
سحر اللافندر ينبض بالحياة.. جولة في عالم “فان كليف أند آربلز” الساحر مع دميتها الجديدة
لطالما اشتهرت دار فان كليف أند آربلز، ومنذ تأسيسها في العام 1906، في ابتكار قطع من المجوهرات وإبداعات من المجوهرات الراقية، بالإضافة إلى الساعات والأشياء الثمينة التي تتميّز بمزيج فريد من الابتكار والشاعرية. وقد شكّلت مجموعة إكسترا أورديناري أوبجكتس مصدراً للانبهار والدهشة منذ العام 2017، وقد تمّ إثراؤها اليوم بإضافة إبداع جديد وفريد من نوعه هو الدمية الميكانيكية براسيه دو لافاند، التي استُمدّت من الجماليات الفنية التي تم تقديمها في العام 2022 مع ريفري دو بيريلين. وقد جُمِعت هذه التحفة في مشغل الدار الخاص بآليات الفن Mécanique d’Art في سانت-كروا، وهي تكرّم روائع عالم النبات والحيوان من خلال مشهد فاتن يجسّد مفهوم شاعرية الوقت، وهو من المواضيع العزيزة على قلب فان كليف أند آربلز. هذا العمل الجماعي، الذي تطلّب سنوات من البحث والتطوير، يمزج ببراعة بين الحركة والموسيقى فيروي قصةً جديدةً كلياً.
شاعرية الطبيعة
تلتفّ أغصان الدمية الميكانيكية براسيه دو لافاند المصنوعة من الذهب الوردي المطلي باللكر على نفسها لتشكّل قبة نباتية تخفي بين حناياها سرّاً من الأسرار. وتتشابك ستة وثلاثون ساقًا في صفين يتداخلان فيما بينهما ضمن تركيبة ضخمة. وتزيّن الأوراق الخضراء الرقيقة والأزهار الزرقاء الأغصان وكأنّ ألوانها تتحاور فيما بينها بتناغم وانسجام.
الدمية الميكانيكية براسيه دو لافاند
ذهب أبيض، ذهب أصفر وذهب وردي، أميتيست، ماس، فيرديت، هوليت، لكر، أبنوس، جلد ماعز، ألمنيوم، فولاذ
دمية آلية وحركات ميكانيكية
وظيفة عرض الوقت لمدة 12 ساعة مع الساعات والدقائق على حلقة دوارة بزاوية 360 درجة
إمكانية تحريك عند الطلب وجرس كاريون
احتياطي طاقة لمدة ثمانية أيام
قطعة فريدة
تصميم غير نهائيBottom of Form بتقنية الثلاثة أبعاد
يبلغ ارتفاع الدمية الميكانيكية حوالي 12 إنشًا (أي ما يعادل 30 سنتيمترًا)، وهي تكشف عن مشهد يخطف الأنفاس ما إن يتمّ تفعيل آليتها الحركية. فيتفتح تويج زهرة الخزامى بصورةٍ تدريجية، كما لو كان يتحرّك بفعل نسمة خفيفة، لتتجلّى فراشة ترفرف بحركة دائرية متمايلة. تبدو أجنحة الفراشة مزدانةً بالمينا البرتقالية بتقنية بليك أجور في تعارضٍ مع أحجار الماس والمينا السوداء المعتمة التي تحدّد أطرافها. أما باقي جسم الفراشة فمصنوع من حجر عين النمر، فيما تتلألأ عيناها بحجرين من الأميتيست بقصة كابوشون. أما قرنا الاستشعار فمزينان بالماس. وتحلّق الفراشة برشاقة فوق عنقود من الحبيبات الذهبية المرصعة بالأميتيست، ثم تعود لتجد ملاذها من جديد في قلب الباقة التي تنغلق حولها برفق.
تتكوّن قاعدة الدمية الميكانيكية من طبقتين من الفيرديت، وهي مادة متحوّل تتميّز بتلوينها الخفيف باللون الأخضر، بالإضافة إلى وعاء مصنوع من الهوليت، وهو حجر جيري أبيض يتميز بعروقه الرمادية. وقد اختار خبراء الدار هذه الأحجار الكريمة بعناية فائقة، وقاموا بقصّها وصقلها بدقة لإبراز طابعها الفريد. على الدمية أيضاً، يبدو حلزونان مصنوعان من الذهب الأبيض المصقول جالسين فوق أغصان من الذهب الوردي المطلي باللكر، وهما يراقبان مرور الساعات. ويشار إلى الوقت من خلال حلقة دوّارة تزيّنها حبيبات خرز ذهبية ومؤشرات ساعات من الذهب الأصفر والماس. وعند تفعيل الدمية، تنبعث نغمات لحن متجانس ترافق هذه اللوحة الأشبه بالحلم.
البراعة كوسيلة للإبهار وإثارة الدهشة
من منطلق التزامها الراسخ في الحفاظ على الحِرَف النادرة وضمان توارثها عبر الأجيال، تستعرض دار فان كليف أند آربلز المهارات الخاصة بمشاغلها الفنية من خلال هذا الإبداع الجديد من مجموعة إكسترا أورديناري أوبجكتس. فمن سانت-كروا إلى جنيف وباريس، وُلد هذا العمل نتيجة تعاون وثيق بين مشغل آليات الفن، وورش العمل المختصة بالمينا، والمجوهرات الراقية. يجمع هذا الإبداع بين التقاليد والابتكار، ويجسّد براعة حرفيي الدار الذين يتقنون مهاراتهم ويطوّرونها وينقلونها، ليضفوا على مرور الوقت طابعًا حالِمًا ومغموراً بالعاطفة.
جُمعت الدمية الميكانيكية براسيه دو لافاند بعناية على يد خبراء صناعة الدمى الميكانيكية في دار فان كليف أند آربلز داخل مشغل سانت-كروا، وقد زُوّدت الدمية بآليتين تعملان بشكل مستقل إحداهما عن الأخرى. تُخصَّص الآلية الأولى لتحريك الباقة، التي تبدو وكأنها تتفتح وتنغلق بهدوء بتأثير نسمة هواء لطيفة. كما تضفي الحياة على الفراشة المستقرّة ما بين الأغصان، وقد تطلّب تطوير هذه الآلية العديد من التجارب لضمان انسيابية حركة النباتات وسلاسة تحليق الفراشة. أما الآلية الثانية، فهي تغذّي حلقة الساعة الدوّارة، ما يتيح قراءة الوقت بدقة.
تقنية مينا بليك أجور
تسمح تقنية بليك أجور بمرور الضوء عبر أجنحة الفراشة، كما لو كانت نافذة زجاجية ملوّنة. يُصمّم النقش باستخدام هيكل مفرّغ من الذهب الأبيض، ثم تُملأ الفتحات بطبقات رقيقة من المينا اشبه الشفافة. ويتم تسخين كل طبقة في الفرن بعد كل مرحلة، للكشف عن كثافة الألوان وعمقها. وتمنح هذه التقنية اليدوية تأثيرًا شفافًا يتباين مع عناصر المينا السوداء المعتمة. وتسهم هذه الحِرَف مجتمعةً بمنح الفراشة ملامح تخطف الأنفاس لشدة واقعيتها.
فن الطلاء باللكر
تُشكّل أغصان الخزامى على الدمية الميكانيكية براسيه دو لافاناد يدويًا بالكامل قبل أن تُطلى باللكر باستخدام المرذاذ الهوائي. وتتطلّب هذه البراعة العمل على عدة مراحل، بدءاً من خلْط الأصباغ، مرورًا بتطبيق المادة على السطح، وصقل الطبقات المختلفة، قبل القيام بتلميعها في نهاية المطاف. وفي خطوة أخيرة، يُطبق طلاء نهائي لامع وشفاف ليضفي لمسة من البريق على الإبداع بأكمله.



