المرأة العصرية والراقية

دراسة: علاقة الصداقة مع الزوج السابق تخفي اضطرابات نفسية خطيرة

لنكن صريحين، معظم حالات الانفصال لا تنتهي نهايات سعيدة أو بدون مشاكل كبيرة. مع ذلك، يبدو أن بعض الناس يحافظون على صداقتهم مع شركائهم السابقين دون عناء. وبعض النساء تحتفظ بعلاقة صداقة مع الزوج السابق وتعتبر أن ذلك نابع من نضج عاطفي، لكن الأبحاث تشير إلى وجود دوافع أعمق وأكثر غموضًا وخطورة.

فقد نشرت دراسة في مجلة الشخصية والاختلافات الفردية أجراها عالما النفس جاستن ك. موغيلسكي وليزا إل إم ويلينغ من جامعة أوكلاند، ودرست شخصيات 861 مشاركًا لفهم أسباب استمرار بعض الزوجات في التواصل مع الزوج السابق، وذلك من خلال دراستين: إحداهما شملت 348 مرشحًا طلب منهم اقتراح أسباب تدفعهم إلى الاستمرار في صداقتهم مع شريك سابق؛ والأخرى شملت 513 مرشحًا، طلب منهم بعد ذلك تقييم أهمية أسباب استمرارهم في التواصل مع شركائهم السابقين. تربط نتائجهما سمات شخصية معينة، لا سيما تلك المرتبطة بالثالوث المظلم (النرجسية، والميكافيلية، والاعتلال النفسي)، بزيادة احتمالية الحفاظ على الصداقات بعد الانفصال.

ما توصل إليه البحث

حددت الدراسة سبعة أسباب رئيسية لاستمرار صداقة الناس مع شركائهم السابقين: الموثوقية/العاطفية، والبراغماتية (كان لديهم الكثير من المال)، واستمرار الانجذاب العاطفي، والأطفال والموارد المشتركة، وتراجع الانجذاب العاطفي (مثل فقد الاهتمام الجنسي)، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، والوصول الجنسي. كما تتراوح هذه الأسباب بين العاطفية غير المؤذية نسبيًا أو المسؤوليات المشتركة، ودوافع أنانية مثل الحصول على فوائد عملية والحفاظ على الوصول الجنسي.

التقييم النفسي

بالإضافة إلى الدراستين اللتين تناولتا أسباب وأهمية الحفاظ على التواصل مع الشركاء السابقين، خضع المرشحون أيضًا لتقييم سمات الشخصية المظلمة، بما في ذلك النرجسية والميكافيلية والعداء والاعتلال النفسي.

وبينما قيّم معظم المشاركين الموثوقية والعاطفية، سمات مثل الثقة والدعم العاطفي، كان أولئك الذين حصلوا على درجات أعلى في سمات الشخصية المظلمة أكثر ميلًا إلى ذكر أسباب براغماتية أو تلاعبية. أما الأفراد ذوو الميول النفسية أو العدائية الأقوى، فقد مالوا إلى الحفاظ على صداقات ما بعد العلاقة للحفاظ على إمكانية الوصول إلى موارد مرغوبة مثل المال أو الجنس أو العلاقات الاجتماعية أو المعلومات. كما وجدت الدراسة أن الرجال كانوا أكثر ميلًا بقليل من النساء لاعتبار هذه الدوافع العملية أو الجنسية مهمة.

ماذا يعني هذا؟

الاعتلال النفسي، الذي يندرج ضمن طيف سمات الشخصية المعادية للمجتمع ، غالبًا ما ينطوي على جاذبية سطحية وتفكير استراتيجي. هذا يعني أنه عندما يصرّ شخص ما على البقاء أصدقاء بعد الانفصال، فقد لا يكون السبب دائمًا نضجًا عاطفيًا أو مشاعر عالقة، بل هو إبقاء الخيارات، التي غالبًا ما تكون أنانية، مفتوحة. لذا، في المرة القادمة التي يرغب فيها شريك سابق في “البقاء أصدقاء”، قد يكون من المفيد التساؤل: هل هو عاطفة حقيقية، أم شيء أكثر حرصًا؟.

في النهاية، يذكرنا البحث بأن العلاقات العاطفية – حتى بعد انتهائها – قد تكون أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه. فبينما قد ينبع بقاء الصداقة مع الزوج السابق من اهتمام حقيقي أو تاريخ مشترك، إلا أنه قد يخفي أيضًا دوافع أقل إيثارًا. وفهم هذه الفروق النفسية الدقيقة لا يعني أن كل زوجة سابقة ودودة لديها نوايا خفية، ولكنه يلقي الضوء على كيفية تأثير الشخصية على كيفية تعاملنا مع الحب والفقد والتواصل.

يمكنك أيضا قراءة