تغلبي على التوتر وعززي إنتاجيتك وكفاءتك
تحققي من هذه النصائح التالية حول إتقان مهارة تحويل التوتر إلى قوة دافعة للإنتاجية والتنمية الشخصية.
في خضم الحياة المزدحمة السريعة الخطى المكتظة بالأزمات والعقبات، يمكن أن يبدو التوتر وكأنه خصم قوي. ولكنه يحمل أيضًا القدرة على إحداث تغيير إيجابي على الصعيد الشخصي نفسيًا وسلوكيًا. حيث التغلب على التوتر لا يعني تجنبه تمامًا، بل يتعلق بإتقان مهارة تحويل طاقته إلى قوة دافعة للإنتاجية والتطوير الشخصي.
حيث يقول استشاريو الطب النفسي إن الإجهاد يشبه الرفيق الدائم في رحلة المضي قدمًا. كما إنها بمثابة إشارة وتذكير ثابت بأن التحديات تتطلب اهتمامنا. وبدلاً من أن نتركه يطغى علينا، يمكننا أن نختار أن ننظر إلى التوتر باعتباره حافزاً للنمو. كذلك فإن احتضان التوتر يعني فهم إشاراته الدقيقة وكشف الرسائل المخفية التي يحملها. كذلك تصبح المرونة رفيقنا الأكثر قيمة. أيضا يجب على المرء أن يؤمن بأن كل تحد يحمل فرصة، وكل عقبة هي نقطة انطلاق نحو النمو الشخصي والمهني.
تعزيز الوعي
ويقترح استشاريو الطب النفسي أنه من خلال تعزيز الوعي بأفكارنا وعواطفنا، نحقق الوضوح للاستجابة بشكل مدروس. وذلك بدلاً من مجرد الرد على الضغوطات. كما تعمل اليقظة الذهنية كمنارة إرشادية لنا وتكشف عن طرق حل المشكلات بشكل إبداعي، مما يحول التوتر إلى دافع للابتكار. أيضا التغلب على التوتر لا يعني جعله يختفي؛ يتعلق الأمر بإعادة تشكيل كيفية تفاعلنا معه. حيث إنه ينطوي على الاعتراف بالتوتر كقوة مؤثرة، عندما يتم قبولها وتوجيهها بعناية، تتحول إلى القوة الدافعة وراء الإنتاجية.
الإجهاد العقلي
وفقا لاستشاريي الطب النفسي فإنه على الرغم من أن مصطلح “الإجهاد” يستخدم لوصف الأحداث الهامة على عدة مستويات.. من بنية الدماغ (الجزيئية، الخلوية، مستوى الدوائر، المعرفي، العاطفي والسلوكي). وداخل الجسم (المناعي والتمثيل الغذائي والغدد الصماء)؛ إلا أنه كان من الصعب التوصل إلى تعريف شامل وصارم لمصطلح “الإجهاد”. علاوة على ذلك فإنه عندما يكون عقل الفرد وجسمه غير قادرين على تلبية المتطلبات المفرطة التي يفرضها عامل الضغط، يبدأ الفرد في تجربة “الضيق”.
بالإضافة إلى ذلك فإنه يتم إنشاء العديد من المنتجات الكيميائية الضارة داخل الخلايا والتي تؤدي إلى تلف جسدي وتدمير خلايا الدماغ والجسم. وإذا استمرت هذه العملية دون رادع على مدى فترة من الزمن يمكن أن تؤدي إلى مخاطر صحية متعددة (القلق والاضطرابات الاكتئابية، والإدمان، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وأمراض القلب، والسرطان، والخرف).
العوامل الجينية وعامل الخبرة والتجربة
إلى ذلك يرى استشاريو الطب النفسي أن الدماغ هو العضو المسؤول عن ضمان بقاء الإنسان على قيد الحياة. أيضا وحسب التصميم، تم تصميمه للتعرف على أي أحداث محتملة تهدد الحياة، متخيلة أو فعلية، والاستجابة لها. وبما أن الدماغ غير مصمم للتعرف على دقة المعلومات، فمن الممكن أن يكون لدى كل فرد تصورات مختلفة لنفس عامل الضغط. كذلك تختلف عوامل الحماية والضعف الجينية بين الأفراد وكذلك تجاربهم السابقة التي تشكل تصور أدمغتهم للعالم. ومن ثم سيكون هناك دائمًا اختلاف بين الأفراد في تجربة التوتر (المعروف أيضًا باسم عتبة التوتر).
مفهوم التوتر علميًا
لكن ما هو التوتر، وكيف يمكن أن يكون لدى الأفراد المختلفين عتبة ضغط مختلفة، وما الذي يمكن للفرد فعله ليزدهر في ظل المواقف العصيبة؟.. يمكن للأفراد تطوير حاجز صحي للتعامل مع التوتر ويمكن تطوير هذا الحاجز باستخدام نمط حياة يعزز صحة الدماغ والجسم. ويشمل:
تناول طعامًا جيدًا:
وجبات متوازنة مطبوخة تقليديًا وصحية للقلب، وتناول الطعام في فترات زمنية محددة، وتناول الطعام لإشباع الجوع وليس حاسة التذوق، والحفاظ على الصيام لمدة لا تقل عن 12 ساعة بين العشاء والإفطار. أيضا رطب نفسك جيدًا، وتجنب الإفراط في تناول الشاي أو القهوة أو تناول المنشطات. كذلك من الأفضل عدم تناول الشاي أو القهوة أو تناول المنشطات بعد الساعة الثانية بعد الظهر.
التحرك بشكل جيد:
يجب أن يحصل الأطفال على ما لا يقل عن ساعة من النشاط البدني المكثف كل يوم؛ للبالغين ما لا يقل عن 30 دقيقة من المشي السريع يوميًا. أيضا الجلوس لساعات طويلة له مخاطر صحية تعادل التدخين. لذا قم بتمديد وتحريك جسمك مع فترات راحة دورية مرة كل ساعة لمنع إرهاق الرقبة والظهر واليد والعينين.
النوم الجيد:
النوم هو عملية نشطة تعمل على إصلاح واستعادة دماغك وجسمك وتهيئته لمواجهة تحديات اليوم الجديد. كما يوصى بالنوم المتواصل لمدة لا تقل عن 9 ساعات بعد 3 ساعات من غروب الشمس للأطفال. وبالنسبة للبالغين، يوصى بالنوم المتواصل لمدة لا تقل عن 7-9 ساعات. كذلك يزيل النوم الكثير من المنتجات الكيميائية السامة التي تتولد خلال النهار في الدماغ والجسم. وأي تدخل في عملية التنظيف هذه من شأنه أن يضعف عمل الدماغ والجسم ويضعف قدرة الفرد على التعامل مع الضغوطات. أيضا قم بتقييد التعرض للشاشة (التلفزيون، الهاتف المحمول، الكمبيوتر) قبل ساعتين من موعد النوم المحدد.
ابتعد عن المواد التي تضر عقلك وجسمك:
الكحول، والنيكوتين، والحشيش، والكوكايين، والمواد الأفيونية، والأمفيتامينات، والعقاقير الاصطناعية، والحبوب المنومة (ألبراكس، ريستيل، كالمبوس، زولفرش، نيترست وغيرها من البنزوديازيبينات).
حافظ على صحة جيدة:
قم بإجراء الفحوصات الطبية الدورية حسب الموصى بها لعمرك. فإذا كنت تعاني من أي حالة طبية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري، فحافظ على التحكم الأمثل في هذه الحالات الطبية.
قم بتقسيم وقتك وأنشطتك:
بشكل مثالي يوميًا.. 8 ساعات نوم، و8 ساعات عمل، وساعتين للأعمال المنزلية، وساعتين للعائلة والأصدقاء.. (تناول وجبة واحدة على الأقل يوميًا معًا كعائلة)، وساعتين للتنقل وساعتين للسفر. أيضا الذات (الهوايات، اللعب، التمارين الرياضية، الواجبات المنزلية). كذلك خذ إجازات دورية ولا تعمل أثناء الإجازات! حدد أهدافًا واقعية وقابلة للتحقيق في الحياة والعمل. علاوة على ذلك اعرف حدودك جيدًا ولا تتجاوز حدودك.
بالإضافة إلى تقسيم هيكل العمل واستهداف المهام الأسهل أولاً. حدد أولويات مهامك باستخدام شبكة من الأنشطة العاجلة والمهمة. أيضا ركز على المهام المهمة وغير العاجلة والتي من شأنها أن تؤدي إلى نموك المهني. كذلك اعتمد سياسة تفويض غير مهم / عاجل. ثم تجاهل المهام غير المهمة وغير العاجلة. أيضا اطلب المساعدة في المهام العاجلة والمهمة. كذلك إذا حدثت مشكلة، تقبلها بدلًا من التفكير فيها. ثم اكتشف ما هي العوامل التي يمكن التحكم فيها وركز على هذه العوامل التي يمكن التحكم فيها. ولا تنس أن حل المشكلات في العمل وفي الحياة الشخصية يتطلب العمل الجماعي.
وفي الختام:
على الرغم من الالتزام بأسلوب الحياة المذكور أعلاه، إلا أنه إذا شعر الفرد بالضيق في المواقف العصيبة لأكثر من شهر، وأثر ذلك على إنتاجيته أو أدائه الاجتماعي، فلا ينبغي له أن يتردد في استشارة طبيب نفسي. فهناك أدوية فعالة وآمنة يمكن أن تساعد بشكل تدريجي في استعادة صحة الفرد. ومن ثم تساعد الفرد على التعامل مع نفس الموقف المجهد دون الشعور بالضيق. فقط تذكر أن التوتر ليس عدوك، بل الطريقة التي تتفاعل بها مع الموقف العصيب هي التي تحدد نجاحك.