عدنان الكاتب محاور المشاهير يحضر تكريم جيرترود فاندربيلت ويتني
نيويورك: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
قبل حوالي عام تعاونت ماكس مارا مع شركة الهندسة العالمية Renzo Piano Building لابتكارحقيبة “ويتني”لتتزامن مع المبنى الجديدلـ “متحف ويتني للفن الأمريكي”، الذي صممته شركة رينزو بيانو في موقعه الجديد في منطقة Meatpacking District في نيويورك، حيثرعت”ماكس مارا”ليلة الافتتاح.وللاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لحقيبة ويتني الأيقونية، صممت ماكس مارا Max Maraنسخة رائعة وفريدة لهذه الحقيبة، تجسد مراجع تاريخية وفنية مميزة جدا، وقد صنعت بمهارة إيطالية عالية وتقنية معاصرة.
تسعى النسخة الجديدة المحدودة لحقيبة “ويتني” (فقط 400 نسخة من كل تصميم)، لتكريمجيرترود فاندربيلت ويتني (1875-1942)، مؤسسة المتحف ورائدة في عالم الفن بصفتها أول امرأة تنشئمتحفارائعا للفن الأمريكي في مدينة نيويورك،إضافة إلى كونها فنانةوراعية للفنون، ورمزاللموضة والأناقة.
الحقيبة مستوحاة من صورة لويتني، مرتدية زيامميزا من تصميم ليون باكست، وهو مصمم فرقة Ballets Russes. وكان الرسام جون سينغر قد رسم اللوحة عام 1914 وهي مرتدية هذا الزي الشهير: سروال وسترة باللون العاجي مع حبات خرز سوداءبنمط الزهور والأوراق. وكان هذا الزي المفضل لويتني، وقد شوهدت فيه في عدد من الأعمال الفنية الأخرى، بما فيها صورة لها بعدسة البارون أدولف دي ماير ولوحة لروبرت وينثروب تشانلر.
وتكريما لويتني، شملت النسخة الجديدة المحدودة حقيبتين مختلفتين ورسمينزخرفيين على كل واحدة منهما. وأعيد تصميم الورقة والزهرة باستخدام تقنية خاصة كانت قد طبقت على التصميم الأصلي لحقيبة ويتني، وهي جزء من المجموعات الدائمة الموجودة في معهد الأزياء للتكنولوجيا في نيويورك.
ويتني.. صورة لشخصية غير عادية:كانت “جيرترود فاندربيلت ويتني”، التي تنحدر من سلالة كورنيليوس فاندربيلت (الملقب بالـ “العميد”، وهو الذي جلب السكك الحديدية إلى الولايات المتحدة)شخصية استثنائية غير تقليدية بالنسبة لعصرها،وقفتفي وجه سلسلة طويلة من التقاليدالبرجوازية. وعاشت شبابها الذي تميز بالترف والأناقة، متنقلة بيننيويوركوباريس،حيث كانت تحضر أحدث عروض الأزياء وآخر صيحات الموضة، تطالعكتب لكتّاب غير تقليديين، أمثال أوسكار وايلد ووالت ويتمان، وتقيم علاقات اجتماعية في نيويورك، وتقضي أيام الصيف الطويلة في The Breakers، فيلا رائعة في نيوبورت.
تزوجت من أحد جيرانها “هاري باين ويتني” الذي لم يكن أقل ثراء منها، عندما كانت فقط في الواحدة والعشرين من عمرها،وأنجبا معا ثلاثةأولاد، إلا أنها لم تنجح في إبعاد زوجها عن هوايته المفضلة، وهي لعبة البولو والاستعراض المسرحي.
ولكونهاكانت امرأة مستقلة وواثقةبنفسها فعلت ويتنيما لم يتوقع لسيدة من مكانتها، وذهبت للعمل. أخذتدروسا في النحت، أولها مع هندريك كريستيان أندرسن، وبعد ذلك مع أوغست رودان، وفي عام 1907، وبينما هي تبحث عن مكان للتعبير عن إبداعها، اشترت عقارا فيAlley MacDougal19، في قلب قرية غرينيتش في مدينة نيويورك،طورته ووسعته في وقتٍ لاحق، وأعادت تسميته”ويتني ستوديو”، وكان ذلك في عام 1912. في هذه الزاوية الصغيرة من مانهاتن، المحبوبة من قبل الحركات الطليعية،عملت جيرترود على عدد من المجسمات (أكثرها شهرة هي امرأةالتيتانيك التذكارية في واشنطن العاصمة)، كما عرضت أعمال فنانين آخرين، وكذلك شجعت وجمعت لوحات لروبرت هنري، جورج لوكس وارنست لوسون.
في عام 1918، افتتحت”نادي ويتني ستوديو”، وهو سلسلة من المنازل المربوطةبالأستوديو الأصلي التابع لها، والذي أصبح في عام 1931 المبنىالأصلي لمتحف ويتني (المبنى “التاريخي” الذي يعود إلى مارسيل بروير في شارع ماديسونيعود إلى عام 1966، في حين افتتح المبنى الجديد التابع لرينزو بيانو في مايو 2015 في منطقة (Meat Packing District. شكلت المؤسسة فعلا تفكيرا مستقبليا، وتضمنتمكتبة، غرفة بلياردو وملعب اسكواش.
كما شكلت أيضا مسرحا للعديد من مأدبات العشاء والحوارات التي كانت تدور مع شخصيات بارزة من عالم الفن، وبمساعدة جوليانا فورس، أول مديرة للمتحف، أصبحت جيرترود مدربة للكثير من الرسامين الكبار فيبداية حياتهم المهنية، مثل جون سلون، إدوارد هوبر، ريجنالدمارش وستيوارت ديفيس. وكانت ويتني قد اشترت بنفسها أعمالهم، التي هي الآن جزء من مجموعة ويتني، الشخصية التي اشتهرت منذ وفاتها في عام 1942، بوصفهاالمرأة التي أسهمت في إبراز كل الفنانين الأمريكيين المعاصرين تقريبا