المرأة العصرية والراقية

حكاية إبداع تنسجها الأيدي

حكاية إبداع تنسجها الأيدي

غالباً يلتقي الخيال بالحرفة في تصاميم الخياطة الراقية، وفي هذا العالم المُتْرف لا يكفي أن يكون الفستان جميلاً، بل يجب أن يروي قصة.

ومن هنا في مجموعة أزياء «ديور» (Dior)، لخريف وشتاء 2025 – 2026، حولت المديرة الإبداعية السابقة، ماريا غراتسيا كيوري، الأبيض إلى لغة سردية، تحتفي بأساطير مدينة روما، وذاكرتها البصرية، إنها إبداعات دقيقة التنفيذ، استغرقت مئات الساعات؛ لتغدو الحرفية اليدوية «البطل الحقيقي» لهذا الفصل من الأزياء.

لذا من هنا اخترنا ومن هذه المجموعة بالذات ، أربع إطلالات راقية، تُجسد المهارة اليدوية الاستثنائية، وتكشف عن حوارٍ إبداعي بين الخيال والدقة، وقد تطلبت هذه الإطلالات مئات الساعات من أعمال الخياطة، والتطريز المتقنة.

هندسة النسيج

تم تكثيف 550 ساعة عمل؛ لترجمة معمارية دقيقة من الأورغانزا، والنسيج المخرّم المضفّر، وأنماط مخرّمة مشغولة يدوياً، طبعا لا يقتصر الأمر على تقنية خياطة متقنة، بل على قدرة على التعامل مع 40 متراً من النسيج، كأنه بناء هشٌّ قائم على الضوء والظل.

حكاية إبداع تنسجها الأيدي

بهجة «المهرّج»

يعتبر الفستان المصنوع من التول القطني ينبض بالحياة عبر تطريز متدرج على شكل ألماسات، باستخدام الترتر والخرز، وقد نفّذه مشغل «هوريل» العريق. فـ500 ساعة عمل حوّلت التسلية البصرية إلى ترف مدروس، حيث يتلاعب الضوء بالخامات؛ ليكشف أبعاداً جديدة للمرح كفعلٍ جمالي.

مروحة الأورغانزا

إن العمل اليدوي، الذي نفّذته مشاغل «شاناكيا» ليس مجرد زخرفة، بل إعادة صياغة للحركة في النسيج نفسه. وخلال 450 ساعة عمل، يُصنع فستان يبدو كقصيدة بصرية عن التوازن بين الصرامة الهندسية، والرهافة الشعرية.

أسطورة الزهور

يعتبر الفستان الطويل، الذي ينتهي بذيل مستوحى من الثعبان، ذروةَ المجموعة، لأنه يمثّل انتصار الحرفية على حدود المادة، وهناك أكثر من 200 زهرة أورغانزا صُنعت يدوياً في مشغل «باغلياني»؛ لتصوغ مشهداً يزاوج بين الغموض والخصوبة، وبين الحكاية والأسطورة. و450 ساعة عمل جعلت من كل زهرة كائناً حياً، يضيف طبقة جديدة من العمق الرمزي.

ومن اللافت للانتباه فهذه الإطلالات ليست مجرد أمثلة على إتقان يدوي، بل تعبير صريح عن مكانة «الهوت كوتور» في زمن السرعة والإنتاجية.

طبعا الحرفية فعل مقاومة ضد الاستهلاك العابر، وشكل من أشكال الشعر الملموس. مع «ديور»، يتجلّى الأبيض رمزاً للنقاء، وصفحةً تُكتب عليها قصصٌ لا تنتهي.

يمكنك أيضا قراءة