
دراسة: التمارين الرياضية تمنح النساء أفضلية على الرجال عندما يتعلق الأمر بصحة القلب
من المدهش أن ممارسة التمارين الرياضية لها ميزة لصالح النساء، في حين أن الرجال يعانون من عيب غير عادل في هذا الجانب، خاصة عندما يتعلق الأمر بفوائد ممارسة التمارين الرياضية لصحة القلب.
كماتعدّ ممارسة الرياضة من الركائز الأساسية للحفاظ على صحة القلب. فهي تحافظ على كفاءة ضخ الدم في القلب، وتحافظ على مرونة الجهاز القلبي الوعائي. وتتعدد فوائدها، من ضبط ضغط الدم إلى التحكم بالوزن. ولكن هل تعلم أن مقدار التمارين الرياضية اللازمة لتحسين صحة القلب يختلف من شخص لآخر؟ أحد مظاهر هذا الاختلاف هو الجنس.
فقد كشفت دراسة نشرت في مجلة Nature Cardiovascular Research نشرت نتائجها مؤخرًا عن هذا الاختلاف في كيفية استفادة الرجال والنساء من فوائد التمارين الرياضية لصحة القلب. وتبيّن أن النساء قد يحصلن على نفس مستوى حماية القلب الذي يتمتع به الرجال، مع ممارسة ما يقارب نصف كمية النشاط البدني التي يمارسها الرجال. وقد فحصت الدراسة بيانات أجهزة قابلة للارتداء من حوالي 85,000 بالغ.
ماذا وجدت الدراسة؟
أظهرت النساء اللواتي مارسن الرياضة لما يقارب ٢٥٠ دقيقة أسبوعيًا، أي ما يعادل ٣٥ دقيقة يوميًا تقريبًا، انخفاضًا في خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة ٣٠٪. ولكن الفرق يكمن في الآتي: لكي يحقق الرجال نفس الحماية القلبية من خلال ممارسة الرياضة، مع انخفاض خطر الإصابة بنسبة ٣٠٪، يحتاجون إلى ممارسة الرياضة لما يقارب ٥٣٠ دقيقة أسبوعيًا.
كما لا يقتصر هذا على الوقاية من أمراض القلب فحسب، بل ينطبق أيضًا على التخفيف من مضاعفاتها. كذلك فقد استفادت النساء المصابات بأمراض القلب اللاتي التزمن بمستويات النشاط الموصى بها من انخفاض هائل في الوفيات بنسبة 70%، مقارنةً بالنساء اللاتي لم يمارسن الرياضة. أما عندما مارس الرجال نفس القدر ومدة التمارين، فقد انخفض خطر إصابتهم بحوالي 19% فقط.
كما تسلّط هذه الدراسة الضوء على مستويات النشاط البدني الموصى بها عالميًا، والتي غالبًا ما تكون عامة وغير مرتبطة بجنس معيّن. وتعدّ ممارسة 150 دقيقة من النشاط البدني المتوسّط إلى الشديد أسبوعيًا مناسبة للجميع، بغض النظر عن جنسهم. لكن هذه الدراسة تقدّم رؤىً جديدة، إذ تشير إلى أن فوائد التمارين الرياضية لا تعتمد على مدّة التمرين. بل على كيفية استجابة الجسم للنشاط. وهذا أمر بالغ الأهمية، نظرًا لاختلاف استجابات وأجهزة الجسم البيولوجية اختلافًا كبيرًا بين الرجال والنساء.
لماذا تستجيب أجساد النساء بشكل مختلف؟
يعود الفضل في تمتع النساء بميزة إضافية إلى الهرمونات وتركيب العضلات. هرمون الإستروجين، وهو هرمون جنسي، أكثر شيوعًا لدى النساء، يحفز عملية أيض الدهون أثناء ممارسة الرياضة. هذه العملية هي في الأساس عملية طاقة، حيث يستخدم الجسم الدهون كوقود أثناء التمرين بدلًا من الاعتماد على السكر. عند استخدام الدهون كوقود، يقلل ذلك الضغط على القلب. لهذا السبب، تتمتع النساء بصحة قلبية أفضل مع قلة النشاط. كما أن النساء لديهن ألياف عضلية أكثر تركيزًا على التحمل (النوع الأول)، على عكس الرجال الذين لديهم ألياف عضلية أكثر تركيزًا على القوة (النوع الثاني).