المرأة العصرية والراقية

هل يمكن لحليب الشوكولاطة الحلول محل المشروب الرياضي؟

يزعم مؤثرون في مواقع التواصل الاجتماعي أن حليب الشوكولاطة هو مشروب رائع بعد التمرين. كما تشير الدراسات إلى أنه يرطب الجسم بشكل مشابه للحليب العادي وقد يحسن القدرة على التحمل.

سواء كنت تستمتع بحليب الشوكولاطة بانتظام، أو كوجبة خفيفة في عطلة نهاية الأسبوع، أو كجرعة عرضية من حنين الطفولة. فربما لن يكون الخيار الأول الذي تفكر فيه للتعافي بعد التمرين. وفقًا للعديد من الأشخاص على منصة التواصل الاجتماعي، فإن حليب الشوكولاطة ليس لذيذًا فحسب. بل إنه يوفر فوائد مماثلة للمشروبات الرياضية بعد التمرين. فهل هناك أي دليل يدعم ذلك؟ دعنا نلقي نظرة.

يعد إعادة الترطيب بعد التمرين أمرًا مهمًا

يشكل الماء ما بين 50% و60% من وزن الجسم. وللماء العديد من الوظائف المهمة في الجسم، بما في ذلك المساعدة في الحفاظ على درجة حرارة الجسم المناسبة من خلال التعرق. أيضًا نفقد الماء بشكل طبيعي من أجسامنا عندما نتعرق، وكذلك من خلال تنفسنا وعندما نذهب إلى المرحاض. لذا فمن المهم أن نحافظ على رطوبة أجسامنا لتجديد المياه التي نفقدها.

عندما لا نتناول كميات كافية من الماء، نصاب بالجفاف، مما قد يفرض ضغوطًا على أجسامنا. كما تتراوح علامات وأعراض الجفاف من العطش والدوار إلى انخفاض ضغط الدم والارتباك. أيضًا يفقد الرياضيون المزيد من الماء من خلال التعرق والتنفس (عندما يصبح معدل تنفسهم أسرع) بسبب مستويات المجهود العالية التي يبذلونها. وإذا كانوا يتدربون أو يتنافسون في بيئات حارة أو رطبة، فإنهم يتعرقون أكثر.

يؤثر الجفاف على أداء الرياضيين، وكما هو الحال بالنسبة لنا جميعًا، يمكن أن يؤثر على صحتهم. لذا فإن إيجاد طرق لضمان إعادة ترطيب الرياضيين بسرعة أثناء وبعد التدريب أو المنافسة أمر مهم. ولحسن الحظ، أجرى علماء الرياضة وخبراء التغذية أبحاثًا تبحث في تكوين السوائل المختلفة لفهم أي منها يعيد ترطيب الرياضيين بشكل أكثر فعالية.

مؤشر ترطيب المشروبات

أفضل المشروبات المرطبة هي تلك التي يحتفظ الجسم بأكبر قدر منها بمجرد تناولها. ومن خلال إجراء دراسات حيث يقدمون للناس مشروبات مختلفة في ظروف موحدة، تمكن العلماء من تحديد كيفية تكديس الخيارات المختلفة. وتحقيقًا لهذه الغاية، طوروا ما يسمى بمؤشر ترطيب المشروبات، والذي يقيس إلى أي مدى تساهم السوائل المختلفة في ترطيب الشخص مقارنة بالمياه الراكدة.

وفقًا لهذا المؤشر، تشمل المشروبات التي تحتفظ بالسوائل بشكل مماثل للمياه الراكدة المياه الفوارة والمشروبات الرياضية والكولا والكولا الدايت والشاي والقهوة والبيرة التي تحتوي على نسبة كحول أقل من 4%. ومع ذلك، فمن الأفضل تجنب الكحول عند التعافي من التمارين الرياضية. أيضًا تشمل المشروبات التي تحتفظ بالسوائل بشكل أكبر من المياه الراكدة الحليب (كامل الدسم ومنزوع الدسم) وحليب الصويا وعصير البرتقال ومحاليل إعادة الترطيب عن طريق الفم. كذلك تشير هذه المجموعة من الأبحاث إلى أنه عندما يتعلق الأمر بإعادة الترطيب بعد التمرين. أيضًا فإن الحليب غير المنكه (كامل الدسم أو منزوع الدسم أو حليب الصويا) أفضل من المشروبات الرياضية.

ولكن ماذا عن حليب الشوكولاطة؟

وقد بحثت دراسة صغيرة في تأثير حليب الشوكولاطة مقارنة بالحليب العادي على إعادة الترطيب وأداء التمارين لدى لاعبي كرة الصالات. (كرة الصالات تشبه كرة القدم ولكنها تُلعب على ملعب داخلي). ولم يجد الباحثون أي فرق في إعادة الترطيب بين الاثنين. ولا توجد أي أبحاث منشورة أخرى على حد علمي تبحث في كيفية مقارنة حليب الشوكولاطة بالحليب العادي لإعادة الترطيب أثناء التمرين أو بعده.

ولكن إعادة الترطيب ليست الشيء الوحيد الذي يبحث عنه الرياضيون في المشروبات الرياضية. ففي الدراسة نفسها، أدى شرب حليب الشوكولاطة بعد اللعب (المشار إليه بفترة التعافي) إلى زيادة الوقت الذي يستغرقه لاعبو كرة الصالات حتى يشعروا بالإرهاق أثناء ممارسة المزيد من التمارين (اختبار الجري السريع) بعد أربع ساعات.

وقد ثبت ذلك أيضًا في مراجعة العديد من التجارب السريرية. ووجد التحليل أنه مقارنة بمختلف الأدوية الوهمية (مثل الماء) أو المشروبات الأخرى التي تحتوي على الدهون والبروتينات والكربوهيدرات، فإن حليب الشوكولاطة يطيل الوقت المستغرق للإرهاق أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

ماذا يوجد في حليب الشوكولاطة؟

يحتوي الحليب على البروتين والكربوهيدرات والإلكتروليتات، والتي يمكن أن تؤثر كل منها على الترطيب والأداء أو كليهما. البروتين مهم لبناء العضلات، وهو أمر مفيد للأداء. تساعد الإلكتروليتات الموجودة في الحليب (بما في ذلك الصوديوم والبوتاسيوم) على استبدال الإلكتروليتات المفقودة من خلال التعرق، وبالتالي يمكن أن تكون مفيدة أيضًا للأداء، وتساعد على الترطيب.

بالمقارنة مع الحليب العادي، يحتوي حليب الشوكولاطة على سكر مضاف. وهذا يوفر كربوهيدرات إضافية، والتي هي مفيدة أيضًا للأداء. توفر الكربوهيدرات مصدرًا فوريًا للطاقة لعضلات الرياضيين العاملة، حيث يتم تخزينها على شكل جليكوجين. قد يساهم هذا في الميزة التي يبدو أن حليب الشوكولاطة يتمتع بها على الحليب العادي من حيث القدرة على التحمل الرياضي.

يتمتع الحليب بنكهة القهوة بميزة إضافية. فهو يحتوي على مادة الكافيين، التي يمكن أن تعمل على تحسين الأداء الرياضي من خلال تقليل الجهد المبذول في التمرين. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن مشروب الفرابيه المحضر باستخدام القهوة المفلترة والحليب منزوع الدسم والسكر أدى إلى ارتفاع مستويات الجليكوجين في العضلات بعد التمرين مقارنة بالحليب العادي مع إضافة كمية مماثلة من السكر.

إذن ما هو الحكم؟

تشير الأدلة إلى أن حليب الشوكولاطة يمكنه إعادة ترطيب الجسم بشكل أفضل من الماء أو المشروبات الرياضية بعد التمرين. ولكن لا يوجد دليل يشير إلى أنه يمكنه إعادة ترطيب الجسم بشكل أفضل من الحليب العادي. ومع ذلك، يبدو أن حليب الشوكولاطة يحسن القدرة على التحمل الرياضي مقارنة بالحليب العادي. في النهاية، فإن أفضل مشروب يمكن للرياضيين تناوله لإعادة ترطيب الجسم هو المشروب الذي من المرجح أن يشربوه.

في حين أن العديد من اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي لا تستند إلى أدلة.. يبدو أن حليب الشوكولاطة قد يكون في الواقع خيارًا جيدًا للتعافي من التمارين الرياضية. وسيكون أرخص من منتجات التغذية الرياضية المتخصصة. يمكنك شراء علامات تجارية مختلفة من السوبر ماركت أو صنعها في المنزل باستخدام مسحوق الشوكولاطة للشرب.

لا يعني هذا أن الجميع يجب أن يلجأوا إلى حليب الشوكولاطة عندما يشعرون بالعطش. يحتوي حليب الشوكولاطة على سعرات حرارية أكثر من الحليب العادي والعديد من المشروبات الأخرى بسبب السكر المضاف. بالنسبة لمعظمنا، قد يكون حليب الشوكولاطة هو الأفضل للاستمتاع به كوجبة خفيفة من حين لآخر.

يمكنك أيضا قراءة