المرأة العصرية والراقية

دور السكر في سرطانات الأطفال سريعة الانتشار

في كشفٍ رائد، كشف باحثون عن ضعفٍ لم يكن معروفًا سابقًا في ورم غمد الأعصاب الطرفية الخبيث MPNST، وهو سرطانٌ نادرٌ وخطيرٌ يصيب الأطفال. حيث سلّط الدكتور محمد رضوان شيخ، استشاري أمراض الدم وأورام الدم وزراعة نخاع العظم في مركز HCG للسرطان، الضوء على دور السكر في سرطانات الأطفال سريع الانتشار.

العلاقة بالسكر

أشار الدكتور شيخ إلى أن خلايا MPNST تعتمد بشكل كبير على مسار فوسفات البنتوز PPP، وهو مسار أيضي يمكّن من استقلاب السكر بفعالية ويحمي خلايا السرطان من الإجهاد التأكسدي. ومن خلال تثبيط هذه العملية، نجح الباحثون في إبطاء نمو الورم وتعزيز حساسيته للعلاج الكيميائي. ويشعر الدكتور شيخ بالتفاؤل بشأن مستقبل علاج السرطان، حيث قد تصبح العلاجات المخصصة هي السائدة.

كما قال: “نعيش في الواقع عصرًا مثيرًا في مجال أورام الدم والأورام، حيث تعيد الأبحاث الرائدة صياغة كتاب بيولوجيا السرطان باستمرار. ومع كل اكتشاف جديد، نقترب من علاجات محسّنة، بل مصممة خصيصًا لنقاط الضعف الفريدة لكل نوع من أنواع السرطان. وهذا ما حدث مع اكتشاف حديث كشف عن نقطة ضعف لم تكن معروفة من قبل في ورم غمد الأعصاب الطرفية الخبيث MPNST، وهي حالة سرطانية نادرة جدًا تصيب الأطفال”.

وأضاف: “أكدت الأبحاث اعتماد خلايا MPNST بشكل كبير على PPP، وهو مسار أيضي. تتيح هذه العملية استقلابًا فعالًا للسكر بواسطة الخلايا السرطانية، وتحميها من الإجهاد التأكسدي، وإلا فإنها ستموت. كذلك قد تمكن الباحثون من إبطاء نمو الورم وتعزيز حساسيته للعلاج الكيميائي من خلال تثبيط هذه العملية. يوضح لنا هذا الاكتشاف كيف يمكن تقليل بقاء الخلايا السرطانية عن طريق إيقاف إمدادها بالطاقة.

طريقة جديدة لعلاج السرطان

يمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في علاج السرطان، إذ يستهدف المسارات البيولوجية بدلاً من مجرد قتل الخلايا السرطانية. كذلك صرح الدكتور شيخ بأن هذا الاكتشاف قد يسهم في تطوير أدوية جديدة وأكثر فعالية للأطفال والمراهقين الذين يعانون من MPNST.

علاوة على ذلك، يمثل هذا التقدم نقلة نوعية في كيفية تعاملنا مع هذه الحالة. فبدلاً من مجرد القضاء على الخلايا السرطانية بالإشعاع أو العلاج الكيميائي، يستهدف الباحثون اليوم المسارات البيولوجية التي تمكّن السرطان من التطور. ويتيح تحديد PPP كـ “عائق أيضي” لـ MPNST فرصةً جديدةً لتطوير أدوية جديدة. وتتيح هذه الأدوية تحسينًا كبيرًا في نتائج علاج الأطفال والمراهقين الذين يعانون من هذا المرض الذي يصعب علاجه، كما قال الدكتور شيخ.

خرافات حول السكر والنظام الغذائي

مع ذلك، حذّر الدكتور شيخ من المفاهيم الخاطئة حول السكر والنظام الغذائي. فاستبعاد السكر من النظام الغذائي للطفل لن يطابق النتائج المخبرية، وقد يكون التقييد الشديد ضارًا. وأضاف أن الأطفال المصابين بالسرطان يعانون أصلًا من سوء التغذية، وأن إزالة العناصر الغذائية الأساسية قد تعيق تعافيهم.

قال الدكتور شيخ: “مع ذلك، من الضروري التمييز بين نتائج المختبر والعلاج الفعلي في الحياة. هذه الدراسة لا تعني أن إزالة السكر من نظام الطفل الغذائي يمكن أن تحاكي ما يحدث في المختبر. في الواقع، قد يكون التقييد الشديد للنظام الغذائي ضارًا. الأطفال المصابون بالسرطان يعانون أصلًا من سوء التغذية، وإزالة العناصر الغذائية المهمة منهم قد يضعف قدرتهم على الشفاء وإدارة الآثار الجانبية.”

الاستشارة السريرية مهمة

كذلك شدد على أهمية استشارة أخصائي الأورام قبل إجراء أي تغييرات غذائية أو علاجية، فالنظام الغذائي الصحي أساسي للتعافي والعلاج، واحتياجات كل طفل فريدة. فالنظام الغذائي المتوازن يعزز المناعة ويساعد على الشفاء، ويساعد الأطفال على تحمل ضغوط العلاج.

كما هو الحال دائمًا مع أي نتيجة علمية، ينبغي توخي الحذر عند تفسير هذه البيانات. كذلك صرح الدكتور شيخ قائلًا: “ينبغي على المرضى دائمًا استشارة أخصائي الأورام قبل إجراء أي تغيير غذائي أو علاجي مقترح. فالعلم والأدلة والتنظيم مطلوبان لترجمة الأبحاث المختبرية إلى تطبيقات سريرية آمنة وفعّالة”.

وأضاف: “يعد النظام الغذائي الصحي حجر الأساس للشفاء من السرطان وعلاجه. فكل طفل يختلف عن الآخر من حيث نوع السرطان الذي يصاب به، ونوع العلاج الذي يتلقاه، وصحته العامة. فالنظام الغذائي الجيد يعزز المناعة ويساعد الأطفال على تجاوز ضغوط العلاج.”

يمكنك أيضا قراءة