
مساج النبيذ.. هل هو صحي أو آمن أو مفيد؟
يتضمن يوم سبا مثالي بيئةً هادئة، وزيوتًا دافئة، وموسيقى هادئة (وهذا ليس مجرد تنبيهات إشعارات)، وربما حتى كأسًا من النبيذ. ولكن ماذا لو أخبرك أحدهم أن النبيذ ليس للشرب، بل للنقع؟ نعم، هذا ما يسمى العلاج بالنبيذ، أو مساج النبيذ، وهو مفهوم صحي يجمع بين النبيذ والعناية بالبشرة.
عندما يتعلق الأمر بالعناية بالبشرة، قد يبدو إيجاد الروتين المناسب أو تجربة مكونات جديدة أمرًا شاقًا. وهنا يأتي دور العلاج بالنبيذ. إذ يقول الخبراء إن دمج النبيذ في علاجات التجميل يمكن أن يكون له فوائد حقيقية، وإن كانت محدودة.
العلاج بالنبيذ: الشيخوخة مثل النبيذ الفاخر
يتضمن العلاج بالنبيذ استخدام منتجات ثانوية منه، مثل زيت بذور العنب، وقشور العنب المطحونة، ولب العنب. تستخدم هذه المنتجات كعلاجات طبيعية لصحة البشرة.
تعود أصول هذه الشركة إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي. حين اكتشف ماتيلد توماس وبرتراند كنزًا ثمينًا في كرم العنب الخاص بهما. التقى الزوجان الفرنسيان، مؤسسا علامة كودالي لمستحضرات التجميل، بالصدفة في منزلهما بالبروفيسور جوزيف فيركوترين، الخبير في بوليفينولات العنب. ومع تعمق النقاشات، أدركا أن ما يرمى كنفايات من صناعة النبيذ هو في الواقع “ذهب سائل”.
ووفقاً للأستاذ، بذور العنب غنية بمضادات الأكسدة، وقد يكون لها تأثيرات قوية مضادة للشيخوخة. وقد أدى ذلك إلى اكتشاف حاصل على براءة اختراع، وفي نهاية المطاف، إلى إطلاق أول منتجع صحي للعلاج بالنبيذ.
مع إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث لاستكشاف الفوائد المحتملة للكروم والعنب، ثبت أن مضادات الأكسدة مثل الريسفيراترول والفلافونويدات والتانينات هي العناصر الأساسية في هذه التركيبة. ولذلك، فهي مفيدة للبشرة.
حيث تساعد قوة مضادات الأكسدة على تحييد الجذور الحرة التي تؤكسد الجلد، مما يتسبب في الشيخوخة المبكرة. كما يتمتع العنب بخصائص مضادة للالتهابات تعمل على تهدئة البشرة المعرضة لحب الشباب أو المتهيجة. كذلك تساعد التانينات الموجودة في قشر العنب على تضييق المسام وتحسين البشرة الدهنية. أيضًا يمكن للأحماض الطبيعية الموجودة في النبيذ أن تعمل على تقشير البشرة بلطف وتحسين ملمسها أيضًا.
هل يبدو أنكِ تسعين لتحقيق أهدافكِ للعناية بالبشرة طوال هذا الوقت؟. انتظري! هناك تحذيرٌ خاصٌّ فيما يتعلق بملمس البشرة العربية، إذ إن الأحماض الطبيعية نفسها قد تهيّج البشرة الحساسة. كما قد تسبب بعض التركيبات حساسية للضوء، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية العنب أن يكونوا حذرين بشكل خاص.
ويجب على أصحاب البشرة الهندية المصابة بفرط التصبغ ما بعد الالتهاب استخدام العلاج بالنبيذ بحذر. يجب أن يخصص العلاج حسب الحاجة تحت إشراف طبيب أمراض جلدية.
العلاج بالنبيذ وكروم العنب
وتشارك العديد من مزارع الكروم في هذا الاتجاه، حيث تقوم بدمجه في برامجها لتحويل النفايات إلى مركبات وطقوس صحية وعافية.
نظراً لاعتمادها على الاستدامة، تقدّم مزارع الكروم والمنتجعات المحلية في الولايات المنتجة للنبيذ، مثل كارناتاكا وماهاراشترا، علاجاً بالنبيذ. ومن بينها فندق وسبا راديسون بلو، ناشيك. هنا، يتم الحصول على جميع المكونات محليًا وتنقيتها مسبقًا للعلاج بالنبيذ لضمان سلامة البشرة وفعاليتها.
فبعد فصلها، تعالَج بعناية وتحوَّل إلى زيوت ومقشرات وبلسم عالية الجودة تستخدم في علاجات العنب. وهذا النهج المستدام لا يقلل من الهدر فحسب، بل يسخِّر أيضًا الفوائد الصحية الطبيعية للعنب.
علاوة على ذلك، العلاج بالنبيذ هنا هو طقوس متعددة الحواس، وتجديدية تتضمن زيت بذور العنب المعصور على البارد. وقشور العنب المطحونة والبذور، ومستخلصات العنب الطبيعية.
ويبدأ العلاج بنقع القدمين بأملاح مستخلص العنب لإزالة السموم وتهدئتها. ثم يستنشق الضيوف رائحة العنب النقية قبل جلسة تدليك لتخفيف التوتر باستخدام زيت بذور العنب المعصور على البارد. وهذا الأمر بدأ ينتشر بالفعل.
وخلال الأشهر الستة الماضية، كان ما يقارب ثلث حجوزات المنتجعات الصحية في فرنسا من أصل عشرة حجوزات للعلاج بالنبيذ. كما يظهر هذا الإقبال أن الضيوف لا يريدون مجرد الاسترخاء. فالمزيج الفريد من الأصالة والاسترخاء وفوائد العناية بالبشرة التي يقدمها هذا العلاج لا يزال يجذب الزوار الجدد والعائدين.
حيث تتم إعادة استخدام جميع منتجات العنب الثانوية، وخاصةً من خلال تحويل ثفل العنب إلى سماد عضوي، والذي يعاد إلى التربة كسماد طبيعي.
بخلاف ذلك، يمكنك تجربة العلاج بالنبيذ في منتجعات صحية هندية فاخرة في مدن مثل بنوم به ومانيلا ودلهي ومومباي. قد تتجاوز تكلفة الجلسة الواحدة 2000 ريال.
هل العلاج بالنبيذ هو الشيء الكبير القادم؟
ليس تمامًا. الفوائد حقيقية ولكنها خفية. يتفق الخبراء على أن العلاج بالنبيذ ينظر إليه على أنه مكمّل، وليس علاجًا. كذلك تختلف فعاليته باختلاف تركيزه وتكرار استخدامه. ومع ذلك، فهو لا يغني عن العناية بالبشرة بانتظام للحصول على بشرة متألقة، ولا يمكن أن يكون بديلاً عن العلاجات الجلدية المتخصصة.
ووفقًا للخبراء، لتحقيق أفضل النتائج في معالجة الخطوط الدقيقة والتصبغات، ينصح بإجراء علاجات منتظمة كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر. هل العناية بالبشرة مناسبة لكِ، ولكن قد تسبب بعض الضغط على ميزانيتكِ؟ كما يحذرون من أن النتائج قد تتلاشى إذا لم تحافظي على العناية بالبشرة.
الريسفيراترول
هذا وقد وصلت منتجات العناية بالبشرة المعززة بالنبيذ الأحمر إلى رفوف الأسواق حول العالم، حيث تستخدم العلامات التجارية مكونات مثل الريسفيراترول ومستخلص النبيذ المخمّر. هل تتساءلون لماذا النبيذ الأحمر تحديدًا؟. أظهرت الأبحاث أن بعض المركبات الموجودة في النبيذ الأحمر لها تأثيرات مضادة للشيخوخة.
ووفقًا لبعض الدراسات، يوجد الريسفيراترول في النبيذ الأحمر بمستويات تصل إلى 14 مليغرامًا لكل لتر. وهو مضاد أكسدة شائع. وفي دراسات مخبرية، أظهر الريسفيراترول تأثيرًا ملحوظًا. إذ يبدو أنه يقلل من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يبطئ الشيخوخة أيضًا، كما تقول الدكتورة أكانكشا سينغ، أخصائية التجميل في عيادة SENS.
بدائل النبيذ
والمنتجات المصنوعة من النبيذ الأحمر يمكن اعتبارها بديلاً للعلاج بالنبيذ، إذ إن استخدام مستخلص بذور العنب، أو الريسفيراترول، أو مستخلصات النبيذ المخمر قد يقدم فوائد مماثلة مضادة للأكسدة ومقاومة للشيخوخة. وتقترح البحث عن منتجات تحتوي على الريسفيراترول المثبّت أو بوليفينول العنب في تركيبات المصل. كما ينصح بتجنب المنتجات المضاف إليها الكحول أو العطور الاصطناعية.
لذا، عندما يقول أحدهم إنك تتقدم في السن كالنبيذ الفاخر، فسنصدقه – لأن النبيذ الفاخر أفضل بكثير من التجاعيد الدقيقة. يقرّ الخبراء بفوائد العلاج بالنبيذ والعناية بالبشرة بالنبيذ، لكنهم يؤكدون أنه على الرغم من قدرته على دعم صحة البشرة، وتأخير علامات الشيخوخة، وإضفاء إشراقة طبيعية عليها، إلا أنه ليس علاجًا لحالات مثل حب الشباب أو الكلف.