المرأة العصرية والراقية

ڤاشرون كونستنتان أوڤرسيز هاي جولري: حين تلتقي الروح المغامرة ببريق الماس

منذ القرن التاسع عشر، ورسالة ڤاشرون كونستنتان في عالم ترصيع الأحجار الكريمة تسير على نهج التفرّد، بعد أن أدرجت هذا الفن ضمن مجموعة المِهَن النادرة “ميتييه دار” التي تتقنها الدار. في تلك الحقبة، لم تكن الساعات تقتصر على الجيوب، بل كانت تُرتدى كمجوهرات واكسسوارات راقية. اليوم، تحتفي ساعة “أوڤرسيز سلف-ويندنغ هاي جولري” بعلبة قطرها ٣٥ مم بهذا الإرث العريق، حيث تتزيّن بـ١٤٣٠ ماسة — بما يعادل ~12.58 قيراط — تجمع بين قطعين: البريانت والباغيت، في لوحة تنسجها الحرفية العالية والدقة الفائقة.

ڤاشرون كونستنتان

يتزيّن الإطار برمز مالطا، الذي يُعدّ من السمات الأيقونية لمجموعة أوڤرسيز، والمستوحى من شعار ڤاشرون كونستنتان التاريخي. ويزداد هذا الرمز تألّقًا بفضل ترصيعٍ متقن لـ٦٠ ماسة باغيت (~ ٢٫٢٨ قيراط) بأسلوب الترصيع غير المرئي. ويُعدّ الترصيع غير المرئي من أكثر تقنيات الترصيع تعقيدًا، إذ يخلق سطحًا تغمره الأحجار بالكامل، لتبدو كما لو أنها تطفو فوق الذهب من دون أي وسائل تثبيت ظاهرة. تبدأ العملية بصياغة شبكة دقيقة من قضبان ذهبية بسُمك لا يتجاوز ٠٫٢ إلى ٠٫٤ ملم، تشكّل هيكلًا خفيًا لتثبيت الأحجار. بعدها، يقوم الحرفي بنقش شقّ صغير على شكل حرف V على جانبي كل ماسة، بما يتناسب بدقة متناهية مع أبعاد القضبان، مع هامش خطأ لا يتعدّى ٠٫٠٢ ملم، لضمان تثبيت كل ماسة بمحاذاة دون فجوات أو تراكب أو ظهور لأي معدن. وتتطلّب هذه التقنية دقّة فائقة، إذ قد تستغرق عملية تثبيت ماسة واحدة فقط ساعات طويلة من العمل الحِرفي المتقن.

ڤاشرون كونستنتان

يُضفي الترصيع غير المرئي للأحجار بتقطيع باغيت لمسة من الصفاء الهندسي تتباين مع بريق الأحجار المستديرة المرصّعة على الميناء وسوار الذهب عيار ١٨ قيراطًا. يتميّز الميناء بأناقة راقية ووظائف أساسية، تعرض الوقت والتاريخ فقط، لإبراز خلفية مرصّعة بطريقة “الثلج”  snow setting تتكوّن من ٣١٤ ماسة مستديرة (~ ١٫٦٥ قيراط). ويُعدّ ترصيع “الثلج” من أكثر الأساليب تطلّبًا، حيث يقوم الحرفي بتغطية كامل سطح الميناء الذهبي بماسات متفاوتة القطر، تُرصّ بترتيب يبدو عشوائيًا، لكنه في الواقع يُخطط بدقّة متناهية، بحيث لا يكاد يظهر أي معدن بين الأحجار، فيخلق سطحًا يعكس الضوء من كل زاوية — تمامًا كما يتناثر ضوء الشمس على حقل من رقاقات الثلج. وعلى هذه الخلفية المتلألئة، تبرز ١٢ ماسة باغيت كمؤشرات للساعات. أما العروات وسوار الذهب عيار ١٨ قيراطًا، فقد خضعا أيضًا لترصيع “الثلج” بأكمله، مع ٨٨٤ ماسة مستديرة (~ ٦٫٩٥ قيراط)، حيث تم ترصيع كل وصلة في السوار بشكل منفصل قبل جمعها بعناية تامة.

يمكنك أيضا قراءة