المرأة العصرية والراقية

كيف نتعامل مع الأشخاص الذين لا يستمعون؟

يعد الاستماع الفعال أمرًا ضروريًا للحفاظ على علاقات صحية. قد يشعر الأشخاص وخصوصًا الأزواج بالبعد والاستخفاف عندما لا يتم الاستماع إليهم، مما يؤدي إلى مشاكل أكثر أهمية.

هل سبق لك أن وجدت نفسك في موقف تحدثت فيه إلى شخص ما، ولكن حتى قبل أن تنتهي، قاطعك هذا الشخص بالفعل وبدأ يتحدث عن شيء آخر تمامًا؟. سواء في بيئة مهنية أو في الحياة الشخصية، فإن التعامل مع أشخاص لا يستطيعون الاستماع يمكن أن يكون محبطًا.

نحن جميعًا نعرف شخصًا واحدًا على الأقل يتأكد من أنك تستمع إليه عندما يتحدث، لكنه لا يعيره أذنًا عندما يأتي دورك.

يمكن أن ينبع هذا السلوك من أسباب مختلفة: الطبيعة الثرثارة، أو موقف معرفة كل شيء، أو نفاد الصبر، أو القلق، أو ببساطة عدم الاهتمام بالاستماع الفعال.

لا شيء يأتي صدفة

قبل أن تلقي باللوم كله عليهم، انتظر قليلاً. قد يكون كلا الطرفين مخطئين في هذه الحالة. قد يزعجك الشخص الذي لا يستمع إليك بضعف مهاراته في الاستماع (ففي النهاية، نريد جميعًا أن يُسمع صوتنا). ولكن من المهم أيضًا أن تعبر عن مدى تأثير هذا السلوك عليك وتطلب منه التحسن.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب عليك العمل على مهارات التواصل لديك. خاصة إذا كنت تميل إلى تكرار نفسك، الأمر الذي قد يعتبر عدم احترام لوقت الشخص الآخر.

التأثير

إذا استمر شخص ما في عدم الاستماع على الرغم من إخباره بسلوكه. فلا ينبغي أن يتفاجأ إذا واجه الاستياء وعدم الثقة من المحيطين به، بما في ذلك الأصدقاء والشركاء والزملاء.

قد يشعرون بالإهمال أو عدم الأهمية، مما قد يسبب عدم الرضا وانعدام الثقة. قد يؤدي جهل الآخرين إلى التباعد العاطفي والنزاعات غير المحلولة في العلاقات العاطفية.

وقد يشعر الزوجان بالتباعد وعدم التقدير عندما لا يتم الاستماع إليهما، مما يؤدي إلى مشاكل أكثر أهمية. يعد التواصل الفعال أمرًا بالغ الأهمية للعلاقات الصحية، والاستماع النشط جزء حيوي منها.

كما أن تنمية مهارات الاستماع الفعال أمر ضروري للحفاظ على العلاقات الصحية وتعزيزها. ومن المرجح أن يثق الناس ويحترموا ويشعروا بالألفة عندما يتم الاستماع إليهم وفهمهم. من ناحية أخرى، فإن إهمال الاستماع يمكن أن يضعف أساس أي علاقة، مما يزيد من خطر الضيق العاطفي والانفصال المحتمل.

إذن، لماذا لا يستمع بعض الناس؟

قد تتراوح الأسباب بين السلوك المكتسب بسبب تجارب الماضي أو الطفولة إلى سمات الشخصية مثل الإفراط في العدوانية والقلق. وفي كثير من الأحيان، يكون الدفاع عن النفس، أو عدم الرغبة في الاعتراف بالأخطاء، أو ببساطة عدم تقدير وجهات نظر الآخرين، هو ما يؤدي إلى ضعف الاستماع.

علاوة على ذلك فإن الاضطرابات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) يمكن أن تجعل من الصعب التركيز والاستماع لفترات طويلة.

كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص

على الرغم من أنه لا يمكنك التحكم فيما إذا كان الشخص يستمع إلى كلماتك أم لا، إلا أن هناك استراتيجيات يمكنك اتباعها للتعامل مع الأشخاص الذين لا يستمعون:

اطرحي المزيد من الأسئلة: اشركي الشخص الذي تتحدث معه بأسئلة مفتوحة. فعند شرح شيء ما، امنحي الشخص الآخر فرصة لمتابعة الأسئلة. يساعد هذا في الحفاظ على توازن المحادثة.

تواصلي معهم حول مشاعرك: لا تتوقعي منهم أن يفهموا مشاعرك المجروحة بسبب عدم استماعهم لك. أخبريهم بما تشعرين به دون أن تبدين وكأنك تتهميهم. واستخدمي عبارات تبدأ بـ “أنا”، مثل “أشعر بأن أحداً لا يستمع إليّ عندما أشارك أفكاري، وأنت لا تستجيب لي”. وأخبريهم بالعواقب المحتملة إذا لم يتغيروا.

أظهري لهم كيف يكون الاستماع : استمعي إليهم بنشاط وأظهري لهم ما يستلزمه الاستماع الفعال. كذلك أظهري لهم أنك تستمعين إليهم أيضًا. أومئي برأسك، وتواصلي بالعين، واستجيبي بشكل مناسب لنقاطهم.

كوني صبورة ولكن مثابرة: فكري في تكرار النقاط المهمة لتعزيز رسالتك.

لا تفقدي هدوئك: الغضب والإحباط عند عدم الاستماع إليك يمكن أن يجعل الشخص الآخر دفاعيًا وأقل ميلًا إلى الاستماع.

يجب عليك أيضًا أن تتذكري الأشياء التي يمكنك التحكم بها مثل توقيت المحادثة، وطريقة حديثك وتوقعاتك.

لغة الجسد

في كثير من الأحيان، تشير تعبيرات الشخص ولغة جسده إلى أنه لا يستمع إليك. فيجب أن نتحدث في الوقت المناسب. إذا كان الشخص متعبًا أو منزعجًا أو مريضًا أو مشغولًا للغاية، فلا يمكننا أن نتوقع منه أن يكون متاحًا للتحدث. اسأله دائمًا عن الوقت الذي يكون فيه متاحًا للتحدث. ومن المستحسن أيضًا إبلاغه بموضوع المناقشة وأهميته، حتى يكون مستعدًا ذهنيًا، خاصة عندما يكون الموضوع جادًا.

أيضصا تجنبي مهاجمتهم، بكلمات سلبية، إذا كنت تعتقد أن الشخص لا يستمع إليك. وعلاوة على ذلك، ينبغي لنا أن نتجنب الإفراط في إلقاء المحاضرات والتكرار. فلا أحد يرغب في الاستماع إذا استمر الحديث لفترة طويلة. لذا، يجب أن نلتزم بالموضوع وننهيه.

وتذكري أن الصبر هو المفتاح. ضعي حدودًا وابحثي عن حلول وسط.