عن ماذا تبحث مهووسات “كيم كارداشيان”؟
منذ سنتين وموضة “كيم كارداشيان” متربعة على عرش قلوب الكثيرات من عاشقات الموضة.
فبعد أن كان الجسم الأبيض والقوام الممشوق هما عنوان الجمال والأنوثة، انقلبت المفاهيم اليوم لتصبح الأجسام الممتلئة والسمراء هي المرغوبة بشكل كبير.
الأمر لم يقتصر على الفتيات والمراهقات، بل وصل إلى الأمهات وربما الجدّات، بحيث بدأن يبحثن عن أي طريقة ليصبحن بأنوثة “كارداشيان”.
ولعل أكثر ما يلُفت في مظهر “كيم كارداشيان” هو منحنيات جسدها وخصرها النحيل وسمرتها الجذابة.
كما بدأ مجتمعنا العربي –الذي تعود على مظاهر البهرجة في الماكياج وتسريحات الشعر الغريبة- يغير ثقافته مع تأثر الكثيرات بمظهر “كيم”.
كم جهتها، تقول شهد سليم ذات الـ20 ربيعا إن الصفات الشكلية المشتركة بينها وبين كيم ساعدتها في تقليد مظهرها بسهولة.
وتعتقد شهد أنها تملك الكثير من المقومات التي تجعلها قادرة على التحلي بمظهر كيم، فبشرتها السمراء وقامتها القصيرة، إضافة إلى معالم جسمها الممتلئة وشعرها الداكن، أهّلتها لتكون شبيهتها بلا منازع.
وتتابع شهد إطلالات “كيم” بشغف كبير، وهي معجبة بطريقة لباسها وتسريحات شعرها، حتى أنها تحاول تقليد أسلوب ماكياجها من طريق بعض مقاطع “يوتيوب” التي تقوم بتعليم فنون الماكياج، وطريقة تحديد الوجه وإبراز عظمة الخد وامتلاء الشفتين.
أما أروى عبد الرحمن (24 عاماً) فترى أن إقبال السيدات الشديد على تقليد مظهر كارداشيان يعود إلى هوس الرجال وإعجابهم الكبير بشكلها، ومدحهم الدائم لجمالها حتى بحضور زوجاتهم وأخواتهم، ما يجعل الغيرة تتفاعل في قلوبهن بطريقة سلبية.
وأضافت: تحاول النساء تقليد شكل “كيم” بأدق تفاصيله والخضوع أحياناً لعمليات تجميل من أجل الحصول على قوامها، حتى وإن لم يتناسب ذلك عموماً مع ثقافتنا أو ملامحنا، المهم في نظر الكثيرات هو محاولة إرضاء الرجل “البصاص” الذي يعقد مقارنة على الدوام، متفنناً في إحباط زوجته بذكر عيوبها وعيوب جسمها وبشرتها.
أما عائشة مراد (35 عاماً) فتوضح أن تقليد السيدات مظهر “كيم” بدأ يشكل هوساً، بحيث إنها لا تستطيع تلبية كل طلبات زبوناتها اللواتي يطلبن بعض المستحضرات أو السلع من الأسواق الأمريكية، وتتضمن منتجات تروج لها كيم مثل المشد الحراري الذي ترتديه، ويعمل على نحت الخصر وتنحيفه.
وقالت: هناك طلبات متزايدة على مشدات خاصة لتكبير المؤخرة وإبرازها، وكذلك مستحضرات التجميل التي تستخدمها من رموش اصطناعية ومرطبات للشفاه وغيرها الكثير.
حنان عوض (31 عاماً) لها رأي آخر، حيث قالت إن الهوس بتقليد النجمات يعود إلى هشاشة المجتمع، وتبنيه أي موضة أو مظهر من دون تفكير عقلاني.
وأضافت: مظهر “كيم” من وجهة نظري مظهر عادي جداً، لكن وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وتحديداً برنامج تلفزيون الواقع keeping up with the Kardashians هي التي صنعت منها نجمة، وجعلت من أفراد عائلتها أشخاصاً مشهورين يتابعهم الكثيرون حول العالم.
سارة خالد (27 عاماً) خضعت لجلسات عدة لدى اختصاصية التجميل، بغية الحصول على شكل فك كارداشيان وشفتيها، حيث كان مظهرها الطبيعي يشكل عدم ثقة بنفسها.
وتقول سارة: بعد بحث واطلاع، قرّرت الخضوع لتقنية خاصة لتعريض عظمة الفك وحقن الشفتين، مؤكدة أنها ليست الوحيدة التي أجرت عمليات تجميلية تشبهاً بنجمة معينة، بل هناك الكثيرات من اللواتي يقمن بذلك.
وزادت: الأهم في هذا الشأن، أن النتائج كانت ممتازة رغم أنها مؤقتة وغير دائمة، ما يشجع النساء على الخوض في مجال التجميل من دون خوف.
وتؤكد سلمى عبد المعطي (24 عاماً) أنها تتابع على الدوام آخر الصور التي تنشرها كيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتشعر بالإحباط لكونها تتمنى الحصول على جسم جميل ومتناسق، خصوصاً بعد الحمل والإنجاب.
وقالت: أحاول جاهده الوصول إلى قوام “كيم” المشدود، وأبحث في الأسواق عن قطع الملابس التي تشبه ملابس “كيم”، لكن في النهاية أرى أني امرأة عاقلة ولا أجازف بالخضوع لعمليات تجميل أو شراء المنتجات التجميلية التي تروج لها “كيم”.
من جهتها، تؤكد خبيرة التجميل ورئيسة لجنة المشاغل النسائية في الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية شعاع الدحيلان، أن تقليد “كيم كارداشيان” في ازدياد مستمر، ويشكل عند الكثيرات هوساً لا يمكن التوقف عنه.
وقالت: على الرغم من اعتيادي كخبيرة تجميل على وجود سيدات يرغبن بتقليد إحدى النجمات، لم أجد إقبالاً يضاهي إقبال السيدات على التحلي بمظهر كارداشيان.
وتؤكد الدحيلان أن على كل سيدة أن تقتنع بالمظهر الذي يشبهها ويكون قريباً من تقاسيم وجهها بغض النظر عما إذا كان يواكب الموضة أم لا.
في حين يرى الدكتور فايز عبد الباقي اختصاصي التجميل جدة وعضو الزمالة الأمريكية لجراحة التجميل، أن على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، تضاعف إقبال السيدات على عمليات جراحة نحت الجسم وتكبير المؤخرة.
وقال: الكثير من السيدات أصبحن يطلبن القوام البرازيلي والمؤخرة البارزة ويضعن نصب أعينهن صورة “كارداشيان”، وهذه العمليات تُجرى أسبوعياً في غرف العمليات لكثير من السيدات من مختلف الفئات والأعمار.
وأضاف: بين هؤلاء النساء من تجاوزت الخمسين من عمرها وترغب في الخضوع لهذه العملية، بهدف زيادة وزنها من طريق حقن الدهون في المؤخرة، وهذا إجراء يعتبر مؤقتاً يدوم من سنتين إلى خمس سنوات كحد أقصى.
وبالنسبة للمشد الحراري الذي ترتديه “كيم كارداشيان”، يؤكد الدكتور عبد الباقي أن هذا المشد قد رُوج له بطريقة تسويقية نجحت فعلاً في استقطاب أموال الكثيرات من الباحثات عن النحافة والخصر المنحوت.
وزاد: لكنه في الحقيقة لا يملك أي تأثير فعال في نحت الجسم كما هو رائج، وتنحصر نتائجه ما بين 5 أو 10 في المائة فقط بعد مزاولة الرياضة، لأن النتائج المثالية تأتي من طريق شفط الدهون لدى اختصاصي تجميل متمكن.
وأخيرا، أشارت مشرفة الشؤون الاجتماعية في مستشفى الأمل والكاتبة سوزان المشهدي إلى أن عيادات ومراكز التجميل تزدحم بالنسوة اللواتي لا يملكن أي هوية أو شخصية، ويفرحن بمجرد تقليد النجمات ومحاكاتهن، حتى وإن جاءت النتيجة معاكسة ومشوهة وغير لائقة.
وقالت: هذا بلا شك يسمّى هوساً صريحاً، ما يدل إلى ضعف بعض الشخصيات وهشاشتها، حيث تنقاد المرأة وراء “التقليعات” من دون التفكير في ما إذا كانت مناسبة لسنّها أم لا، والأجدى من وجهة نظري التمتع بذوق خاص وفريد لا التشبه بشخصيات لا تتناسب مع هويتنا الثقافية.