المرأة العصرية والراقية

الإنتاجية تأتي من الموازنة بين العمل والنظام الغذائي والنوم والرياضة

يؤكد خبراء الصحة على أنه يجب على الشباب الموازنة بين العمل الجاد والنظام الغذائي الصحي والنوم المناسب وممارسة الرياضة في الوقت المناسب للحصول على انتاجية مناسبة تدرّ دخلا كافيا وتحافظ في الوقت نفسه على الصحة. بمعنى “لا إفراط ولا تفريط ولا ضرر ولا ضرار”.

وتأتي هذه التعليقات في أعقاب اقتراحات خبراء الاقتصاد والمشتغلين بالسياسة بأنه يجب على الشباب العمل 70 ساعة في الأسبوع لتعزيز الإنتاجية وزيادة الدخل في ظل ظروف الغلاء التي تعاني منها العديد من البلدان العربية كمصر وتونس وسوريا والعراق والسودان ولبنان واليمن والأردن.

ويقول الأطباء إنه يجب على الشباب أن يتعلموا الموازنة بين العمل الجاد واتباع نظام غذائي صحي والنوم المناسب وممارسة التمارين الرياضية في الوقت المناسب، مع تحذيرهم من أن الإفراط في العمل يؤدي إلى ظهور مبكر لأمراض نمط الحياة.

تقسيم العمل بطريقة مثلى

وقال بعض الخبراء الطبيين أيضًا إن نظام 70 ساعة أسبوعيًا سيكون “طموحًا للغاية”، وحثوا قادة الفرق في أماكن العمل على تقسيم العمل بطريقة مثلى بين الأعضاء و”عدم محاولة استخراج الكثير من العمل من الفرد”. مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإرهاق الجسدي أو النفسي.

ومع أن اقتراحات زيادة أوقات العمل إلى 70 ساعة في الأسبوع تروّج لـ “ثقافة العمل الزائد” والتي تم تجنبها في العديد ن دول العالم مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا إلا أن البعض أشاد بها فيما حذر الأطباء من أن الإفراط في العمل يؤدي إلى ظهور مبكر لأمراض نمط الحياة مثل مرض السكري والتهاب الفقار العنقي. كما إن التدخين والشرب واستهلاك الوجبات السريعة في العمل أو المنزل بسبب زيادة ساعات العمل تؤثر سلباً على صحتهم وتؤدي إلى تفاقم مشاكلهم الصحية.

لكن يؤكد الأطباء على أن العمـل الجاد لا يعني أنك تهمل صحتك أو تعرضها للخطر. العمل الجاد أمر جيد، ولكن يجب على الشخص أن يعتني بصحته أيضًا أثناء متابعة طموحاته. لذا، يجب أن يكون متوازنًا مع نظام غذائي صحي ونمط حياة صحي ونوم مناسب وممارسة التمارين الرياضية في الوقت المناسب.

ونظام 70 ساعة عمل في الأسبوع والذي يسير عليه ملايين الموظفين والعمال في البلاد العربية يحتاج نمط حياة متوازن ومحسّن. حيث يعمل الكثير من الناس بجد ثم يلجأون إلى تناول الوجبات السريعة أو التدخين على فترات منتظمة. بالطبع، لديهم أسطورة مفادها أن ذلك يساعدهم على التخلص من التوتر، لكنه ليس كذلك، فهو يجعل صحتهم أسوأ فقط.

تعاطي المسكرات والمخدرات

كذلك يلجأ البعض إلى تعاطي المسكرات والمخدرات بشكل منتظم وإقامة الحفلات المتكررة. مدفوعين في بعض الأحيان بفكرة “أنا قادر على تحمل تكاليف ذلك، لذا سأفعل ذلك”.. لكن هذا الموقف يجب أن يتغير إذا كان على الشخص أن ينمو مهنيا دون المساس بصحته.

كما يحذر الأطباء من استهلاك الوجبات السريعة لإنها تؤدي إلى “تأثير مضاعف خاطئ”. ويؤكد الخبراء الطبيون أن الترفيه أمر مهم، ولكن يجب أن يتم ذلك بعد العمل الشاق في أيام العمـل، لتحقيق النمو الشخصي والمهني في أي منظمة.

ويشير بعض الأطباء إلى وجود “نقلة نوعية” في طبيعة المرضى الذين يزورونهم. حيث إن عددًا أكبر من الشباب من كبار السن يزورون العيادات والمشافي. وهم يعانون من ظهور مبكر لأمراض نمط الحياة مثل مرض السكري. وهم ملتصقون بشاشات الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة الخاصة بهم طوال الوقت. لذا فهم يشكون من آلام في العينين والرقبة وألم في الظهر والعديد من المشكلات الأخرى غير المعهودة.

فاستهلاك الوجبات السريعة، وقلة النوم المناسب، وعدم ممارسة التمارين الرياضية أو عدم ممارسة أي منها. إلى جانب نمط الحياة المستقر في العـمل، يزيد الأمور سوءًا. وينصح الأطباء الشباب بالموازنة بين الطموح والنظام الغذائي وأسلوب الحياة الصحي. وعدم الاستسلام لأي ضغط من الأقران أو غيره. حيث إن هناك حالات كثيرة من الإرهاق الجسدي أو العقلي والإرهاق في العـمل سبب رئيسي لذلك.

يمكنك أيضا قراءة