هل تشربين كمية كبيرة من الماء؟ راجعي حساباتك
إن شرب الماء والبقاء رطبًا مفيد، ولكن شرب الكثير من الماء قد يشكل مخاطر على صحتك، مما قد يؤدي إلى التسمم بالماء. حيث يدخل الماء الزائد إلى مجرى الدم مما يقلل من تركيز الإلكتروليتات. وفي الحالات القصوى، يمكن أن يشكل التسمم المائي تهديدًا للحياة. لكن ما هو السر وراء نضارة بشرة كل المشاهير؟ الترطيب. وما هو مفتاح الحفاظ على الصحة واللياقة البدنية؟ شرب كميات كبيرة من المـاء. وما هي النصيحة الأهم التي يقدمها كل خبير صحي؟ احرص دائمًا على شرب الماء.
نسمع الكثير عن أهمية شرب الماء، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال تذكيرنا (أو توبيخنا) من قبل الآباء والأمهات. ولكن من المهم أيضًا أن نعرف أن الإفراط في شرب الماء قد يكون خطيرًا. لذا، في حين أن الحفاظ على رطوبة الجسم أمر ضروري، فإن إيجاد التوازن الصحيح هو المفتاح.
التسمم المائي أمر حقيقي
إن التسمم المائي، المعروف أيضًا باسم نقص صوديوم الدم، يحدث عندما يستهلك شخص ما كميات زائدة من المـاء في وقت قصير، مما يخفف تركيز الصوديوم في الدم.
كما إن الصوديوم هو أحد العناصر الأساسية التي تساعد على تنظيم توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها. وإذا كانت الكلى غير قادرة على إزالة الماء الزائد بكفاءة، فإن الماء الزائد يدخل الخلايا، مما يتسبب في تضخمها.
كما إن الصوديوم هو إلكتروليت مهم مسؤول عن الإشارات العصبية ووظائف العضلات وتوازن السوائل. وبدون الصوديوم الكافي، يكافح الجسم للحفاظ على الوظيفة الخلوية الطبيعية، مما يؤثر على أعضاء متعددة.
ولا تستطيع الكلى تصفية أكثر من 0.8 إلى 1 لتر من الماء في الساعة. وشرب كمية أكبر من ذلك يرهقها، مما يؤدي إلى احتباس الماء وتخفيف الدم.
عندما تزيد كمية الماء في الدم…
مع زيادة تناول الماء، يدخل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تخفيف تركيز الإلكتروليتات. ويؤدي هذا التخفيف إلى تحول السوائل، مما يجبر الماء على الدخول إلى الخلايا. ويؤثر هذا التورم الخلوي على جميع الأنسجة، بما في ذلك الأعضاء الحيوية مثل الدماغ.
وفي العديد من أجزاء الجسم، لا يشكل هذا التورم خطورة فورية، ولكن عندما يحدث في الدماغ، فإنه قد يكون ضارًا. حيث يتواجد الدماغ داخل الجمجمة، مما لا يسمح بالكثير من التوسع، مما يؤدي إلى زيادة الضغط في الجمجمة، والمعروف باسم الوذمة الدماغية. وهذا يزيد الضغط داخل الجمجمة، مما يسبب الصداع، والارتباك، والنوبات، والغيبوبة، وربما الموت.
قد يكون مهددًا للحياة
في الحالات القصوى، يمكن أن يشكل التسمم المائي تهديدًا للحياة، وخاصة إذا ترك دون علاج. يمكن أن يؤدي الوذمة الدماغية إلى انفتاق، حيث يتم ضغط الدماغ ودفعه عبر قاعدة الجمجمة، مما يؤدي إلى نتائج مميتة.
ما هي الأعراض؟
وفقًا للخبراء، يمكن أن تتراوح أعراض التسمم المائي من خفيفة إلى شديدة، اعتمادًا على سرعة تطور الحالة. تشمل الأعراض ما يلي:
الغثيان والقيء
الصداع
الارتباك وفقدان التوجه
تعب
تقلصات وتشنجات العضلات
النوبات (في الحالات الشديدة)
الغيبوبة (في الحالات القصوى)
ومن المهم أن نلاحظ أن هذه الأعراض هي في الغالب نتيجة لتورم المخ بسبب انتقال السوائل إلى خلايا المخ.
كيف تعرفين أنك شربت كمية كبيرة من الماء؟
لفهم ما إذا كان استهلاكك للمياه يتجاوز احتياجات جسمك، ابحثي عن هذه العلامات المبكرة:
كثرة التبول
البول الصافي (علامة مبكرة على فرط الترطيب)
الصداع والغثيان أو الارتباك
تورم في اليدين أو القدمين أو الوجه
في حالة التسمم بالماء، فإن العناية الطبية الفورية أمر بالغ الأهمية. يجب عليك التوقف عن شرب الماء على الفور وطلب المساعدة الطبية الطارئة لاستعادة توازن الإلكتروليت، وغالبًا ما يتم ذلك عن طريق إعطاء السوائل الوريدية المحتوية على الصوديوم.
في الحالات الأكثر شدة، يمكن استخدام مدرات البول لمساعدة الجسم على التخلص من المـاء الزائد. يجب تصحيح مستويات الصوديوم بعناية، حيث أن التصحيح السريع للغاية يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة، مثل انحلال النخاع الجسري المركزي (CPM).
ما هي كمية الماء التي تحتاجينها في اليوم؟
إن احتياجات المياه تعتمد على عوامل مثل المناخ والنشاط البدني والصحة العامة، ولكن التوصيات العامة هي:
الرجال : حوالي 3.7 لتر (125 أونصة) من إجمالي السوائل يوميًا (بما في ذلك الماء والمشروبات الأخرى والطعام ).
النساء : حوالي 2.7 لتر (91 أونصة) من إجمالي السوائل يوميًا.
وتمثل هذه الكميات السوائل من جميع المصادر، وليس فقط مياه الشرب. ويضيف الطبيب: “يمكن أن يحدث فرط الترطيب إذا تم استهلاك كمية من الـماء أكبر من احتياجات الجسم، لذا من المهم الاستماع إلى إشارات جسمك، مثل العطش ولون البول (الذي يجب أن يكون أصفر باهتًا)”.
وفي الوقت نفسه، وفقًا للدكتور كريشنان، يوصى بشرب 2 إلى 3 لترات من الماء يوميًا لمعظم البالغين (حوالي 8 إلى 12 كوبًا).
ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو يتعرقون أكثر يحتاجون إلى المزيد من المـاء، ويجب على أولئك الذين يعيشون في المناخات الحارة أو الجافة زيادة تناولهم للمياه للتعويض عن فقدان السوائل.