المرأة العصرية والراقية

أليساندرو ميشيل يتحدث عن حملة فالنتينو “المقطوعة الحالمة”

ثمة لحظة تسبق حلول الليل بقليل، تستعدّ فيها الضمائر للاستسلام. هي برهة بين عالمين، تتماهى فيها الحدود بين اليقظة والنوم، وتتراخى الأشياء، وتفقد الكلمات ثقلها، ويكفّ الضوء عن إصدار الأحكام.  على تلك   العتبة المعلّقة، يستسلم كلّ شيء للتخلي البطيء.

أليساندرو ميشيل يتحدث عن حملة فالنتينو "المقطوعة الحالمة"

وتختار الحملة الإعلانية بعنوان المقطوعة الحالمة Nocturne أن تسكن تلك العتبة بالذات. تدور أ حداث ها في فندق، في تلك المساحة الحدية بامتياز، حيث يلتقي الحميم بالمجهول وي تحوّل الزوال إلى شك ل من أشكال الدوام. كل غرفة تمثّل جزءاً من عالم، تسكنه حيوات فريدة، بالكاد تلامس إحداها الأخرى، لكنها تش ا رك في طقس واحد: طقس الاستسلام للنوم، ومحو توتّر النهار، واحتضان السكون كملاذ مؤقّت بعيداً ع ن صخب العالم الخارجي. ومع هيمنة هذا التكرار، في هذا التزامن ما بين حركا ت متفرّدة، تولد ألفة جماعية خفيّة وتطفو إلى السطح. ولوهل ة، يتحوّل الخاص جداً إلى تجرب ة مشتركة.

أليساندرو ميشيل يتحدث عن حملة فالنتينو "المقطوعة الحالمة"

في سياق هذه الحملة، يصبح الفندق استعارةً لحالة الإنسان في الأيام المعاصرة: فإذا به مكان تتجاور فيه الأرواح من دون أنت تلامس، وتتنفس فيه العزلات المتوازية في ال وقت نفسه، وتتقاطع الأفكار عبر جدران رقيقة. ن سيج بشري، يحتضن كلّ خيط فيه مقدمة لحلم. وربما، كما قال فرويد، هي تلك العتبة التي يبدأ عندها الحلم بالتفكير نيابةً عنّا.

أليساندرو ميشيل يتحدث عن حملة فالنتينو "المقطوعة الحالمة"

في هذه الطقوس التي تجمع بين حيوا ت تفصلها مسافات غير مرئية، ت تردّد المقطوعة الحالمة Nocturne in E Flatلشوبان كنسيج صوتي يمنح الزمن الم غ مور في الليل صوته الخاص. زمنٌ ت سيطر عليه حالة انتظار بلا هدف، انتظارٌ مشترك يُعيد وصل الخيط الهش بين هيئات متنافرة، لكنها نابضة بالحياة.  هي   أنفاس موسيقية لعال م أذن لنفسه، في لحظ ة خاطفة، أن ينام مع بعضه البعض.

أليساندرو ميشيل

يمكنك أيضا قراءة