بين تهم الشهوانية والبرود.. المعدل الطبيعي للقاء الزوجي!
لا يُدرك العديد من الرِّجال ما الذي يحدث عندما تتهيأ المرأة وتستعرض مفاتنها أمام زوجها، فلا يكون حجم تجاوبه كافيًا لإرضائها، والمتعة التي تعد نفسها بها فتتهمه بالبرود، وربما تفتعل المشاكل، على الرُّغم من أنَّ الأمر قد لا يندرج بالضَّرورة تحت بند العجز الجنسيّ.
المشكلة في تباين حدَّة الرَّغبة بين الجنسين، وفي اختلال موازينها، وهذا يبدو محرجًا بعض الشيء، فعندما يكون الرَّجل أكثر شهوانيَّة، يجعل المرأة أكثر دلالاً وتمنعًا وغنجًا، ولكن إن كان الرَّجل أقل من ذلك أو بالمعدل الطبيعيَّ، فهو يشعر بأنَّه في نظر زوجته وكل من حوله ناقص الرُّجولة، ويبدأ بالشَّك وافتعال المشاكل والهجر والهرب منها.
ويمكن تقسيم أسباب تباين حدَّة الرَّغبة بين الطَّرفين إلى حالة الرَّجل، وحالة المرأة، فالرَّجل يحمِّل نفسه في كثير من الأحيان أكبر من طاقته الفعليَّة، ليظهر بمظهر القادر الذي لا يمل ولا يكل، حيث يكثر من الممارسة الجنسيَّة في بداية الزَّواج حتى يصل إلى حالة من التراخي أو فتور الحماس، وأحيانًا يكون لتزايد الأعمال خارج المنزل والإرهاق دور كبير في انعدام الرغبة الجزئي، فتشعر المرأة بذلك، ويمكن أن نعزو ذلك كلَّه إلى انعدام حافز الشَّوق وتوفُّر الفرصة، لذلك لا يكون الرَّجل قادرًا على التوهُّج باستمرار.
أما المرأة فإنَّ الحرج في بداية الزَّواج وعدم المعرفة والخوف من التجربة الأولى من أهم الأسباب التي جعل المرأة أقل تفاعلاً مع الرَّجل، بالإضافة لضغوط الحياة والأعباء النفسيَّة وبدايات الحمل، كل هذا يقلل من الاشتهاء لديها، وربَّما يصيبها النفور والهرب من الرَّجل وكثرة الأعذار، ولكن سرعان ما تعود إلى الاتزان والاستقرار أسرع من الرَّجل، لذلك تتهم بعض الزَّوجات الرجل بالبرود أو الهجر دون تتبع واقعه النفسيّ والعملي.
والرغبة في المتعة الزوجيَّة أمر أقرَّه الشَّرع وفيه أجر وثواب، والاعتدال فيه يكون كل أربعة أيام مرَّة، حتى يزيد الشوق وتقوى الرَّغبة ويكون هناك فرصة لالتقاط الأنفاس.