برج السرطان دفء وذاكرة

 

يعتبر برج السرطان رابع الأبراج الفلكية، الذي يأتي بين 21 يونيو و22 يوليو، ويحكمه القمر، رمز الحنين، والتقلب، والحدس العاطفي, وحينما تلتقي السرطان، تشعر أنه تسكنه الذكريات، وتضيئه المشاعر، ويعلو فيه صوت الحنين على أي ضجيج آخر.

 

ومن أهم مميزاته مولود السرطان أنه لا ينسى بسهولة، فذاكرته العاطفية أشبه بخزانة أسرار تحفظ التفاصيل الصغيرة، الضحكات، الكلمات، وحتى المواقف العابرة.

وكثيراً ما يبدو أقدم من عمره، وأكثر نضجاً، وأقرب إلى الحكمة, يعيش نصفه في الواقع، ونصفه الآخر في حكايات القلب.

ومن اللافت للانتباه فالسرطان لا يقترب دفعةً واحدة, يحوم أولاً حول من يحب، كما تفعل السرطانات على الشاطئ، حذراً، مراقباً، باحثاً عن الأمان قبل الانتماء. لكنه حين يثق، يهب نفسه بالكامل، ويصعب عليه التراجع, وصداقاته حقيقية، وحبّه من النوع الذي يبني أعشاشاً لا تغادرها الطيور بسهولة.

هو لا يشعر بالأمان التام إلا في المساحة التي تشبهه، حيث يمكنه أن يغلق الأبواب على العالم، ويكون على طبيعته, يعشق التفاصيل، ويمنحها من وقته واهتمامه.

ويعتبر مزاج السرطان مثل موج البحر، هادئ في لحظة، عاصف في أخرى. يحكمه القمر، وكلما اكتمل بدراً أو غاب، تغيّر معه مزاجه, هو لا يعبّر دائماً عمّا يشعر، لكنه يختزن، حتى تمتلئ كأسه، ويفيض حزنه على غير موعد, ولهذا من يحب السرطان، عليه أن يصبر على صمته، ويحسن قراءة ما بين السطور.

وعند الحديث عن العمل فهو مبدع حين يجد معنى لما يفعل، ويمنح من قلبه ما يعجز الآخرون عن تقديمه من عقولهم.

يُحب المهن التي تتعلق بالناس، بالرعاية، بالفن، وبكل ما يسمح له بأن يترك أثراً في الآخرين, وقدرته على الاستماع والتعاطف تجعله مستشاراً ممتازاً، وصديقاً يطمئن له الجميع.

أيضا يؤمن أن الجرح لا يشفى بالكلمات، بل بالوفاء, وإن خذلته الحياة، يعيد بناء نفسه بصمت، بعيداً عن الأنظار، لكنه لا يخرج منها كما دخل, يتعلّم، ويقسو قليلاً، لكنه لا يفقد رقّته، لأن الرقّة هي جوهره، والطيبة درعه الأهم.

 

اللون الأبيض يعكس نقاء الداخلي، والفضي يعبّر عن القمر الذي يرافقه, أما الأزرق، فهو لونه الروحي، يجلب له الطمأنينة، ويعيد له توازنه, وإن كنتَ تبحث عن هدية لمولود السرطان، فاجعلها شيئاً يحمل قصة، أو ذكريات مشتركة؛ السرطان يحب الهدايا التي تخاطب القلب لا العين.