موقع الأم المتقدّم عند أولادها، فهو لا ينطبق على حال “طيبة”، الأم التي ربّت أربعة شبّان، تركوها وقبلوا بأن تتحكم بهم زوجاتهن في الدراما الاجتماعية الخليجية “بين الكناين” الذي يعرض حصريّاً ولأول مرّة على MBC1. تنطلق الحكاية من منزل “طيبة”، المرأة القوية والحكيمة حيناً، والتي تهرب من الواقع على طريقتها الخاصة، لأنها لم تحتمل فكرة أن يهجرها أولادها الأربعة، وينتقلوا للعيش مع زوجاتهم بعيداً عنها، فضلاً عن أنها تعتبر زوجات أولادها هن صديقاتها اللدودات- إن جاز القول.
يصف الكاتب علي الدوحان العمل بـ”الكوميديا الخفيفة، التي تجمع الضحكة بالدمعة من خلال مزيج من التراجيديا والمواقف الطريفة، لاسيّما تلك التي تحدث بين طيبة والكناين”. ويختصر القصة بالقول أن “زهرة عرفات تؤدي شخصية المرأة التي ابتعدت عن أبنائها الأربعة قسراً بسبب تحكّم زوجاتهم بهم، فتقرّر أن تجمعهم في منزل العائلة، وأترك ما يحصل بعد ذلك مفاجأة للجمهور”، مشيراً إلى أن “عرفات تقدّم مرحلتين مختلفتين تماماً، فتبدو في الأولى عجوزاً تُهمل نفسها، وتتحول في المرحلة الثانية إلى امرأة تهتم بنفسها، وتجعل زوجات أولادها يعشن في حرمان”..
وتعتبر النجمة زهرة عرفات أن “شخصية “طيبة” في “بين الكناين” جديدة عليّ، ولم يسبق لي أن قدمتها أقلّه في السنوات العشر الأخيرة بسبب انصرافي لتقديم شخصيات سوداوية وكئيبة”، مشيرة إلى أن الدور “هو لامرأة تجمع الشر والخير في قالب مغاير، وتشهد حياتها تطورات وتحوّلات تنتقل خلالها بين مرحلة واقعية ومنطقية إلى مرحلة اللاّمنطق، وتتبدل تعاملاتها مع الجميع، أولادها والكناين وتتغير تصرفاتها تماماً، وأترك للمشاهد فرصة متابعة حياة هذه المرأة المجنونة بعقل”. وتثني على العمل “الذي لا يقدّم الشرّ المطلق ولا الخير المطلق، ويبتعد عن الكوميديا المجّانية”. وتضيف “هذه أول مرة أعمل فيها مع محمد عبد العزيز الطوالة كمخرج، بعدما جمعني أكثر من عمل معه كمخرج منفذ في الماضي”، وتشيد بـ”أسلوبه المميز في إدارة العمل بتفاصيله وبرقيه في التعامل مع الممثلين”.
وإذا كان العمل في خطه الرئيسي يدور حول الأم المتسلطة صاحبة الشخصية القوية “طيبة”، وعلاقتها بأولادها الأربعة أحمد ومحمد وبدر وفهد، فإن تفاصيل حياة هؤلاء الأبناء، تأخذ مساحة مهمة من العمل وتغنيه بالتطورات والأحداث الدرامية المشوّقة، خصوصاً أنهم يعيشون مع زوجاتهم، اللواتي تتهمهن “طيبة” بأنهن سرقن أولادها منها، فقل حبهم لها بسببهن. فأحمد متزوج من حور ولديه منها ابنتان، محمد وهو توأم أحمد يعيش في الخارج. أما بدر فمتزوج من ميعاد، وفهد متزوج من هند المدرّسة ولديهما ابن كفيف. تتعقد أحداث العمل، حين تقرّر طية تزويج ابنها بدر لأن زوجته ميعاد لا تنجب الأبناء، وفي الوقت نفسه تريد لبدر أن يتزوج من قريبتها في السعودية التي تنتمي إلى عائلة ثرية لكي تساعدها في توسيع مشاريعها التجارية، وتجمع طيبة أبناءها وكناتها قبل سفرهم بيوم واحد، ولا أحد يعلم بما تنوي عليه، ويفاجأ الجميع عند وصولهم إلى منزل العائلة بدخول امرأة عليهم، تقلب كل الأمور رأساً على عقب. كما يضم العمل خطاً دراميّاً بطلته “أمينة”، شقيقة طيبة التي تعيش مع ولدها “أسعد” الشاب المتعجرف في منزل شقيقتها، وتحمل الأحداث مشاهد في قمة الطرافة بين طيبة وابن شقيقتها.
من جهة أخرى، تقرّر “طيبة” في سياق الأحداث العودة إلى حبّها القديم وهو ما سيزيد من حقد “الكناين” عليها، لكن كيف سيعبرون عن هذا الحقد؟ وما الحدث الذي سيغير مجرى الأحداث تماماً؟
الجدير بالذكر أن “بين الكناين” يضم نخبة من الممثلين الخليجيين منهم: يعقوب عبد الله، علي الكاكولي، شيلاء سبت، ريم أرحمة، عبد الله الطراروة، حسين المهدي، غدير صفر، شوق، شهد عبدالله، فيصل فريد، أمل محمد، محمد دشتي، شهد الكندري وغيرهم.