
هل ترغبين دائمًا في أن تكوني على حق؟ التواضع هو الطريقة الأذكى للتعامل مع الخلافات
إذا اعترفتِ بلباقة بأنك قد تكونين مخطئة، فقد تكون لديك أفضلية في فهم مشاعر الآخرين، وربما حتى إيجاد طريقة لتسوية الخلاف بشكل أسرع. تسمى هذه الصفة بالتواضع الفكري. حيث تناولت دراسة نشرت في نشرة علم النفس الاجتماعي والشخصية التواضع الفكري. وكيف أن غرس هذه الصفة في الشخص يجعله يستجيب بشكل أفضل لآراء الآخرين المختلفة عنه، بتعاطف بدلًا من التوتر والعداء. بمعنى آخر، يعني التواضع الفكري أنك أقل عرضة للخوض في جدالات لا طائل منها مع أصدقائك أو أقرانك أو زملائك حول أمور تافهة.
التواضع الفكري أمر مهم
بطريقة ما، عندما تكونين منفتحة الذهن، تبدئين بفهم الغرفة والأشخاص فيها بشكل أفضل. حيث أجرى الباحثون دراسة على ثلاثة محاور شملت 533 بالغًا يهوديًا إسرائيليًا. طلب منهم مشاهدة مقاطع فيديو لنساء يهوديات وفلسطينيات إسرائيليات يروين قصصًا عاطفية، ثم سئلوا لاحقًا عن مشاعر المتحدثة. حلّلت نوعان من ردود الفعل: القلق التعاطفي والضيق الشخصي. شعر الأشخاص ذوو التواضع الفكري العالي بالقلق أكثر من الضيق؛ فهم يستمعون بالفعل بدلًا من ترك الأمور تتفاقم، فيشعرون بالانفعال، ويزيدون من حدة الانفعال.
أولئك الذين حصلوا على درجات عالية في التواضع الفكري كانوا أفضل بكثير في قراءة المشاعر. علاوة على ذلك، هذه الصفة مفيدة، إذ كشفت الدراسة أن التواضع قد يساعد في توضيح سوء الفهم. بمعنى آخر، يمكن للمرء أن يضع نفسه مكان الآخرين.
لماذا التواضع الفكري مهم؟
ظاهريًا، قد يتداخل هذا مع التعاطف، إذ تتطلب بعض الجوانب غرس التعاطف في النفس للشعور بالقوة العاطفية. هؤلاء الأفراد ليسوا متعاطفين فحسب، بل مثقفين أيضًا، إذ يبقون في الطليعة بفهمهم وتوقعهم لمشاعر الآخرين.
كذلك ينبع الجانب الفكري تحديدًا من سرعة قدرتهم على الحكم على المشاعر وتوقعها، بدلًا من الانفعال. فهم، إلى حد ما، قادرون على توقع ردود الفعل. لذا، لا يقتصرون على الشعور فحسب، بل يستطيعون أيضًا التفكير في كيفية تطور الأمور (مثل العراف).
لذا، في المرة القادمة التي تشعرين فيها بالرغبة في التدخل بقول “أعلم أنني على حق في جدال ما”، ربما عليك أن تفكر مرة أخرى وتتفق على الاختلاف.