
لا تتناول أدويتك عشوائيًا
هل فكرتِ يومًا في أن وضعية جسمك أثناء ابتلاع الحبوب قد تؤثر بشكل مباشر في سرعة ذوبانها وفاعليتها؟ طبعا عندما نفكر في تناول الأدوية، غالبًا يتركز اهتمامنا على التوقيت المناسب، أو ما إذا كان يجب تناولها مع الطعام أو دونه.
بداية الأمر قد يبدو غريبًا، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن طريقة جلوسك، أو استلقائك، قد تُحدث فارقًا ملحوظًا في سرعة بدء تأثير الدواء.
الجلوس المستقيم. أم الاستلقاء؟
أظهرت الأبحاث أن الوضعية تلعب دورًا أساسيًا في حركة الحبوب داخل المعدة. وعند مقارنة الجلوس المستقيم مع الاستلقاء على الظهر أو على الجانب الأيمن أو الأيسر، تبين أن الاستلقاء على الجانب الأيمن أو الوقوف بشكل مستقيم يسهّل ذوبان الحبوب بسرعة أكبر، حيث تصل إلى المنطقة الأقرب لمخرج المعدة، ما يُسهل انتقالها إلى الأمعاء الدقيقة حيث يبدأ الامتصاص الفعلي.
من ناحية أخرى، أظهرت النتائج أن الاستلقاء على الجانب الأيسر كان الأقل فاعلية، إذ أدى إلى إبطاء ذوبان الحبوب بمعدل يصل إلى خمسة أضعاف مقارنة بالوضعية المثالية.
وقد أوضح الباحثون: «إذا ابتلعتِ الحبوب وأنتِ مستلقية على جانبك الأيمن، فإنها تذوب أسرع مرتين، مقارنة بالجلوس المستقيم، أما الجانب الأيسر، فهو الأسوأ على الإطلاق».
لماذا تلعب الوضعية دورًا؟
بمجرد ابتلاع الحبة، تتأثر حركتها بالجاذبية لتستقر في موضع مختلف حسب اتجاه الجسم، فإذا اقتربت من «مخرج المعدة»، فإنها تذوب بسرعة وتنتقل نحو الأمعاء الدقيقة، حيث يبدأ الامتصاص الفعلي للدواء.
وهناك مقارنات بين تأثير الوضعية، وتأثير بعض الأمراض، مثل: بطء تفريغ المعدة وهي حالة قد تصيب مرضى السكري، أو بعض الالتهابات الفيروسية. والمفاجأة كانت أن الاستلقاء بطريقة خاطئة يعادل، تقريبًا، أثر مرض هضمي مزمن من حيث تأخير ذوبان الدواء.
هل يجب تغيير طريقة تناول الأدوية؟
لو ذابت الحبوب بسرعة أكبر في المعدة، فإن امتصاص معظم الأدوية يبدأ بعد انتقالها للأمعاء، هنا تلعب صيغة الدواء دورًا أكبر من وضعية الجسم.
وفي النهاية، العناية بتفاصيل صغيرة، مثل وضعية الجسم أثناء تناول الدواء تعكس اهتمامك بجسدك، وتمثل خطوة إضافية نحو حياة صحية أكثر أمانًا وفاعلية لذلك:
– ابتلعي الدواء وأنتِ جالسة أو واقفة، فأنتِ في الوضع الآمن دائمًا.
– الاستلقاء على الجانب الأيمن قد يسرع ذوبان الحبوب، لكنه ليس شرطًا لفاعلية العلاج.
– تجنّبي الاستلقاء على الجانب الأيسر عند تناول الأدوية، خصوصًا إذا كنتِ تعانين مشاكل هضمية.
– الأهم: اتبعي دائمًا تعليمات الطبيب أو الصيدلي بشأن طريقة وتوقيت تناول الأدوية.