لماذا نأكل دون أن نجوع وكيف نتوقف؟
إن عادة تناول الطعام حتى عندما لا تكوني جائعة بالفعل يمكن أن تعرض صحتك للخطر. لكن الجزء الجيد هو أنه يمكن السيطرة عليها.
تعودين إلى المنزل بعد يوم عمل عادي وتتوجهين على الفور إلى المطبخ لتناول شيء ما. لم تكوني جائعة حتى، ولم يكن الطعام الذي تناولتيه هو وجبة العشاء. لقد أكلتيه على أي حال. ربما خارج العادة؟
بالنسبة للكثيرين، قد يبدو تناول الطعام بسبب العادة وكأنه التهام كمية كبيرة من الوجبات الخفيفة بعد العشاء، أو الرغبة في تناول شيء ما بين الحين والآخر.
بالنسبة للآخرين، فإن مجرد رؤية الطعام يمكن أن يجذبهم إلى تناوله حتى قبل أن يعرفوا ذلك. فكري في التهام رقائق البطاطس لمجرد وجود علبة في المنزل. أو استمتعي بطبق كنافة فقط لأنك تمرين بجوار الحلواني المفضل لديك .
التوتر والملل يؤديان إلى تحفيز بعض الأشخاص لتناول شيء ما
إن عادة تناول الطعام حتى عندما لا تكونين جائعة بالفعل يمكن أن تعرض صحتك للخطر. يقع الكثير من الأشخاص في هذه الطريقة الطائشة في تناول الطعام لأسباب مختلفة. لكن الجزء الجيد هو أنه يمكن السيطرة عليه.
لماذا نأكل ونحن لا نجوع حتى؟
يتأثر مفهوم الأكل بسبب العادة والملل بعوامل نفسية وبيئية مختلفة. حيث يرسل الجسم إشارات إلى الدماغ عن طريق الهرمونات بأن المعدة فارغة. وبالتالي نتناول الطعام، لكن تناول الطعام عندما لا يكون المرء جائعاً هو “عادة الجوع” التي تتطور مع مرور الوقت.
ويمكن أن يحدث ذلك لأسباب مختلفة. على سبيل المثال، قد يكتسب شخص ما عادة تناول وجبات خفيفة كل 2-3 ساعات، حتى عندما لا يكون جائعًا، مثل تناول وجبة خفيفة بعد العشاء، الأمر الذي يمكن أن يصبح روتينًا. وبالمثل، عندما يعاني الجسم من الألم. كذلك يمكن أن يكون الطعام بمثابة إلهاء عن الانزعاج. بالإضافة إلى ذلك، فإن التوتر أو الملل أو الوحدة أو الأفكار السلبية يمكن أن تؤدي جميعها إلى إثارة مشاعر الجوع.
أيضًا عندما يشعر المرء بالتوتر أو الانفعال، يتم إنتاج هرمون يسمى الجريلين (المعروف أيضًا باسم هرمون الجوع). يؤدي إلى آلام الجوع والإكثار من تناول الطعام.
التأثير على الصحة
إن عادة الأكل الطائش التي تبدو غير ضارة، والتي ربما لا تكون على علم بها، يمكن أن تصبح سببًا لأمراض خطيرة.
حيث تؤدي عادة الجوع هذه إلى الإفراط في تناول الطعام الذي لا يتم قياسه أو حسابه عادة بالنسبة للسعرات الحرارية. كذلك غالبًا ما ينطوي ذلك على استهلاك الأطعمة السريعة في الغالب، مثل الحلويات أو العناصر المقلية، والتي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل زيادة الوزن أو السمنة.
كما إن الوزن الزائد أو السمنة هو السبب الرئيسي للعديد من الأمراض التنكسية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. وكذلك أنواع معينة من السرطانات.
ووفقا للخبراء، فإن تناول الطعام بسبب العادة وليس بسبب الجوع هو أيضًا سبب وراء زيادة السمنة لدى الأطفال وحالات الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة جدا. إن هذا يؤدي إلى انخفاض نوعية الحياة وزيادة تكاليف المعيشة.
كيفية التحكم
من خلال اتباع نهج مدروس تجاه الغذاء والصحة، يمكنك التحكم في رغبتك في تناول الطعام عندما لا تكونين جائعة.
أول الأشياء التي يمكنك القيام بها للتحكم في عادة الجوع هو الاعتراف بها. من المهم أن تكوني على دراية بكيفية تأثيرها عليك وتحديد المحفزات.
فيما يلي بعض الطرق التي يقترحها أخصائيو علم النفس السريري للتحكم في تناول الطعام عندما لا تكونين جائعة:
تناولي الطعام فقط عندما تشعرين بالجوع الحقيقي. لفهم ذلك، يمكنك أن تأخذي لحظة وتسألي نفسك: “لماذا آكل؟” إن مجرد طرح هذا السؤال يمكن أن يمكّن الشخص من التواصل مع جسده والاستفسار: “هل أنا جائعة حقًا في هذه اللحظة؟” ما الذي يدفعني للوصول إلى هذا الطعام؟ هل هو التوتر أو الوحدة أو التعب أو الملل، أم أنه مؤشر جسدي كقرقرة المعدة التي تشير إلى الجوع؟.
حددي أوقاتًا منتظمة للوجبات والتزم بها لتقليل احتمالية تناول وجبات خفيفة لا معنى لها.
خططي لوجبات مغذية ووجبات خفيفة لتجنب خيارات الأكل المتهورة. (نصيحة احترافية: تأكدي من تناول كمية كافية من البروتين والألياف، لأنها تبقيك ممتلئة لفترة أطول).
انخرطي في الأنشطة التي تبقيك مشغولًا وبعيدًا عن الملل أو محفزات الأكل العاطفي، مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات أو التواصل الاجتماعي.
ابتعدي عن الوجبات الخفيفة المغرية لتقليل إغراء تناولها عند الشعور بالملل.
ابحثي عن طرق صحية للتعامل مع التوتر والمحفزات العاطفية، مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق أو كتابة اليوميات.
شرب الماء طوال اليوم لتبقي رطبة. في بعض الأحيان يبدو أنك جائعة، ولكنك في الواقع عطشانة.
فعندما تعلمين أنك تأكلين على الرغم من عدم شعورك بالجوع، فإن استبدال الوجبات السريعة بالسعرات الحرارية المنخفضة، يمكن أن تكون الوجبات الخفيفة الطبيعية الغنية بالبروتين مفيدة في الحفاظ على صحة إيجابية.
كما أن التحكم في الانفعالات من خلال الحصول على قسط كاف من النوم، والتنفس العميق، وممارسة المزيد من النشاط البدني، وممارسة هواية من أجل السيطرة على عادة الجوع.
وبما أن العوامل النفسية تدفع أيضًا سلوك الأكل هذا، فقد يحتاج المرء أيضًا إلى التحدث إلى مستشار للتغلب على عادة الجوع.
في المرة القادمة التي تتناولين فيها شيئًا ما، توقفي للحظة لتسألي نفسك إذا كنت جائعة بالفعل.