متى ستتوقفين عن التردد في اتخاذ القرارات الهامة في حياتك؟
يمكن أن يؤدي التردد إلى تأخير اتخاذ القرارات الحاسمة، مما قد يؤدي إلى تفويت الفرص وارتفاع مستويات التوتر، مما يؤثر على صحتك العقلية وحياتك المهنية وعلاقاتك.
إن التردد يؤثر سلباً على حياتك الشخصية والمهنية. كما إن هناك عدة طرق للتغلب على التردد كشخص بالغ. وللعلم فإن الاعتراف بترددك هو الخطوة الأولى نحو استقرارك العاطفي والنفسي والعقلي.
أثناء نشأتك، كان والديك (أو الأوصياء عليك) يتخذون أغلب القرارات نيابة عنك. بدءًا من نوعية الطعام الذي تتناوله إلى المدرسة التي ستلتحق بها، وفي بعض الحالات، حتى مسار الدراسة والكلية التي ستلتحق بها، كان يتخذونها هم. لكنك الآن بالغ، مما يعني أنه يتعين عليك تحمل المسؤولية واتخاذ قرارات حياتك بنفسك. قد تكون هذه الفكرة محررة للكثيرين، ولكنها كابوس حقيقي لأولئك الذين لا يتخذون قرارات حاسمة.
كما إن فكرة اتخاذ القرارات، سواء كانت طلب طعام في مطعم أو اختيار شريك الحياة، يمكن أن تثير القلق بين هؤلاء الأشخاص. ومع ذلك، في مرحلة البلوغ، لا يمكن للمرء أن يهرب منها. يجب على المرء أن يتخذ قرارات مهمة في حياته الشخصية، ومهنته، وصحته، وأكثر من ذلك. فالحياة، بعد كل شيء، تظل مفاجئة بالتغييرات والتحديات. ولكن عندما يكون المرء متردداً، فقد يؤدي ذلك إلى ضرر أكثر من نفعه. من صحتك العقلية إلى حياتك المهنية وعلاقاتك، فإن التردد له تأثير سلبي على كل شيء.
مشوشة؟!
قد يؤدي التردد إلى تأخير اتخاذ القرارات الحاسمة، مما قد يؤدي إلى تفويت الفرص وارتفاع مستويات التوتر. كما إن التشكيك المستمر في القرارات قد يكون مرهقًا عقليًا، مما قد يؤدي إلى القلق. قد يؤدي التردد إلى توتر العلاقات لأن الناس قد ينفد صبرهم بسبب افتقارك إلى العزيمة.
وفي مكان العمل، قد يعيق ذلك نموك، حيث يمكن اعتبار التردد في اتخاذ القرارات بمثابة افتقار إلى الثقة والقيادة. وقد يؤدي التردد في النهاية إلى حلقة مفرغة من الشك والتأخير، فضلاً عن انخفاض احترام الذات.
يصف العديد من البالغين أنفسهم بأنهم “مترددون” ويعتقدون أنه لا توجد وسيلة للتغيير. لكن تخيل أن هذا ليس صحيحًا. يمكن للمرء التغلب على التردد على الرغم من كونه بالغًا.
ورغم أن العديد من البالغين يقبلون هذا العجز عن اتخاذ القرارات باعتباره جزءاً من كيانهم، وربما كسمة شخصية، فإنهم يفشلون في إدراك أن هذا العجز يمكن التغلب عليه. ولكن كيف؟ سوف نصل إلى هناك. ولكن أولاً، من المهم أن نفهم لماذا يصعب على بعض الناس اتخاذ القرارات.
لماذا بعض الناس مترددين؟
هناك العديد من العوامل التي تساهم في التردد، مثل السعي إلى الكمال، والإفراط في التفكير، والخوف من اتخاذ قرارات غير صحيحة، والسيطرة على الوالدين. كما إن فكرة ارتكاب خطأ أمر مرهق ومخيف للغاية لدرجة أنها تشل الأفراد أثناء محاولتهم اتخاذ القرار.
وبالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن الشك الذاتي وانعدام الثقة في حكمهم هو ما يجعلهم يعيدون التفكير في خياراتهم؛ وبالنسبة للآخرين، قد تكون القرارات السابقة هي التي تجعل الأمر صعبًا.
كما قد يصبح الإجراء أكثر صعوبة بسبب الضغوط الخارجية أو الرغبة في كسب تأييد الآخرين. وبشكل عام، تلعب مجموعة متنوعة من العناصر الظرفية والنفسية والعاطفية دورًا في التردد.
ماذا عن الصحة العقلية؟!
كذلك تلعب الصحة العقلية أيضًا دورًا مهمًا. فقد يواجه الأشخاص المصابون بالقلق صعوبة في اتخاذ القرارات بسبب خوفهم مما قد يحدث. وفي بعض الحالات، تؤثر صدمات الطفولة وتجاربها على الأشخاص وقدرتهم على اتخاذ القرارات.
وفي الحالات القصوى، يمكن أن يكون التردد جزءًا من اضطراب عقلي، مثل اضطراب الشخصية الاعتمادية، حيث يعتمد الفرد بشكل مفرط على الآخرين لتلبية احتياجاته العاطفية والجسدية. تتطلب هذه الحالات عادةً تشخيصًا من قبل طبيب نفسي أو طبيب نفسي. ويضيف بعض الخبراء أن الأطفال الذين اتخذ آباؤهم معظم قراراتهم نيابة عنهم غالبًا ما يواجهون صعوبة في اتخاذ القرارات كبالغين.
كيف يبدو التردد؟
التردد، والتخمين المستمر، والمشاكل في اتخاذ القرار هي علامات على التردد. وغالبًا ما يؤجل الأشخاص المترددون اتخاذ القرارات، ويطلبون الطمأنينة من الآخرين، ويشعرون بالقلق بشأن النتائج المحتملة. وحتى في القرارات التي تبدو غير مهمة، فإنهم يميلون إلى الإفراط في التفكير، مما يؤدي في النهاية إلى التأخير والإزعاج وفقدان الثقة في الحكم.
كما قد يتجلى التردد في أشكال مختلفة، من عدم القدرة على تحديد ما يجب تناوله إلى التخمين المستمر للخيارات. وقد يؤدي ذلك إلى قضاء وقت مفرط في اتخاذ القرارات بسبب الخوف من اتخاذ الخيار الخاطئ. وقد يرتبط هذا السلوك أحيانًا بالحاجة إلى التحقق من صحة الآخرين، حيث يسعى الأفراد إلى الحصول على موافقة على قراراتهم.
على أية حال، كيف يمكننا التوقف عن التردد؟
إن الاعتراف بالخطأ هو الخطوة الأولى. وما تحتاجين إليه بعد ذلك هو إرادة قوية لتحسين مهاراتك في اتخاذ القرار. وهناك العديد من الاستراتيجيات المعتمدة من قبل الخبراء والتي يمكنها أن تعمل على تحويل مهاراتك في اتخاذ القرار.
ومن منظور شامل، يتضمن ذلك فهم أهدافك وقيمك. من المفيد أن تجلس وتضع خطة لما تريده في الحياة والاتجاه الذي تريد أن تسلكه. كما يمكن أن يوفر هذا الفهم الأوسع إطارًا لاتخاذ القرار. وسواء كان الأمر يتعلق بمشروع تعمل عليه أو جانب مهم آخر من جوانب الحياة.. فمن الأفضل أن تعرف أولوياتك القصوى وأهدافك طويلة الأجل.
وبعد اتخاذ أي قرار، اجعل من عادتك أن تفكر في الأمر وتحلل النتائج. انظر إلى ما سار على ما يرام وما كان يمكن أن يكون أفضل.
وعند اتخاذ القرار، تذكري الأمور التالية:
إعداد قائمة بالإيجابيات والسلبيات: إن إعداد قائمة بالإيجابيات والسلبيات ثم تصنيف كل بند أو ترجيحه يمكن أن يوفر الوضوح. كما إن تحديد جوانب القرار من شأنه أن يسهل عليك التوصل إلى نتيجة. وهذه من بين الاستراتيجيات التي تستخدمها عالمة النفس شريا كول في نويدا مع عملائها.
لا تطلبي النصيحة من كثير من الناس: حيث يمكن أيضًا إدارة التردد من خلال الحد من عدد الأشخاص الذين تطلب منهم النصيحة. إن طلب النصيحة من عدد كبير جدًا من الناس قد يؤدي إلى الارتباك ويتركك في حالة من الإرهاق. ما عليك سوى التواصل مع شخصين موثوقين.
حددي جدولاً زمنيًا: لتجنب تأجيل القرارات، حدد مواعيد نهائية. حيث إن تحديد حدود زمنية لاتخاذ القرارات، وخاصة القرارات الأكبر، يمكن أن يساعدك أيضًا على أن تصبح أكثر حزمًا.
حددي خياراتك: قلل من عدد الخيارات لتبسيط عملية اتخاذ القرار ومنع التحميل الزائد.
طبقي قاعدة 10/10/10: عند اتخاذ أي قرار، اسألي نفسك، “كيف سأشعر حيال هذا القرار بعد 10 دقائق، و10 أشهر، و10 سنوات؟. يساعدك هذا على الخروج من التوتر اللحظي واكتساب منظور طويل الأمد.
اعترفي بالقرارات الصغيرة التي تتخذينها كل يوم: تذكري أننا نتخذ القرارات طوال الوقت؛ لكننا لا ندركها دائمًا على أنها قرارات كبرى لأنها ليست قرارات كبرى. سواء كان الأمر يتعلق بالاستيقاظ في الصباح أو تحديد ما نأكله، فهذه كلها قرارات تتخذينها أنت.