ما علاقة النوم الجيد وقوة الذاكرة؟

 

أغلب الناس يمرون خلال أوقاتهم بتقلبات كثيرة وأغلبها تتعلق بالمزاج من جهة والإرهاق من جهة ثانية ، وبحسب طبيعة العمل سواء مكتبياً أو ميدانياً، أو عند التعامل مع جمهور المراجعين تختلف طباعهم.

طبعا وخصوصا بعد نهار طويل من هذه التناقضات، يعود كل شخص إلى بيته للقاء أسرته، والتواصل مع أفرادها، ومعرفة احتياجاتهم الإنسانية والحياتية والاجتماعية. لذا، يحتاج إلى الطاقة التي تعينه على مواصلة حياته بنمط صحي، ينعكس على أدائه في اليوم التالي.

وأغلب الخبراء التابعين للصحة العالمية ينصحون بأن يَخْلُد كل إنسان للنوم لمدة ثماني ساعات، ليشحذ طاقته وجميع حواسه، وعلى رأسها قوة الذاكرة، التي تعينه على معرفة احتياجاته اليومية في حياته الأسرية، والعملية، على حدٍّ سواء.

وقد نشرت مجلة «Discover»، الأميركية، على موقعها الإلكتروني، نتائج البحث الذي تؤكد نتائجه أن النوم الجيد يؤدي إلى تنشيط قدرة الدماغ على فرز الذكريات، واستعادة المهام التي يبرمجها العقل؛ لتنفيذها.

ومن هنا يؤكد باحثون، في معهد «روتمان» للأبحاث، التابع لأكاديمية «بايكريست» للأبحاث والتعليم في الولايات المتحدة الأميركية، إلى ضرورة الدخول في النوم الجيد، لسببين رئيسيين: أولهما: راحة الجسم، وثانيهما: تقوية الذاكرة. واعتبروا أن النوم الهانئ ليلاً يقي الأمراض، ويعزز وظائف الإنسان الإدراكية.

ومن هنا أكد برايان ليفين كبير الخبراء في معهد «روتمان» للأبحاث, إن النوم الجيد على نحو مستمر يُعزز قدرة الدماغ على معالجة الذكريات والمهام، حيث يعزز النوم الجيد قوة الذاكرة، ويبين أيضا برايان أن ليلة واحدة لا يحظى خلالها الشخص بنوم جيد، قد تكدر حياته لفترة من الوقت.

ويوافق خبراء الصحة، في موقع «مايو كلينك»، على ما تقدم، مقدمين نصائحهم العملية، للوصول إلى حالة النوم الجيد بشكل مستدام، وأبرزها:

 

1-  تخصيص أكثر من ثماني ساعات للنوم, إذ تبلغ مدة النوم الموصى بها لشخص بالغ صحيح سبع ساعات على الأقل، ولا يحتاج معظم الأشخاص إلى النوم لأكثر من ثماني ساعات؛ ليحصلوا على قسط وافر من الراحة.

 

2- الالتزام بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ يومياً، حتى في أيام الإجازات، إذ يعزز ذلك تنظيم النوم الجيد بشكل مستمر، ومستدام.

 

3- تهيئة الأجواء الملائمة للنوم، في غرفة النوم، وليس في الصالة أو غرفة المعيشة، مع الالتزام بعدم استخدام وسائل اللهو، مثل: الهواتف، والتلفزيون.

 

4- استخدام فراش مريح، ووسائد ناعمة، وضوء خافت للغرفة، فضلاً عن عدم شرب المنبهات، قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.