المرأة العصرية والراقية

خمسة حلول لمعاناة المراهقين من الانغلاق العاطفي

كم مرة سمعنا مراهقين يقولون: “أنا بخير”؟ للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر مجرد رد فعل بسيط. لكن بالنسبة للعديد من المراهقين، هاتان الكلمتان ليستا مجرد رد فعل، بل هما قناع. تحتهما تكمن مخاوف غير معلنة، ورغبات لم تلبَّ، وصراعات صامتة مع الفشل أو الشك الذاتي وشعور مزمن بالانغلاق العاطفي.

ففي عالمنا اليوم سريع الوتيرة والضغط العالي، يتوقع من المراهقين أن يكونوا مثاليين – أن يحققوا المعايير الأكاديمية، وأن يحافظوا على صورتهم الاجتماعية، وأن يظهروا بمظهر قوي عاطفيًا. يعزى ذلك إلى الحياة المثالية التي يشاهدونها على وسائل التواصل الاجتماعي.

الانغلاق العاطفي

غالبًا ما يدفع المراهقين هذا الطلب المستمر إلى كبت مشاعرهم الحقيقية خوفًا من الحكم عليهم أو رفضهم أو خيبة أمل الكبار من حولهم. تصبح عبارة “أنا بخير” وسيلة دفاع قوية – وسيلة لحماية أنفسهم عندما لا يشعرون بالأمان الكافي للتعبير عما يمرون به حقًا.

لماذا يحدث هذا؟

عندما تتزايد تحديات الصحة النفسية بين المراهقين نتيجةً لمزيجٍ معقد من الضغوط الدراسية، والضغط الرقمي، والعزلة الاجتماعية، والتوتر الأسري، والتوقعات المجتمعية. يشعر الكثيرون بالانفصال العاطفي رغم اتصالهم الدائم بالإنترنت”.

ماذا يمكن للآباء والمدارس أن يفعلوا في حالة الانغلاق العاطفي؟

تطبيع المحادثات حول المشاعر: خلق جو في المنزل حيث يتم قبول جميع المشاعر – حتى تلك غير المريحة – ومناقشتها.

إعادة صياغة النجاح والتركيز على الجهد: إعطاء الأولوية للجهد والمرونة والنمو على الدرجات والجوائز.

تعليم التوازن الرقمي: مساعدة المراهقين على التفاعل بشكل نقدي مع وسائل التواصل الاجتماعي وإعطاء الأولوية لاتصالات الحياة الواقعية.

كن قدوة في العادات العاطفية الصحية: أظهر لهم أن طلب المساعدة والتعبير عن الضعف هي علامات القوة، وليس الضعف.

شجع الدعم المهني: أخبرهم أن التحدث إلى مستشار أو معالج أمر طبيعي ومفيد.

تعزيز أنظمة الدعم القائمة على المدارس: ينبغي للمدارس توفير التثقيف في مجال الصحة العقلية والتأكد من تدريب المعلمين على اكتشاف العلامات الحمراء العاطفية.

الوقاية خير من العلاج

إن الصحة النفسية للمراهقين لا تقتصر على إدارة الأزمات فحسب، بل تشمل الوقاية والتواصل والتعاطف. عندما يقول المراهق “أنا بخير”، توقف وركز على اللحظة الحالية. عندها غالبًا ما تبدأ المحادثة الحقيقية.

كذلك لنبنِ عالمًا يشعر فيه أبناؤنا المراهقون بالأمان الكافي للتعبير عما يشعرون به حقًا، ويعلمون أننا ننصت إليهم. كآباء، يجب أن نتعلم الاستماع إلى ما لا يقال. يتطلب التواصل العميق مع أبنائنا المراهقين تجاوز الحوارات السطحية، وخلق بيئة ترحّب بالضعف، لا تخجل منه.

يمكنك أيضا قراءة