
هل تشتهين كأسًا من الصودا؟ احذري الوقوع فريسة للإدمان الجزيئي
في هذا الحرّ الشديد، نتوق جميعًا إلى تناول شيء بارد. ولذلك، نجد كأسًا من الصودا غير الضارة في نظامنا الغذائي أحيانًا. مع ذلك، قد لا يكون كل شيء جيدًا. فوفقًا لدراسة حديثة أجراها سابتارناب جانجولي وتاندريكا تشاتوبادياي، من معهد تاتا للأبحاث الأساسية، يمكن للصودا أن تعيد برمجة الجسم على المستوى الخلوي ليشتهي المزيد من السكر.
نتائج الدراسة
لاحظت الدراسة أن الاستهلاك المنتظم للمشروبات السكرية ، بما في ذلك الصودا والشاي المحلى، يمكن أن يسبب تغيرات جسدية في الأمعاء تفضّل السكر على العناصر الغذائية الأخرى. وقد أطلق العلماء على هذه الظاهرة اسم الإدمان الجزيئي، لتفسير صعوبة التخلص من هذه العادة.
أجريت الدراسة على الفئران. قسِّمت إلى مجموعتين، إحداهما أطعمت ماءً عاديًا، والأخرى ماءً يحتوي على 10% سكروز، محاكيًا تركيز السكر الموجود في الصودا. ثم لوحظت التغيرات الأيضية لدى الفئران. كانت النتائج صادمة. لوحظ أن الفئران التي تناولت ماء السكروز أصيبت بعدم تحمل الجلوكوز ومقاومة الأنسولين، مع تغيرات ملحوظة في بنية أمعائها تعزز امتصاص السكر.
وأوضح الباحثان في ورقتهم البحثية أن “استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر يرتبط باختلال التمثيل الغذائي، والسمنة، وداء السكري. بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى جميع الفئات العمرية حول العالم. كما قد اعتمدت عقود من العمل، التي قدمت رؤى ثاقبة حول المظاهر الفيزيولوجية المرضية للإفراط في تناول السكروز، على نماذج نادرًا ما تحاكي الاستهلاك البشري للمشروبات المحلاة بالسكر. وبالتالي، لا يزال فهمنا للتفاعلات بين الأعضاء المتعددة والآليات الجزيئية و/أو الخلوية، التي تعمل عبر نطاقات مختلفة وتسبب اختلالًا فسيولوجيًا، ضعيفًا”.
مخاطر الإفراط في تناول السكر:
لاحظ الباحثان كيف يؤثر تناول السكروز بانتظام على الميتوكوندريا. كما لوحظ لدى الفئران التي تناولت ماء السكروز تغيّر في وظيفة الميتوكوندريا في كل من الكبد والعضلات. ويشتبه العلماء في أن خلل الميتوكوندريا يسهم على الأرجح في مقاومة الأنسولين واضطراب التمثيل الغذائي، مما يفاقم الدورة المفرغة لتفاقم أمراض التمثيل الغذائي.