المرأة العصرية والراقية

تستمر دورتك الشهرية لمدة يومين فقط، هل يجب أن تقلقي؟

هل تشعرين بالقلق لأن دورتك الشهرية تستمر لمدة يومين فقط؟ إليك ما قد تحتاجين إلى معرفته.. لنواجه الأمر، فمعظمنا لديه علاقة حب وكراهية مع دورتنا الشهرية. قد لا نستمتع بالتقلصات، ولكن عندما تصبح الأمور “غير عادية”، فإنها تسبب لنا القلق. إذا لاحظت أن دورتك الشهرية تتقلص إلى يومين أو ثلاثة أيام فقط – أو إذا كانت هذه هي تجربتك المعتادة – فقد تشعرين بالقلق، خاصة عندما يكون معظم الأشخاص من حولك يعانون من نفس المشكلة.

ولكن هل هذا حقا سبب للقلق؟

أولاً وقبل كل شيء، ما هو طول الدورة الشهرية “الطبيعي”؟

تستمر الدورة الشهرية عادة من يومين إلى سبعة أيام. نعم، هذا يعني أن الدورة التي تستمر يومين هي ضمن النطاق “الطبيعي”. ومع ذلك، إذا أصبحت دورتك الشهرية فجأة أقصر بكثير من المعتاد، فقد يشير ذلك إلى شيء أكثر خطورة.

تتمتع كل امرأة بدورة شهرية فريدة من نوعها. تستمر الدورة الشهرية لدى معظم النساء من ثلاثة إلى خمسة أيام، ولكن المدة التي تتراوح من يومين إلى سبعة أيام تعتبر طبيعية أيضًا.

إن استمرار الدورة الشهرية لمدة يومين فقط لا يشكل عادة سبباً للقلق، وخاصة إذا كانت منتظمة لدى الفرد. وتُعرف هذه الحالة باسم قلة الطمث.

وقد تختلف الدورة الشهرية بشكل كبير من حيث الطول والتدفق بسبب عوامل مثل العمر والإجهاد والتغيرات الهرمونية وأسلوب الحياة. بعض النساء لديهن فترات أقصر بشكل طبيعي، وخاصة أولئك اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية أو يقتربن من سن اليأس.

عوامل نمط الحياة التي تؤثر على مدة الدورة الشهرية

إن عوامل نمط الحياة مثل الإجهاد والنظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على طول فترة الدورة الشهرية. كذلك يمكن أن تؤدي مستويات التوتر المرتفعة إلى خلل في توازن الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية، مما قد يؤدي إلى تقصير الدورة الشهرية أو غيابها.

كما يمكن أن يؤثر سوء التغذية، وخاصة الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية. أيضًا على إنتاج الهرمونات وانتظام الدورة الشهرية.

كذلك قد يؤدي الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية أو فقدان الوزن السريع إلى احتفاظ الجسم بالطاقة. مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الهرمونات التناسلية وتقصير فترات الحيض أو إيقافها تمامًا.

إن الحفاظ على نمط حياة متوازن مع إدارة الإجهاد المناسبة والتغذية وممارسة التمارين الرياضية المعتدلة أمر بالغ الأهمية لدورة شهرية صحية.

هل يمكن أن يؤثر قِصَر الدورة الشهرية على الخصوبة أو الصحة الإنجابية بشكل عام؟

إن الدورة الشهرية التي تستمر لمدة يومين، رغم أنها لا تثير القلق دائمًا، قد تشير في بعض الأحيان إلى مشاكل أساسية يمكن أن تؤثر على الخصوبة والصحة الإنجابية.

كذلك إن إحدى المشكلات المحتملة هي انقطاع التبويض، حيث لا يحدث التبويض بانتظام”. فبدون التبويض، لا يمكن أن يحدث الحمل، مما يؤدي إلى مشاكل في الخصوبة. وغالبًا ما تؤدي حالات مثل متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو قصرها بسبب انقطاع التبويض. وهناك مصدر قلق آخر وهو بطانة الرحم الرقيقة.

إن الدورة الشهرية القصيرة بشكل غير طبيعي قد تشير إلى حالات الرحم أو اختلال التوازن الهرموني التي قد تؤثر على الخصوبة. كما إن البطانة الرقيقة تجعل من الصعب زرع البويضة المخصبة، مما يؤثر على الخصوبة. كما أن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، أو الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية، أو حالات مثل متلازمة آشرمان (ندبات الرحم) يمكن أن تسبب هذه المشكلة.

يمكن أن يؤدي اختلال التوازن الهرموني بين هرموني الإستروجين والبروجسترون أيضًا إلى قِصَر الدورة الشهرية ومشاكل الخصوبة. يؤثر انخفاض هرمون الإستروجين على جودة البويضات، في حين أن نقص هرمون البروجسترون قد يعيق القدرة على الحفاظ على الحمل.

أخيرًا، قد تشير الفترة الأقصر إلى قصور المبايض المبكر (POI)، حيث تفقد المبايض وظيفتها قبل سن الأربعين. يمكن أن يسبب قصور المبايض المبكر العقم، والدورة الشهرية غير المنتظمة، وانقطاع الطمث المبكر، مما يؤثر على الصحة الإنجابية بشكل عام.

متى يكون العلم أحمر؟

تظهر المشكلة إذا كان هذا التغيير مفاجئًا أو مصحوبًا بأعراض غير عادية أخرى، مثل التقلصات الشديدة. أو النزيف بين فترات الحيض، أو علامات اختلال التوازن الهرموني. قد يكون من المستحسن استشارة مقدم الرعاية الصحية لاستبعاد أي مشاكل صحية أساسية.

قد يستدعي التغيير المفاجئ في طول الدورة الشهرية، وخاصة إذا كانت دورتك الشهرية أطول في السابق. إجراء فحص من قبل مقدم الرعاية الصحية. وبالمثل، قد تشير الدورات الشهرية غير المنتظمة. مثل غياب الدورة الشهرية أو حدوثها بشكل متكرر للغاية، إلى وجود مشكلة هرمونية أو إنجابية.

إذا كنت تعانين من صعوبة في الحمل، فقد يشير قصر الدورة الشهرية باستمرار إلى وجود مشاكل في التبويض أو التوازن الهرموني. مما يؤثر على الخصوبة. كما يجب أن تستدعي الأعراض الإضافية مثل التقلصات الشديدة، أو النزيف الخفيف. أو الإفرازات غير المعتادة، أو علامات نقص المغذيات مثل التعب والدوار، عناية طبية.

أيضًا على النساء اللاتي لديهن تاريخ من متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية. أو قصور المبيض المبكر باستشارة طبيب أمراض النساء إذا أصبحت الدورة الشهرية أقصر. وتحذر: “بالنسبة لأولئك اللاتي يقتربن من سن اليأس، قد يكون قِصَر الدورة الشهرية أمرًا طبيعيًا. ولكن لا يزال من المستحسن استشارة الطبيب، خاصةً إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الهبات الساخنة أو تغيرات المزاج.

وتذكري..

لا يعني انقطاع الدورة لمدة يومين دائمًا أن هناك شيئًا خاطئًا، ولكن إذا تغيرت دورتك الشهرية فجأة، فلا تتجاهلي الأمر. فجسمك يعرف ما هو الأفضل، وعندما يرسل إشارات، فمن الجدير دائمًا الانتباه.

يمكنك أيضا قراءة