هل يمكن للموسيقى الإلكترونية علاج الاكتئاب?

هل يمكن للموسيقى الإلكترونية أن تلعب دورًا في علاج الاكتئاب؟. سؤال أجلبت عنه دراسة استقصائية حديثة أجرتها منصة “ذا إنتيك” التابعة لشركة “تيبرا”. وهي مورد إلكتروني شامل لممارسات الرعاية الصحية المستقلة. حيث قالت الدراسة إن 14% من المشاركين يلجأون إلى موسيقى الرقص الإلكترونية EDM  عندما يشعرون بالحزن أو الاكتئاب. موسيقى الرقص الإلكترونية هي فئة واسعة من أنواع الموسيقى الإلكترونية الإيقاعية، تتميز بإيقاع راقص قوي، يبتكره منسقو أغاني يمزجون المقطوعات بسلاسة. قد يمنح إيقاعها المبهج شعورًا بالطاقة والبهجة، مما يمثل آلية تكيف عاطفي للعديد من المستمعين في الأوقات الصعبة.

كذلك يؤكد بعض الأطباء العلاقة بين موسيقى الرقص الإلكترونية وتأثيرها على تحسين الحالة المزاجية. بالإضافة إلى أن الاستماع إليها وحده قادرًا على علاج الأمراض النفسية. بما في ذلك آلية قدرة العلاج بالموسيقى على تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق.

لا يوجد دليل سريري على أن EDM هو العلاج

بينما تسلّط نتائج الاستطلاع الضوء على التأثير العاطفي لموسيقى الرقص الإلكترونية، فإنه لا يوجد دليل علمي يشير إلى أن موسيقى الرقص الإلكترونية قادرة على علاج الاكتئاب مباشرةً. وقد ظهرت موسيقى الرقص الإلكترونية بشكل متكرر في قوائم التشغيل المخصصة لدعم الصحة النفسية. خاصةً بين الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب. لكن رغم أهمية هذه الصلة، لم يقيّم الاستطلاع النتائج الفعلية أو الأعراض السريرية.

وقد قام الاستطلاع بتحليل أكثر من 68000 أغنية من قوائم التشغيل التي تحمل علامات تتعلق بالصحة العقلية. كما درس أيضًا اتجاهات الاستماع إلى الموسيقى التي أبلغ عنها المشاركون ذاتيًا. والتي كشفت عن أن موسيقى EDM هي واحدة من العديد من الأنواع التي وجدها الناس مفيدة.

الاستماع إلى الموسيقى مقابل العلاج بالموسيقى

من المهم التمييز بين الاستماع غير الرسمي للموسيقى والعلاج بالموسيقى الذي يتبع نماذج أكثر تنظيمًا. فالعلاج بالموسيقى السريري يشرف عليه متخصصون، ويستند إلى خطط علاجية محددة. وقد أظهر نتائج إيجابية في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب. في المقابل، يمكن للاستماع إلى موسيقى الرقص الإلكترونية أو أنواع موسيقية أخرى بمفردك أن يحسّن المزاج، ولكن لا ينبغي اعتباره بديلاً عن العلاج. الموسيقى تحسّن المزاج، ولكنها ليست بديلاً عن العلاج.

كما قد لا يكون الرقص الإلكتروني علاجًا مباشرًا، ولكنه بلا شك يساعد على تحسين الصحة النفسية والمزاج. حيث يمكن للموسيقى أن تلعب دورًا قيّمًا في تحسين الصحة النفسية، ويمكن إدراجها كجزء من خطة علاجية متعددة الوسائط تجمع بين الرعاية الطبية والعلاج الطبيعي واتباع نمط حياة صحي.