علامات انسداد الشرايين لدى المراهقين: احذروا ألم الصدر غير المبرر والإغماء

يجب على الشباب إعطاء الأولوية لصحة القلب، واتخاذ إجراءات وقائية للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين. حيث إن أمراض القلب لدى الشباب والمراهقين تشكل مصدر قلق متزايد، مدفوعة بمجموعة من العوامل الوراثية ونمط الحياة والبيئة.

حيث كان يعتقد سابقًا أن أمراض القلب تصيب كبار السن، الذين تسد شرايينهم مع مرور الوقت. إلا أن المراهقين والشباب يعانون من ظاهرة جديدة: انسداد الشرايين. هذا التغيير الواضح مقلق، لأن الشباب الذين يصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية في سن مبكرة سيعانون من انخفاض جودة حياتهم في سن أصغر، وسيزداد خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية طوال حياتهم.

لماذا يتعرض المراهقون لخطر الإصابة بأمراض القلب؟

فالقلب يحتاج إلى شرايين مفتوحة وسالكة لضخ الدم بشكل فعال. حيث ينخفض ​​تدفق الدم عندما تصبح الشرايين مسدودة ومضيقة بسبب تراكم الدهون والكوليسترول والمواد الأخرى.

في الماضي، كانت هذه العملية تبدأ في مرحلة الطفولة وتستمر حتى منتصف العمر، ممتدةً لعقود. وقد تقلصت هذه الفترة بشكل ملحوظ نتيجةً لنمط حياتنا الخامل، والإفراط في تناول الأطعمة المصنعة، والتدخين، واستخدام السجائر الإلكترونية، والتوتر غير المدار. ومن العوامل المقلقة ارتفاع معدل انتشار داء السكري من النوع الثاني بين الشباب، وانتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين، وقلة النشاط البدني. ويتأثر الخطر المثير للجدل بالعوامل الوراثية والخلفية الاجتماعية والاقتصادية. كما أن أمراض القلب المبكرة العائلية أكثر شيوعًا في بعض العائلات.

ما هي أعراض أمراض القلب عند المراهقين؟

بما أن معظم المراهقين لا يتوقعون الإصابة بأمراض القلب، فإنهم يميلون إلى اعتبار الأعراض طبيعية في البداية. لكن من المهم ملاحظة أي ألم غير مبرر في الصدر، أو إرهاق من جهد خفيف، أو ضيق في التنفس، أو خفقان، أو حتى إغماء. للأسف، قد تكون وفيات الشباب أحيانًا أول مؤشر على إصابة القلب. وهذا يؤكد أهمية إجراء فحوصات الرعاية الصحية الأولية الروتينية، خاصةً للمرضى الذين لديهم تاريخ عائلي مرتفع لأمراض القلب والأوعية الدموية.

استراتيجيات الوقاية للمراهقين

أطباء القلب أصبحوا قادرين على تحديد وتشخيص انسداد الشرايين مبكرًا بفضل تقنيات التشخيص المتقدمة. كما يجرى الآن فحص دوري للمراهقين الذين يعانون من أعراض أو عوامل خطر متعددة باستخدام تخطيط كهربية القلب، وتخطيط صدى القلب، واختبار الجهد على جهاز المشي، وتصوير الأوعية التاجية المقطعي المحوسب، وفحص مستوى الدهون. يعد تصوير الأوعية التاجية التقليدي المعيار الأمثل لتصوير مدى انسداد الشريان بدقة في الحالات المعقدة أو عالية الخطورة.

وهناك إمكانية للوقاية من أمراض القلب لدى المراهقين من خلال الجمع بين العلاج الطبي وتعديل نمط الحياة. وتتمثل هذه الأساسيات في اتباع نظام غذائي صحي للقلب، وممارسة الرياضة بانتظام، والامتناع عن الكحول والتبغ.

كذلك عند اكتشاف انسدادات كبيرة، يعطى دواء لخفض الكوليسترول، وتنظيم ضغط الدم، ومنع تجلط الدم. وقد يكون التدخل الجراحي ضروريًا في الحالات الخطيرة التي يعاني فيها القلب من اضطراب شديد في إمداد الدم.

خيارات متاحة:

زرع الدعامة مع قسطرة الشرايين: يتم استخدام البالون لفتح الشريان المسدود. ويتم إدخال دعامة لإبقائه مفتوحًا أثناء هذه الجراحة قليلة التوغل.

 جراحة مجازة الشريان التاجي CABG: نادرًا ما يكون المراهقون مرشحين لجراحة مجازة الشريان التاجي CABG، والتي قد تكون ضرورية إذا تعذر علاج عدة انسدادات معقدة بفعالية. يعاد توجيه تدفق الدم لتجنب تضيق الشريان أو الشرايين.

 العلاج المتقدم: لضمان استمرارية الأوعية الدموية لفترة أطول في بعض الحالات، يتم استخدام طرقًا متطورة مثل الحفر الدوراني (حفر اللويحة الصلبة) والدعامات المطلية بالأدوية الأحدث.

انسداد الشرايين

أمراض القلب من بين العديد من الحالات التي يمكن للطب الحديث معالجتها. ومع ذلك، يجب أن تبقى الوقاية هي الأولوية القصوى. يمكن للأطفال تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب باختيار أطعمة مغذية، وممارسة تمارين رياضية مفيدة للقلب، وتعلم آليات التعامل المناسبة مع التوتر، والفحص الدوري للكشف عن المشاكل الصحية.

كذلك يمكن للأطفال أن ينعموا بمستقبل صحي إذا تعاونت العائلات والمدارس والكوادر الطبية. ومن المثير للقلق وجود معوقات في هذه السن المبكرة. يمكن أن يصاب المراهقون بأمراض القلب، على الرغم من الاعتقاد السائد بأنها تصيب كبار السن فقط. الإجراءات الطبية و/أو الجراحية المبكرة، والتشخيص السريع، والتوعية، كلها عوامل كفيلة بمنع عواقبها مدى الحياة وإنقاذ الأرواح.