هل تعانين من اضطراب الرحلات الجوية؟ دراسة علمية تشرح ما يمر به جسمك
يعد فارق التوقيت أحد مساوئ السفر لمسافات طويلة. ورغم أن عبور مناطق زمنية متعددة له فوائده المتمثلة في زيارة بلدان جديدة واستكشاف أركان أخرى من العالم، فإن اضطراب الرحلات الجوية والشعور بالارتباك والتعب بعد السفر لفترة طويلة قد يفسد الإثارة (على الأقل لبضع ساعات أو أيام).
كذلك التعب واضطراب النوم هما أكثر الأمور إزعاجًا التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة. ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك. فقد ذكرت دراسة حديثة أجراها جوناثان جونستون من جامعة ساري أن التحولات في روتيننا اليومي يمكن أن تؤدي إلى إرباك عملية التمثيل الغذائي الداخلي للجسم.
كما استكشفت الدراسة كيف يمكن حتى لأصغر التغيرات في الوقت أن تؤثر على الجسم. أيضًأ غالبًا ما يرتبط تأخر الرحلات الجوية بالرحلات الطويلة والتحولات المتعددة في المناطق الزمنية. ولكن في بعض الأحيان، حتى التغيرات الطفيفة يمكن أن تجعلنا نشعر بالانزعاج، ولو مؤقتًا.
لماذا يحدث اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
يعمل جسم الإنسان وفقًا لإيقاع الساعة البيولوجية، الذي ينظم أنماط النوم وإنتاج الهرمونات وحتى التمثيل الغذائي العام. يتم التحكم في ذلك بواسطة النواة فوق التصالبية، وهي منطقة صغيرة من الدماغ، والتي تستجيب للإشارات البيئية مثل دورات الضوء والظلام لضبط إيقاع الجسم وفقًا لذلك.
نتائج الدراسة:
أجريت الدراسة على 14 مشاركًا (8 رجال و6 نساء) طُلب منهم تغيير روتينهم اليومي بخمس ساعات. وراقب فريق البحث روتينهم، بما في ذلك توقيت الوجبات والتعرض للضوء وجداول النوم. وتم تسجيل عملية التمثيل الغذائي لديهم، بما في ذلك الوقت اللازم للجسم لمعالجة الطعام، والتغيرات في مستويات السكر في الدم والدهون وحرق الطاقة.
كما أظهرت النتائج أن حتى خمس ساعات من التحول في الروتين اليومي للشخص يمكن أن تؤثر عليه. كذلك تم تسجيل بطء الهضم وتغير مستويات السكر في الدم وتحول في التمثيل الغذائي. كما أظهر المشاركون كفاءة أقل في توليد الحرارة من الطعام المستهلك.
هل يستطيع الجسم التكيف مع الجدول الجديد؟
ولكن أجسامهم تكيفت مع الجدول الزمني الجديد في غضون 48 إلى 72 ساعة، مما أظهر مرونة ملحوظة. وهذا يفسر بشكل أكبر كيف يتكيف الناس مع المناطق الزمنية الجديدة في غضون أيام قليلة. ولكن النتائج أظهرت تأثير التحولات المتكررة للوقت على الصحة، وكيف يمكن أن تؤثر على عملية التمثيل الغذائي اليومي. وبينما يتكيف الجسم معها، فقد لا يكون من المثالي جعله يمر بهذه المحنة مرارًا وتكرارًا.