
لماذا يجب عدم تجاهل آلام الساق أثناء الليل؟
غالبًا ما تهمل الدوالي كمشكلة تجميلية، ولكنها بالنسبة للعديد من النساء أكثر من مجرد أوردة قبيحة المظهر، فهي تشير إلى مشاكل وعائية كامنة قد تؤثر على الراحة والحركة. ورغم الشعور بألم أو ثقل أو خفقان في الساقين، غالبًا ما تتجاهل النساء هذه الأعراض، ويركزن بدلًا من ذلك على المظهر أو المسؤوليات اليومية.
وهناك أسباب كون النساء أكثر عرضة للإصابة بدوالي الأوردة. وقمة تدابير لنمط الحياة الفعالة والخيارات الجراحية قليلة التوغل لإدارة هذه الحالة، حيث إن دوالي الأوردة ليست مجرد مشكلة تجميلية، بل تتطلب عناية طبية فورية.
ما هي الدوالي؟
الدوالي أكثر من مجرد مشكلة سطحية؛ فهي تعكس مشاكل أعمق في الدورة الدموية في الساقين. عندما تتعطل صمامات الأوردة، يحدث تجمع للدم في الأوردة، مما يزيد الضغط. هذا التدفق هو ما نسميه القصور الوريدي. كما يعد الشعور بالألم أو الخفقان أو الثقل في الساقين في نهاية اليوم، وخاصةً لدى النساء، مصحوبًا بأوردة زرقاء بارزة، من الأعراض الشائعة لدوالي الأوردة، وما يبدأ كمشكلة تجميلية قد يؤثر في النهاية على الحركة والنوم وجودة الحياة بشكل عام.
لماذا النساء أكثر عرضة للخطر؟
النساء أكثر عرضة للإصابة به نتيجةً لمزيج من العوامل البيولوجية وعوامل نمط الحياة. كذلك يمكن أن تؤثر التقلبات الهرمونية أثناء الحمل ، واستخدام موانع الحمل الفموية، وانقطاع الطمث على مرونة جدار الوريد. كما أن الوقوف لفترات طويلة – سواءً في العمل أو أثناء القيام بالأعمال المنزلية – يزيد من تفاقم الخطر. إضافةً إلى ذلك، تضيف السمنة، وهي أكثر شيوعًا بين النساء اللواتي يوازنن بين الوظائف المستقرة والمسؤوليات الأسرية، مستوى آخر من الضعف. غالبًا ما أقابل نساءً في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر يشتكين من ثقل في الساقين ليلًا. وبحلول ذلك الوقت، يكونن قد تعايشن مع هذا الانزعاج لسنوات، متجاهلات إياه باعتباره تعبًا طبيعيًا. وللأسف، فإن تأخير التقييم لا يؤدي إلا إلى تفاقم الحالة.
الأعراض التي لا ينبغي تجاهلها
بالإضافة إلى الأوردة الملتوية بشكل واضح على الساقين، إليك الأعراض التالية كأعراض للدوالي:
ألم حارق أو نابض، وخاصة في الليل
تورم في الكاحلين والقدمين
تململ الساقين أو تشنجات
تغير لون الجلد أو جفافه حول الكاحلين
في الحالات الشديدة، تطور القرحات بالقرب من الكاحل
أيضًا على الرغم من أن هذه الدوالي قد تبدو غير ضارة في المراحل المبكرة، إلا أنها قد تؤدي إلى مضاعفات مثل القصور الوريدي المزمن، أو التهابات الجلد، أو حتى تجلط الأوردة العميقة.
إدارة نمط الحياة والتخفيف
عادةً ما يركز العلاج الأولي على تعديل نمط الحياة. الحفاظ على وزن صحي، وممارسة تمارين رياضية كالمشي أو السباحة، وتجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، ورفع الساقين أثناء الراحة، كلها عوامل تخفف الألم بشكل كبير. وثمة خطوات بسيطة مثل تمديد الساقين أثناء الجلوس لساعات طويلة على المكتب، أو تجنب ارتداء أحذية الكعب العالي لفترات طويلة، تحدث فرقًا كبيرًا. غالبًا ما تركز النساء على احتياجات الأسرة لدرجة أنهن يهملن أعراضهن حتى يصبح الألم لا يطاق. ويوصي الأطباء بارتداء جوارب ضاغطة لدعم صحة الأوردة وتحسين الدورة الدموية.
الحلول الجراحية والأقل تدخلاً
بالنسبة للنساء اللواتي تستمر أعراضهن رغم تعديل نمط حياتهن، تعدّ الخيارات الجراحية الحديثة فعّالة للغاية، ويوصي الأطباء بالاستئصال بالليزر والترددات الراديوية RFA والعديد من الطرق الأخرى قليلة التوغل. كذلك يعالج هذا العلاج الدوالي عن طريق تحويل طاقة الموجات الراديوية إلى حرارة، وإغلاق الوريد المتضرر، الذي يمتصه الجسم بعد ذلك. كذلك يوفر هذا العلاج دقة أكبر، وشقوقًا أصغر، وألمًا أقل، وندوبًا أقل، وعودة أسرع إلى الأنشطة اليومية. وهو أمر بالغ الأهمية للنساء العاملات وربات البيوت اللواتي لا يستطعن تحمل فترات نقاهة طويلة.
كسر الوصمة
غالبًا ما تتردد النساء في طلب العلاج الطبي، إذ يعتبرن دوالي الأوردة عيبًا تجميليًا أكثر من كونها حالة طبية. كما أن الوعي هو الأساس، فاكتشاف الأعراض المبكرة واستشارة أخصائي يمكن أن يمنع حدوث المزيد من المضاعفات ويحسن جودة الحياة.
كذلك دوالي الأوردة ليست مجرد إزعاج تجميلي، بل هي حالة وعائية كامنة تستحق الاهتمام في الوقت المناسب. أيضًا مع تقنيات اليوم المتطورة قليلة التوغل، لم تعد النساء بحاجة إلى العيش مع ألم مزمن أو انزعاج، إن ألم الساق وظهور الأوردة هما طريق جسمكِ لطلب الرعاية. التدخل المبكر لا يمنع المضاعفات فحسب، بل يعيد أيضًا الثقة والراحة في الحياة اليومية.