كيفية شراء الملابس المستعملة بطريقة مستدامة والحصول على مظهر أنيق
تعمل المزيد من المنصات عبر الإنترنت على ترقية التسوق في الملابس المستعملة رقميًا، من خلال طرح ميزات مثل التسوق عبر البث المباشر والبحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي لجعل التسوق في السلع المستعملة أسرع وأكثر إثارة.
مع أن اختيار المستعمل بدلاً من الجديد غالبًا ما يكون الخيار الأكثر استدامة، إلا أن الخبراء يقولون إنه ليس رخصة للإفراط في الاستهلاك. ويحذرون من أن إعادة البيع لها حدود، لأن شراء ما يزيد عن حاجتك لا يزال يفاقم الهدر، كما أن التسوق عبر الإنترنت قد يزيد من انبعاثات الخوادم والشحن، سواءً كنتَ مستعملًا أم لا.
إليك كيف يقوم خبراء الصناعة والمتسوقون المهتمون بالموضة بالتسوق في المتاجر المستعملة بشكل مستدام. وكيفية العثور على قطع عالية الجودة تدوم طويلاً مع الحفاظ على مظهرها الرائع أيضًا.
في عروض أزياء eBay المستعملة في نيويورك ولندن، ارتدت العارضات قطعًا مصممةً مستعملةً، وكان بإمكان الزوار شراءها مباشرةً. وصرحت أليكسيس هوبس، نائبة رئيس قسم الأزياء في eBay، بأن هذه القطع المستعملة تشكل 40% من مبيعات الشركة.
وأضافت “إن إحدى أولوياتنا الكبرى هي جعل التسوق في الأسواق المستعملة بنفس جودة التسوق في السوق الأولية”.
خيارات واسعة
أعلنت ثريد أب وذا ريال ريال عن مبيعات قياسية هذا العام، مما يشير إلى نمو سريع في سوق إعادة البيع عبر الإنترنت. وتوفر تطبيقات المزادات المباشرة، مثل وات نوت، للمتسوقين منصات إضافية للمزايدة على الملابس المستعملة.
لا يزال بإمكان المتسوقين الذين يتنقلون بين الخيارات المتنامية عبر الإنترنت مع التركيز على الاستدامة أن ينتهي بهم الأمر إلى شراء أكثر مما يحتاجون إليه.
كذلك قالت ميتال بيليغ ميزراحي، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة ييل، والتي تجري أبحاثًا حول نفايات المنسوجات: “تبين أن من يشترون الملابس المستعملة يشترون ملابس أكثر من غيرهم. ليس هذا فحسب، بل يميلون إلى التخلص من تلك الملابس أسرع من غيرهم من المستهلكين. لذا، فهم ينتجون المزيد من نفايات المنسوجات لأنهم يشترون المزيد ويستخدمونها لفترات أقصر”.
إعادة البيع
وفقًا لمجلس إعادة تدوير المنسوجات، يعاد بيع أقل من 20% من الملابس المتبرع بها للجمعيات الخيرية في متاجرها. أما الباقي، فيعاد تدويره، ويصدّر، غالبًا إلى دول الجنوب العالمي، أو يرمى في نهاية المطاف في مكبات النفايات.
كما قالت آلانا جيمس، أستاذة الأزياء بجامعة نورثمبريا، إن إعادة البيع عبر الإنترنت تنتج أيضًا انبعاثات من الشحن والتغليف، كما أن تشغيل منصات التجارة الإلكترونية الضخمة يستهلك الطاقة، وهي عوامل يجب أخذها في الاعتبار. وأضافت أن كل ذلك لا يذكر مقارنةً بالتأثير البيئي لإنتاج ملابس جديدة.
كذلك يقول الخبراء إن الموضة المستدامة الحقيقية تتطلب الابتعاد عن عقلية الموضة السريعة – الضغط المستمر “للشراء الآن” والشعور المصطنع بالندرة الذي يغذي الإفراط في الاستهلاك.
صداقة البيئة
أيضًا قالت كاترينا كاسبيليتش، مديرة الاتصالات في ريميك، وهي مجموعة مناصرة لحقوق الإنسان والعدالة المناخية في مجال الموضة. كما إن ثقافة “التسوق الجماعي”، الاتجاه السائد على وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار جولات التسوق الضخمة، تظهر الإفراط في الاستهلاك بطريقة جديدة.
وأضافت: “إن التسوق المسؤول في مجال الملابس المستعملة يعني اختيار القطع التي سترتديها حقًا. كما أن الاستثمار في الجودة ومقاومة جاذبية دورات الاتجاهات التي لا نهاية لها”.
علاوة على ذلك، قد يكون من الصعب تحديد الجودة عند التسوق عبر الإنترنت، لكن سؤال البائع عن تركيبة الملابس يمكن أن يساعد، كما يقول ويزدوم كاي، وهو منشئ محتوى لملابس الرجال. وقال كاسبيليتش إن الأقمشة الطبيعية تشكل نقطة بداية جيدة. كما قالت “ابحث عن الحرير والقطن والخيزران – الأشياء التي تتنفس وتدوم – مقابل المواد التركيبية مثل البوليستر أو النايلون”.
بحث مستمر
أيضًا قال جوليان كارتر، أحد منشئي محتوى الملابس الرجالية، إنه ينبغي على المتسوقين البحث عن العناصر المبطنة والانتباه إلى جودة الخياطة.
وقال ويسلي بريد، وهو منشئ محتوى تاريخ الموضة، إن المشترين الآخرين للسلع المستعملة يريدون شراء ملابس أثقل وزناً مصنوعة قبل منتصف تسعينيات القرن العشرين، عندما كان يتم تصنيع المزيد من المنتجات الأميركية من دون الاستعانة بعمالة خارجية أو خفض التكاليف بشكل كبير.
كما قالت إيمي كيلي، وهي منشئة محتوى في مجال الموضة، إنه من العام إلى اللون، يجب على المتسوقين الذين يفحصون مئات الآلاف من نتائج البحث عبر الإنترنت أن يكونوا محددين للغاية بشأن ما يريدونه. كذلك قالت “يساعدك هذا في العثور على القطع الأكثر روعة. وكن صبورًا – انظر حولك، ستجدها:. إن العثور على العنصر المناسب هو مجرد الخطوة الأولى – فالاعتناء به يضمن بقاءه في التداول.
كذلك قالت ليانا ساتنشتاين، مقدمة برنامج Endless Runway للأزياء المستعملة على موقع eBay، إنه يجب حشو الأكياس للحفاظ على شكلها، ووضع الملابس داخل أكياس الملابس، واستخدام أكياس الشاش وبخاخات اللافندر لإبعاد العث الذي يأكل الأقمشة الطبيعية مثل الحرير والصوف والفراء.
لمن نتبرع بملابسنا؟
أيضًا يمكن للناس ارتداء الملابس أكثر بين الغسلات، وتنظيف البقع وتجفيف الملابس بالهواء، وتعلم الخياطة. كما قالت كاسبيليتش “سوف تصاب بالصدمة عندما ترى عدد الأشخاص الذين يتخلصون من سترة صوفية لمجرد سقوط أحد أزرارها”.
ولا تقتصر استدامة الملابس المستعملة على إبقاء الملابس بعيدة عن مكبات النفايات. كما قالت ميزراحي، الباحثة في جامعة ييل، إن الأشخاص الذين يحاولون بيع أو التبرع بملابسهم يجب أن ينتبهوا إلى المكان الذي يذهبون إليه. كذلك أضاف “حاول التبرع بها لمتاجر مجتمعية أصغر أو ملاجئ – أماكن تعرف أنها سعيدة بالحصول على تلك الملابس”.
برامج إعادة التدوير زارا وH&M وعلامات تجارية أخرى
أبرمت شركة eBay شراكة مؤخرًا مع شركة البيع بالتجزئة البريطانية Marks & Spencer لإطلاق برنامج استرجاع يسمح للمتسوقين بإرجاع العناصر الموجودة في المتجر لبيعها مرة أخرى على eBay.
لكن الخيار الأكثر استدامةً هو ببساطة تقليل الشراء، كما قالت ميزراحي. وأضافت أن الطريقة الوحيدة لإجبار شركات الأزياء على تغيير أسلوب عملها هي جعل الاستهلاك المفرط غير مربح، مما يعني أن على المشترين تغيير عاداتهم. وقالت ميزراحي “لا يمكننا شراء طريقنا للخروج من أزمة المناخ”.