لماذا تنامين على الأريكة فيما تظلين مستيقظة في السرير؟
هل تجدين نفسك تغفين على الأريكة، ثم تستيقظي في اللحظة التي تلامسين فيها السرير؟ دعينا نتعرف من الخبراء على سبب حدوث ذلك.
إن الإغفاءة أو القيلولة على الأريكة سهلة حيث لا يوجد ضغط للنوم. كما أنه مرتبط بالإيقاع اليومي للجسم. كذلك بالنسبة للبعض، قد يبدو السرير أكثر “رسمية” من الأجواء المريحة للأريكة.
فمن أجمل ذكريات الطفولة التي يتشاركها الكثير منا هي النوم على الأريكة أثناء مشاهدة برنامجنا التلفزيوني المفضل. ثم نستيقظ في منتصف الليل لنكتشف أننا انتقلنا بطريقة سحرية إلى أسرّتنا. بفضل والدينا، السحرة الحقيقيين.
مع تقدمنا في العمر، ورغم أننا ما زلنا ننام على الأريكة وننغمس في الشخير مرة أو مرتين، إلا أننا لا نجد من يحملنا إلى السرير ويغطينا به. وبدلاً من ذلك، نجد أنفسنا نسحب أجسادنا المتعبة إلى غرفة النوم، فقط لنظل مستيقظين في اللحظة التي نصل فيها إلى السرير. ومن المحير كيف شعرنا بالنعاس على الأريكة قبل لحظات فقط. ما الذي يحدث هنا؟.
قيلولة سريعة على الأريكة
يعد النوم على الأريكة تجربة شائعة، وقد تكون مرتبطة بالدافع الطبيعي للجسم للنوم عندما يكون متعبًا، وهو ما يُعرف بضغط النوم.
يتراكم ضغط النوم طوال اليوم، وعندما تسترخي على الأريكة في حالة مريحة وشبه يقظة، فإن هذا يخلق السيناريو المثالي لدماغك للاستسلام للحاجة إلى الراحة.
كما إن ضغط النوم ينشأ عن تراكم الأدينوزين، وهو ناقل عصبي يعزز النوم. ومع تزايده على مدار اليوم، فإن حتى لحظات الاسترخاء القصيرة قد تؤدي إلى استجابة سريعة للراحة، خاصة إذا كنت تسترخي ذهنياً.
أيضًا يمكن لجسمك أن يستجيب لهذا التراكم من ضغط النوم من خلال النوم بشكل أسرع في أماكن غير مقصودة، مثل على الأريكة.
وضعيات الاسترخاء
بالإضافة إلى ذلك، فإن وضعيات الاسترخاء ترسل إشارات للعقل بأن الوقت قد حان للاسترخاء، مما يقلل من اليقظة ويشجع على النوم. كما إن وجود أصوات ناعمة، أو ضوضاء بيضاء من التلفزيون، أو أي نشاط هادئ في المنزل يعزز الهدوء، مما يجعل الأريكة أرضًا خصبة للقيلولة. وفي الوقت نفسه، فإن البيئة تؤثر بشكل كبير على بداية النوم واستدامته وجودته.
كما تميل درجة الحرارة الأكثر دفئًا إلى تقصير دورة النوم، في حين أن البيئة الأكثر برودة تؤدي إلى مدة أطول ورضا أكبر عن النوم.
من الجدير بالذكر أن الأرائك توفر بيئة مريحة وغير منظمة، مما قد يقلل من الضغط الناتج عن محاولة النوم. فالبيئة المريحة تجعل النوم أكثر احتمالية مقارنة بالسرير، حيث قد يكون هناك ضغط أكبر لتحقيق النوم. ورغم أن النوم على الأريكة قد يؤدي إلى آلام الظهر، فمن يستطيع مقاومة الراحة الناتجة عن التمدد عليها؟.
الإيقاع اليومي هو أيضًا عامل
يقول الخبراء أن الإيقاع اليومي، أو الساعة الداخلية للجسم، يلعب دورًا مهمًا في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ وتحضير جسمك للراحة في أوقات معينة. فإذا كنت مستلقياً على الأريكة أثناء الانخفاض الطبيعي لجسمك في حالة اليقظة، مثل وقت مبكر من بعد الظهر أو في وقت متأخر من المساء، فقد تجد نفسك تغفو بسهولة أكبر، حيث يفسر جسمك هذا على أنه وقت للنوم.
أيضًا مع حلول المساء ترتفع مستويات الميلاتونين داخل الجسم، مما يسبب النعاس ويشير إلى أنه وقت النوم. وخلال هذه الفترة، إذا استلقيت على الأريكة، تبدأ قدرة الجسم الفطرية على الراحة في الظهور. كذلك تعمل مجموعة من الأجواء الهادئة والإشارات البيولوجية على خلق الظروف المناسبة للنوم.
ألقي اللوم على عمرك
مع تقدم الناس في السن، تتغير عادات النوم لديهم واحتياجاتهم أيضًا. إذا لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم ليلاً بسبب الأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم، فقد ينامون على الأريكة. وكبار السن قد يكونون أكثر عرضة للقيلولة أو النوم غير المقصود، بما في ذلك على الأريكة، بسبب التغيرات في بنية النوم والتأثير التراكمي لضغط النوم.
بعد النوم على الأريكة…
إذا كنت تتساءلين عن سبب اختفاء نومك في اللحظة التي تنتقلين فيها من الأريكة إلى سريرك، فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب تعطيل دورة نومك.
وقد يتحول جسمك من حالة الاسترخاء وشبه النوم إلى حالة يقظة متزايدة بسبب فعل الحركة. وقد يؤدي هذا إلى إعادة ضبط ضغط النوم لديك قليلاً والتدخل في قدرتك على العودة إلى النوم، خاصة إذا كنت الآن مستيقظًا تمامًا وتحاول إعادة خلق الراحة على الأريكة.
النضال من أجل النوم في السرير
هناك العديد من العوامل التي قد تجعل من الصعب عليك النوم في السرير:
فقد يؤدي التوتر أو القلق إلى تسارع عقلك، مما يجعل من الصعب تهدئتك.
كما يمكن أن يؤثر الفراش أو الوسادة غير المريحة سلبًا على جودة النوم.
كذلك يمكن للعوامل البيئية مثل الضوضاء والضوء ودرجة الحرارة أيضًا أن تؤدي إلى اضطراب النوم.
أيضًأ إن استخدام الأجهزة في السرير قد يؤدي إلى تنشيط عقلك، مما يجعل النوم صعبًا.
كما يمكن أن تؤدي مشكلات طبية أخرى مثل الأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم. إلى جانب عوامل نمط الحياة مثل الإفراط في تناول الكافيين أو ساعات النوم غير المنتظمة، إلى تفاقم المشكلة.
وقد يبدو السرير أيضًا أكثر “رسمية” مقارنة بالبيئة المريحة للأريكة، حيث يكون الضغط أقل للنوم.
إعادة الاتصال بالسرير
من الضروري أن نفهم أن سهولة النوم على الأريكة مقابل صعوبة النوم في السرير يمكن أن تُعزى إلى حالة الاسترخاء مقابل الجهد.
على الأريكة، لا توجد نية نشطة للنوم، مما يسمح لجسمك بالاسترخاء بشكل طبيعي. ومع ذلك، عندما تذهب إلى السرير، قد تصبح أكثر يقظة ذهنيًا وتحاول إجبار نفسك على النوم، وهو ما يجعل النوم أكثر صعوبة. وهذا يخلق حاجزًا نفسيًا بين الاسترخاء والنوم في بيئة السرير.
لتحسين النوم في السرير، قومي بإنشاء ارتباط إيجابي معه:
كإنشاء روتين مريح وقت النوم .
أيضًا تأكد من أن غرفة نومك باردة ومظلمة وهادئة.
كذلك تجنب الأنشطة في السرير التي لا تتعلق بالنوم .
كما يمكن أن تساعد تمارين اليقظة والاسترخاء في تقليل القلق بشأن النوم.
يمكنك أيضًا التخلص من عادة النوم على الأريكة من خلال الحد من وقت أريكتك لأنشطة مثل مشاهدة التلفزيون أو القراءة. ولكن التحرك بنشاط إلى السرير عندما تشعر بالنعاس.