
بين الحدس والمنطق مجموعة “برونيلو كوتشينيلي” النسائية لموسم خريف/شتاء 2025
في عالم يتأرجح بين العفوية والتخطيط، تأتي هذه المجموعة لتروي حكاية حوار داخلي بين قوتين متناقضتين ومتكاملتين: الحدس والعقل. إنه ذلك التوازن الدقيق بين الشعور الغريزي الذي يقودنا إلى ما هو طبيعي وحقيقي، وبين الفكر الواعي الذي يصقل التفاصيل ويمنحها معنى أعمق.
يأخذنا الحدس إلى عالم من النغمات الطبيعية، حيث تلامس الأقمشة بشرتنا برقّة، وتنبض الحِرفية بروح الأصالة، وتدعونا البساطة إلى احتضان ما هو جوهري في حياتنا. إنه إحساس دفين بالألفة، حيث كل تفصيل يُعيدنا إلى قرارة ذاتنا، إلى ما يجعلنا نشعر بالراحة والانتماء. أمّا العقل، فيتجلّى في تقاليد الخياطة المتقنة، وجودة المواد والرموز الجمالية الخالدة التي تعكس جوهر الرقيّ والأناقة الحقيقية.
في هذه المجموعة الجديدة، يتجلّى التوازن بين الحدس والعقل بأسلوب عفوي وبعيد عن التكلّف يُكملّ الإطلالات اليومية. فتأتي الأناقة، والتقاليد، والطابع الرسمي محمّلة بلمسة إبداعية نابضة بالحياة، حيث يضيف الاندفاع العفوي والعيوب المتعمّدة سحرًا خاصًا. هنا، يصبح الخلل البسيط أو التفصيل غير المتوقّع عنصرًا يعكس الأصالة، وكأنّ الحدس يقود كل تفصيل ليُحاكي الجمال في أكثر صوره تلقائية.
عفوية غير متوقعة
تُترجم العلامة الحِرفية وفنون الخياطة بأسلوب يلائم الإطلالات اليومية، حيث تنبض التفاصيل بروح المدن العصرية، لتُعيد تقديم الطابع الكلاسيكي من منظور حديث يجمع بين الأناقة والراحة بأسلوب غير متوقّع.
تستحضر سترات البليزر، والعباءات المقاومة للماء، والشرائط على قمصان البوبلين، وربطات اللڤاليير اللامعة روح الانضباط وعالم الفروسية، لكن التفاصيل تكسر القواعد بأسلوب جريء، حيث تُنسّق السراويل المستوحاة من أزياء الفروسية مع أحذية مسطّحة أنثوية، في لمسة غير متوقّعة تنبض بالتناغم. أمّا الطابع البريطاني الكلاسيكي، فيظهر في نقشات برنس أوف ويلز، والتويد، والتارتان، لكنه يكتسب طابعًا خاصًا من خلال تفاصيل مفاجئة مثل الياقات الداخلية من الدنيم المخيط، والأحزمة التي تحدّد الخصر، والأحجار المطرّزة البرّاقة. وتكتمل الإطلالة مع التنانير الواسعة، سواء كانت قصيرة أو يصل طولها إلى الركبة، والمنسّقة مع أحذية الفروسية العالية المزينة بمهاميز مرصّعة بخرز monili، في مزيج أنيق بين القوة والأنوثة. أمّا البليزرات المحبوكة أو الأقمشة غير المهيكلة، فتجسّد روح الحياة العصرية التي تجمع بين الراحة والرقيّ.
لا تلتزم الأطقم المتناسقة بالقواعد التقليدية، بل تعتمد على التباينات واللمسات النابضة بالحياة، لتُفسح المجال لابتكار تركيبات جديدة تجمع بين القمصان والسراويل، والبلوزات والتنانير، وبين النقشات الجريئة والألوان الأحادية. أمّا الأكسسوارات الأساسية، فتتمثّل في الأحذية الطويلة، والأحزمة، والقفّازات، وهي عناصر تحمل في تفاصيلها لمسات فاخرة تستحضر التقاليد الحِرفية من خلال جلود ناعمة، وتفاصيل يدوية دقيقة، ولمسات تنبض بالأنوثة العصرية.
التناغم اللوني وثنائية التباين
تعتمد المجموعة على ثنائية الألوان، حيث تتقابل الأضداد في تباينات تنسج أرقى أشكال التناغم. تُضفي تدرّجات لون Panama الفاتحة والطبيعية إشراقةً خاصة على النقشات الكلاسيكية، بينما تتكامل بانسجام مع درجات العنّابي والبني العميقة، مما يخلق حوارًا بصريًا يجمع بين الدفء والرقي.