هل يصح الزواج مباشرة بعد الطلاق؟
الزواج مباشرة بعد الطلاق غالبًا ما يكون صادمًا حيث إن تجاوز الانفصال ليس بالأمر السهل، والدخول في علاقة جديدة بسرعة كبيرة قد يكون أكثر خطورة. ومع ذلك، يعتمد الكثير على مدى قدرة الشخص على معالجة الماضي والتعافي منه.
إن قرار الزواج بعد فترة وجيزة من انتهاء علاقة طويلة الأمد هو قرار معقد وشخصي للغاية. كما قد يشير القيام بذلك إلى مشاكل عاطفية غير محلولة والخوف من البقاء وحيدة. كذلك قبل اتخاذ هذه الخطوة، اسألي نفسك هل أنت مستعدة عاطفيا؟.
لقد عرفنا جميعًا شخصًا، سواء كان صديقًا أو فردًا من العائلة، بدا أنه كان مقدرًا له أن ينتهي به المطاف مع شريك حياته الدائم. ولكن العلاقة انتهت بشكل غير متوقع. ثم، في غمضة عين تقريبًا، تزوج شخصًا آخر وعاشا ما يبدو أنه “حياة سعيدة إلى الأبد”.
ولكن السؤال هو: هل من الصحي أن نتخذ خطوة الزواج والارتباط بعد الطلاق والانفصال بفترة وجيزة؟ وهل ينبغي لنا أن نفكر في الدخول في علاقة أخرى، ناهيك عن الزواج، مباشرة بعد انتهاء التزام طويل الأمد؟.
التعافي من كسر القلب
لقد ساهمت الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية في ترويج فكرة مفادها أن التغلب على الانفصال يستغرق مدة طويلة نسبيًا. ومع ذلك، تشير الدراسات والاستطلاعات إلى أن الشفاء الحقيقي قد يستغرق ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر.
وبالنسبة لمستشاري العلاقات، لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع فيما يتعلق بالوقت الذي يستغرقه التعافي الكامل بعد ترك العلاقة. حيث تختلف كل علاقة عن الأخرى، وكذلك نهايتها. والمتغيرات التي تجعلها مختلفة بالنسبة لكل شخص هي عمق العلاقة ومدتها، ومدى استثمارك فيها، وكيف انتهت (بشكل متبادل، أو من خلال الخيانة الزوجية، أو سوء الفهم)، ومدى قدرتك على التعامل مع المواقف الصعبة، ومهاراتك في التعامل مع الحزن، ونوع نظام الدعم الذي لديك.
وقد يستغرق التعافي من الانفصال بضعة أسابيع أو سنوات، اعتمادًا على مدى الصدمة التي تشعر بها بعد ذلك. ومرة أخرى، يختلف الأمر من شخص لآخر لأن الشفاء ليس خطيًا، والحزن الناجم عن الانفصال قد يأتي على شكل موجات.
عوامل أخرى
ويؤكد بعض الخبراء في العلاقات العاطفية والإنسانية على أن التعافي يعتمد على عمق الصدمة التي يتعرض لها الفرد. وفي بعض الأحيان، قد يكون لديك أشياء أخرى يمكنك الاعتماد عليها، مثل مهنة مزدهرة، أو عائلة، أو أصدقاء. ومن ثم يصبح الأمر أسهل، ويمكنك التعافي في وقت قصير. ولكن إذا كنت تفتقر إلى نظام دعم، فقد يؤثر ذلك سلبًا على صحتك العقلية والعاطفية.
كما يشير العلم إلى أن الأمر يستغرق 90 يومًا على الأقل لتغيير أفكارنا ومعتقداتنا وعاداتنا. لذا، فهذه هي فترة التهدئة التي يحتاجها الشخص للتعافي وخلق حياة جديدة.
الانغماس في علاقة أخرى
الاستعداد الذهني لعلاقة جديدة بعد انتهاء علاقة طويلة الأمد يختلف من شخص لآخر، اعتمادًا على عوامل مثل الشفاء العاطفي، والوعي الذاتي، والاستعداد للمضي قدمًا.
وقد تحتاج إلى مزيد من الوقت لتطوير شعور أقوى بالذات، وإعادة بناء الثقة، وإرساء الاستقرار العاطفي قبل أن تكون مستعدًا حقًا لاتصال جديد. بعض الناس يسارعون إلى الدخول في علاقة أخرى بعد الانفصال.
وفي الوقت نفسه، لا توجد قاعدة ثابتة هنا، فقد تشعرين بأنك قد تخلصت من الألم العاطفي، وعملت على إعادة بناء نفسك، وأنك مستعدة للمضي قدمًا. يدخل بعض الأشخاص في علاقات أخرى بسرعة لأنها توفر لهم الدعم للشفاء.
مشاكل مؤجلة
أيضًا التسرع في الدخول في علاقة جديدة بعد الانفصال طويل الأمد يمكن أن يشير إلى مشاكل عاطفية لم يتم حلها والخوف من البقاء وحيدًا. كما قد يكون ذلك تجنبًا للتعامل مع آلام الانفصال من خلال البحث عن المصادقة والراحة في علاقة جديدة.
كذلك قد يشير هذا السلوك إلى مشاكل صحية عقلية أساسية مثل القلق أو انعدام الأمان.، لذلك من المهم التفكير في هذه الأنماط وطلب الدعم إذا كانت تتداخل مع صحتك.
وغالبًا ما نرى أشخاصًا يعانون من أنماط ارتباط قلقة يسارعون إلى الدخول في علاقات جديدة لأن ذلك يجعلهم يشعرون بالأمان والطمأنينة العاطفية. وقد ينبع هذا من عدم القدرة على البقاء بمفردهم، أو انخفاض احترام الذات، أو حتى الاعتماد المتبادل.
علاوة على ذلك فإن التسرع في الدخول في علاقة أخرى قد يشير إلى نقص حب الذات. كذلك يجب على المرأة دائمًا أن تحب نفسها بما يكفي للتعافي والاهتمام بصحتها دون البحث عن مصادقة خارجية للتغلب على انعدام الأمان.
قرري بتأنٍ
يعتقد الخبراء أن الزواج السريع بعد انتهاء علاقة طويلة الأمد يمكن أن يكون قرارًا معقدًا وشخصيًا. على الرغم من أنه من الممكن العثور على الحب مرة أخرى بعد فترة وجيزة من الانفصال، فمن الضروري أن تأخذ في الاعتبار استعدادك العاطفي والأسباب وراء قرارك.
كما إن الزواج دون معالجة مشاعرك بالكامل والتعافي من العلاقة السابقة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل غير محلولة وتوقعات غير واقعية وقد يضر بشراكتك الجديدة. ومن المهم أن تتأكد من أنك تدخل العلاقة الجديدة للأسباب الصحيحة وليس فقط كرد فعل على الألم الماضي. سيساعدك القيام بذلك على إرساء أساس أقوى لشراكتك المستقبلية.
لا تفكري في الزواج إلا عندما تكونين مستعدة عاطفيا
الزواج التزام كبير ويتطلب من شخصين التوافق أكثر من مجرد الانجذاب. ويتطلب التفاهم والأهداف المشتركة والاحترام وقبول ماضي كل منهما. والتسرع في الزواج دون قضاء وقت كافٍ بعد مرحلة شهر العسل قد يسبب مشاكل في التوافق لاحقًا. وفي حين قد ينجح هذا القرار مع البعض، فقد يندم آخرون عليه.
قبل اتخاذ القفزة
إذا شعرت بأنك وجدت شخصًا تريدين قضاء حياتك معه، اسألي نفسك ما إذا كنت مستعدة عاطفيًا وهل تخلصت حقًا من ألم الانفصال السابق. كذلك يجب عليك أيضًا أن تفكري فيما إذا كنت لا تزالين تشعر بمشاعر تجاه زوجك السابق أو تأملين في التصالح معه. فالكثير من السيدات لا يسألن أنفسهن هذا السؤال وينتهي بهن الأمر إلى الندم على الزواج، مع استمرار ارتباطهن بحبيبهن السابق بطريقة ما.
كذلك تذكري أن العلاقات الجديدة قد تكون مثيرة ومليئة بالطاقة، لكن العلاقات الحقيقية تبدأ بعد انتهاء فترة شهر العسل. واسألي نفسك ما إذا كان الشخص الذي أنت معه هو الشخص الذي ترغبين حقًا في قضاء حياتك معه. يجب عليك أيضًا تقييم مدى توافقك وأهدافك المشتركة كزوجين.
كذلك من المهم بنفس القدر أن تفهم دوافعك للمضي قدمًا في علاقة جديدة وما إذا كان هذا الدافع نابعًا من الرضا أو الخوف. ورغم أهمية مشاعرك، إلا أنك لست وحدك في العلاقة. تأكدي من مواءمة استعدادك العاطفي مع استعداد شريكك.