الطريقة المثلى لغسيل الفاكهة وبالذات العنب
يقول مشاهير السوشيال ميديا إن العنب ضار إذا لم يتم غسله جيدا بالطريقة الصحيحة. كذلك تزعم العديد من مقاطع الفيديو على إنستغرام أن العنب ملوث بشدة بالمبيدات الحشرية، ويتطلب طرق غسيل محددة لإزالة البقايا الكيميائية. كما تقترح بعض المقاطع غسله بالماء الدافئ مع الملح وصودا الخبز. لكن الخبراء يقولون إن هذا لا يكفي للتخلص من البقايا الكيميائية.
إذا كنت من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المتحمسين ومنها Instagram، فربما صادفت العديد من المقاطع التي تصور سُميّة العنب وأهمية غسله وتنظيفه بشكل صحيح قبل الاستهلاك.
تشير مقاطع الفيديو المنتشرة هذه إلى أن العنب مليء بالمبيدات الحشرية، وبينما يمكن للبالغين استهلاكه بعد التنظيف الشامل، يجب إبعاد الأطفال عنه.
ولكن، ما مدى صحة هذه المقاطع المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي؟
بدأت الثرثرة منذ أسابيع عندما بدأ العديد من “الخبراء” بمشاركة مقاطع فيديو على موقع إنستغرام، يوضحون الأسباب التي تجعل العنب غير صالح للاستهلاك تقريبًا ما لم يتم اتباع عملية تنظيف شاملة. تصور مقاطع الفيديو هذه عدد المواد الكيميائية التي يتم رشها عليها قبل أن تصل إلى سلال التسوق الخاصة بنا.
أثناء الإشارة إلى هذه المخاوف، تشير مقاطع الفيديو أيضًا إلى طريقة لتنظيف العنب جيدًا للتخلص من المواد الكيميائية. كذلك تتضمن الخطوة إضافة صودا الخبز والملح إلى وعاء من الماء الدافئ وترك المجموعة لمدة خمس إلى عشر دقائق قبل تناولها.
التهابات الحلق
وشارك البعض مقاطع فيديو على إنستغرام ادعوا فيها أن الفراولة والعنب يسببان التهابات الحلق لدى البالغين والأطفال. فقد أتى موسم الفراولة وبعده العنب، وكذلك موسم التهابات الحلق. خلال الشهر الماضي، رأيت عدداً من المرضى يشكون من التهاب الحلق أو آلام الحلق. وقد كانت هذه أعراض شائعة في الأطفال والبالغين على حد سواء. وكان هناك رابط مشترك بينهما: في جميع الحالات، كانوا إما يتناولون الفراولة أو العنب. وتحتوي الفراولة والعنب على أكبر كمية من المبيدات الحشرية، وهذه المواد الكيميائية السامة هي السبب في كل مشاكل الحلق.
لكنهم يحذرون من أنه إذا استمرت الأعراض فيجب التوقف عن تناول هذه الفاكهة بعد ذلك.
هل العنب غير المغسول ضار حقا؟
يجب أن لا تصدق كل ما تشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي والتحقق من المعلومات مهم. ولذلك، يجب التواصل مع الأطباء وأخصائيي التغذية. ففي بعض المواسم، تظهر مخاوف بشأن سلامة العنب الذي نستهلكه، ويرجع ذلك أساسًا إلى استخدام المبيدات الحشرية الثقيلة في زراعته. على الرغم من أن المبيدات الحشرية تهدف إلى حماية المحاصيل، إلا أنها يمكن أن تشكل مخاطر صحية عندما تبقى بقاياها على الفاكهة.
علاوة على ذلك يمكن أن يؤدي استهلاك العنب الذي يحتوي على نسبة عالية من بقايا المبيدات الحشرية إلى مشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك الضرر المحتمل للجهاز العصبي، وتعطيل وظيفة الهرمونات، وحتى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. لذلك، من المهم أن نكون على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة بالعنب المحمل بالمبيدات الحشرية.
مبيدات ومسرطنات
حقيقة أن العنب غارق بالمبيدات الحشرية الثقيلة ليس بالأمر الجديد. في الواقع، وجد أن العنب المزروع تقليديًا يحتوي على 56 بقايا مبيدات حشرية مختلفة، بما في ذلك ثمانية مواد مسرطنة محتملة، و17 مادة مسببة لاختلال الهرمونات، و10 سموم عصبية، وفقًا لـ What’s on My Food. وهي قاعدة بيانات قابلة للبحث تجعل الجمهور على دراية بالتعرض للمبيدات الحشرية.
كما إن القلق بشأن الاستخدام الكثيف للمبيدات الحشرية في العنب ليس جديداً وكان مشكلة مستمرة في الصناعة الزراعية. وهي تظهر كل عام تقارير عن الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية لحماية محاصيل العنب من الآفات والأمراض. وعلى الرغم من وجود لوائح للتحكم في استخدام المبيدات الحشرية، إلا أن التنفيذ والرقابة يمكن أن يختلفا، مما يؤدي إلى مستويات غير متسقة من البقايا على الفاكهة.
علاوة على ذلك فإن بقايا المبيدات الحشرية الموجودة على الأغذية تهدد صحة الإنسان ورفاهه وأمنه البيئي. كذلك يتم ذلك لحماية العنب من الحشرات والآفات وما إلى ذلك. كما تستخدم المواد الكيميائية لإنضاج الثمار على الرغم من أن هذا ليس موسم تلك الفاكهة المعينة.
حمام الملح وصودا الخبز
تشير العديد من مقاطع Instagram Reels إلى أن حمام العنب في الماء الدافئ الممزوج بالملح وصودا الخبز يمكن أن يساعد في التخلص من البقايا الكيميائية. ومع ذلك، يكشف الخبراء أن مجرد نقع العنب في الماء الدافئ مع المكونات المذكورة أعلاه لا يكفي.
كذلك الاقتراحات واسعة الانتشار حول استخدام صودا الخبز والماء الساخن والملح لغسل العنب تهدف إلى تقليل بقايا المبيدات الحشرية. كما تشير الأبحاث إلى أن هذه الطريقة قد تساعد في إزالة بعض البقايا على مستوى السطح، ولكنها قد لا تقضي على جميع المواد الكيميائية التي تمتصها الفاكهة. وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون جزءًا من عملية التنظيف، فمن المهم ملاحظة أن الغسيل الشامل وحده قد لا يزيل بقايا المبيدات الحشرية تمامًا.
وفي معظم الحالات، يمكن أن يؤدي الغسيل والنقع إلى درجة معينة فقط من خفض مستوى البقايا، في حين أن المعالجات الأخرى مثل التقشير والنقع والسلق (للخضروات) يمكن أن تقلل من بقايا المبيدات الحشرية بشكل أكثر فعالية.
الطريقة الصحيحة لغسل العنب
إن الغسيل بالماء المالح بنسبة 2 في المائة سيؤدي إلى إزالة معظم بقايا المبيدات الحشرية التي تظهر عادة على سطح الفواكه والخضروات. وللحصول على تأثير أفضل، يوصى بغسل الفواكه مثل العنب والتفاح والجوافة والخوخ والمانجو والخوخ والكمثرى 2-3 مرات على الأقل. وبشكل عام، يمكن ترشيد سلوك البقايا أثناء المعالجة من حيث الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمبيد وطبيعة العملية.
وفي الوقت نفسه، توجد ثلاث خطوات فعالة لإزالة ليس فقط الأوساخ ولكن أيضًا البقايا الكيميائية إن وجدت من الفواكه والخضروات:
الشطف تحت الماء الجاري: يساعد ذلك على إزالة الأوساخ وبعض المبيدات السطحية.
نقع العنب في محلول الخل: اخلطي الخل والماء (نسبة 1:3) وانقعي العنب لمدة 5-10 دقائق. يمكن أن يساعد الخل في تحطيم بعض المبيدات الحشرية.
شطف العـنب مرة أخرى: بعد نقعه، اشطف العنـب جيدًا تحت الماء الجاري.
علاوة على ذلك ليس العـنب فقط، ولكن جميع الفواكه والخضروات تحتاج إلى التنظيف والشطف المناسبين للتخلص من البقايا الكيميائية التي يمكن أن تؤثر على صحتك بشكل كبير على المدى الطويل.