
هل يمكن أن ننام لثمان ساعات ونشعر وكأننا نمنا لثمانية أيام؟
أثار منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم أن مزيجًا من غليسينات المغنيسيوم والزنك أدى إلى نوم عميق ومكثف لرجل. مما جعله يشعر وكأنه “نام لمدة 8 أيام” بعد ثماني ساعات فقط، جدلًا واسعًا على الإنترنت. ولتوضيح هذا الالتباس، شارك طبيب من مستشفى مانيبال التفسير العلمي لهذه الظاهرة
حتى أنني تذكرت أحلامي بدقة 4K
بدأ النقاش عندما شارك أحد مستخدمي X في 2 ديسمبر الجاري: “جربت مؤخرًا جليسينات المغنيسيوم والزنك، ويا أخي.. نمت 8 ساعات، لكنني استيقظت وأنا أشعر وكأنني نمت 8 أيام. حتى أنني تذكرت أحلامي بدقة 4K لأول مرة في حياتي. ما هذا المغنيسيوم، نوع من اشتراك النوم المميز؟”.
وحظيت التغريدة باهتمام كبير، حيث أكد بعض مستخدمي X تجارب مماثلة من النوم المكثف والمستمر، بينما أعرب آخرون عن تشككهم في الاستخدام المشترك للمكملات الغذائية.
قال أحد مستخدمي X “أعاني من الاستيقاظ عدة مرات ليلاً عادةً. مع جليسينات المغنيسيوم أحظى بنوم متواصل وهادئ، وأستيقظ وأنا أشعر بالانتعاش وعدم التعب. العيب الوحيد هو أنه قد يفوّت عليك المنبه بسبب تأثيره الشديد”. وتدخل شخص آخر قائلاً: “لست طبيبًا متخصصًا، لكنني تناولت جليسينات المغنيسيوم والزنك بكثرة، ولم يجديا نفعًا. كما أنه لا ينصح بتناولهما معًا، خاصةً بجرعات عالية”.
العلم وراء ظاهرة “الانحناء الزمني” أثناء النوم
لكن لماذا يمكن لهذه المعادن التي تبدو غير ضارة أن تسبب في بعض الأحيان نومًا ثقيلًا بشكل مدهش. يقول الخبراء يبدو المغنيسيوم والزنك غير ضارين. تراهما على الرفوف وتفترض أنهما سيساعدانك على النوم بشكل أفضل. لكن بالنسبة لبعض الناس، يكون تأثير هذين المعدنين أقوى من المتوقع. فبدلاً من الاستيقاظ بنشاط، يفتحون أعينهم وكأنهم ناموا في زمنٍ غريب.
حيث يهدئ المغنيسيوم الجهاز العصبي بإبطاء إطلاق المواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر، ودفع الدماغ إلى مراحل نوم أعمق. أما الزنك، فيلعب دورًا أكثر هدوءًا بدعمه للناقلات العصبية التي تنظم دورات النوم.
والمفتاح يكمن في الجمع بين الأمرين.. فعندما يؤخذ الأمران معًا ليلًا، يدخل الدماغ في مرحلة نوم الموجة البطيئة بشكل أسرع ويبقى فيها لفترة أطول. كما أن هذه هي المرحلة التي تتضح فيها الأحلام، ويصلح الجسم نفسه، ويتوقف العقل عن العمل. أيضًا البقاء في هذه المرحلة لفترة طويلة جدًا، يجعلك تستيقظ خاملًا، مثقلًا، وغير منتبه تمامًا.
العوامل الفردية وأفضل الممارسات
إن البقاء في مرحلة النوم العميق لفترة طويلة جدًا -أطول من إيقاع النوم الطبيعي- قد يؤدي إلى الاستيقاظ بشعور ثقيل وخمول. مما قد يبالغ بشكل كبير في الشعور بالنوم الزائد. كما أن شدة التأثير تختلف من شخص لآخر.
كذلك هذا يعني في الواقع أن نومك لم يكن سيئًا، بل كان عميقًا جدًا بالنسبة لإيقاعك المعتاد. أيضًا بعض الناس يستقلبون هذه المعادن ببطء. والبعض الآخر يتناولها بعد وجبات عشاء دسمة، أو يقترن تناولها مع تناول كميات كبيرة من الكافيين خلال النهار، مما يغير تأثير المكملات ليلًا. التوتر والعوامل الوراثية وامتصاص الجسم للكافيين في الأمعاء كلها عوامل تؤثر على تجربة النوم.
كيفية تحقيق التوازن
تناول الماغنيسيوم قبل النوم بنحو نصف ساعة للسماح للجسم بالاستقرار في إيقاع ثابت. وهناك عامل آخر يشير إليه الأطباء كثيرًا. فقد درِسَ المغنيسيوم لفوائده على صحة الدماغ على المدى الطويل، وتشير الأبحاث المبكرة إلى أنه قد يدعم الوظائف الإدراكية مع تقدمنا في السن، مع أنه ليس درعًا مثبَتًا ضد الخرف. ونظرًا لهذا التأثير المهدِّئ على الدماغ، يوصي العديد من الأطباء بتناول المغنيسيوم قبل النوم بنصف ساعة تقريبًا للسماح للجسم بالاستقرار في إيقاع منتظم.
ولمن يعانون من تأثير “السبات”، ينصح الأطباء ببعض إعادة ضبط بسيطة. فإذا شعرتِ بتوتر شديد، فعادةً ما يقترح الطبيب إعادة ضبط بسيطة. خفّضي الجرعة. تناولي المغنيسيوم وحده بدلًا من تناوله مع الزنك. كذلك قدّمي موعد تناوله في وقت مبكر من المساء حتى لا تصلي إلى أعمق مرحلة من النوم قبل الصباح مباشرةً.
أيضًا انتبهي لأحلامك: إذا شعرت فجأةً أنها أسطورية، أو واضحة، أو طويلة بشكل غير معتاد، فهذا يعني أن عقلك يخبرك أنه ينام نومًا عميقًا أكثر من اللازم. كذلك احرصي على التوازن الصحيح، وسيساعدك المغنيسيوم والزنك على الاستيقاظ مرتاحة بدلًا من الشعور وكأنك خرجت للتو من سبات. الأمر كله يتعلق بضبط الجرعة لتتناسب مع آلية عمل جسمك.