محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور Jean-Christophe Babin الرئيس التنفيذي لدار بولغري
من قلب روما مدينة الفنون والأضواء، حملتنا دار المجوهرات العريقة “بولغري” Bulgari إلى باريس مدينة الموضة والجمال، حين عرضت خلال فعالية حصرية في العاصمة الفرنسية مجموعتها الجديدة من المجوهرات الراقية والساعات الفخمة، التي أعادت من خلالها أيدي حرفيي مشاغلها الإيطالية تفسير أجمل أشكال الطبيعة بلغة أجمل كنوزها: الأحجار الكريمة الملونة النادرة الجودة، والماسات المتلألئة بأبهى نقاء.. مع مجموعة “عدن: حديقة العجائب“Eden, The Garden of Wonders التي تتألف من أكثر من 140 قطعة، تُهنا في عالم خيالي من الأعمال الفنية المستوحاة من الطبيعة الأم والمرصعة بأحجار من كل الألوان، أبرزها الزمرد الذي كرست له “بولغري” في هذه المجموعة أكثر من 30 تصميما.
باريس: عدنان الكاتب Adnan AlKateb
بإبداع لامحدود وبراعة لا نظير لها، تحافظ قطع “عدن: حديقة العجائب” على مرونتها وانسيابها وطلاقتها مهما كانت أشكالها مترفة. وبفضل خبرة “بولغري” التاريخية في التلاعب المبدع بالألوان النفيسة، ينبثق قوس قزح جديد من القطع المتعددة الألوان، مثل عقد رائع مليء بالنور والحيوية تتفتح فيه الزهور وكأنها تستعد لمعانقة نسيم الربيع الذي وصل ليوقظها من سباتها الشتوي.
بعد جولتي الحالمة في حديقة الجواهر، قابلت “جان-كريستوف بابين” Jean-Christophe Babin الرئيس التنفيذي للدار، القائد الشغوف والمتفائل والطموح، الذي أخذني خلف كواليس ما تبتكره الدار الإيطالية من عجائب تخطف الأنفاس في كل لقاء.
أولا، لماذا اخترتم باريس للكشف عن هذه المجموعة الجديدة؟
ما فعلناه هو منح زبائننا تجربة متكاملة غمرتهم تماما بعالم “بولغري”. لم نكشف فقط المجموعة الجديدة بل عرضناها في أحدث وأضخم متجر لنا في العالم، وهو موجود في عاصمة المجوهرات العالمية باريس. وقد استضفنا عددا كبيرا من عملائنا في أحدث فنادق “بولغري”، وكشفنا القطع في صالة عرض داخل عنوان لدار “بولغري”، ونظمنا فعالية العرض الحي على أرض إيطالية داخل السفارة الإيطالية في باريس. صحيح أننا كنا في فرنسا، لكننا “سافرنا” إلى إيطاليا في أمسية العرض.
هلا أخبرتنا أكثر عن “عدن: حديقة العجائب”؟ كيف ولدت هذه المجموعة، وما أكثر ما يميزها؟
عاما تلو الآخر، نحاول أن نتفوق على أنفسنا. “بولغري” تنافس ذاتها، بهدف التعبير بأفضل شكل عن حمضها النووي، حيث تلعب الأحجار الملونة دورا كبيرا ولكن غير حصري، لأننا أيضا متمرسون في صياغة الماس. من خلال مجموعة “عدن: حديقة العجائب” التي نطلقها هذا العام، لم نرغب فقط في الاحتفاء بالطبيعة الأم التي أصبحت بعد جائحة “كوفيد” ملهمة أكثر من أي وقت مضى، بل أردنا أيضا تكريم جوهرة هي على الأرجح الأكثر ارتباطا بالطبيعة. وهي حجر الزمرد الذي يكتسي باللون الأخضر، لون الطبيعة الأشهر.
حاولنا استثمار كل الخبرة والبراعة التي اكتسبناها على مدى العقود الماضية، لننتج مجموعة متعددة الأوجه. لذلك نرى من جهة أولى الكثير من الإبداع مع القطع المتعددة الألوان التي تجسد نظرة “بولغري” التاريخية إلى الطبيعة، ومن جهة ثانية المجوهرات الراقية الثنائية الألوان والمرصعة بالزمرد أو الصفير أو الياقوت إلى جانب حبات الماس الرائعة.
لعلها المجموعة الأكثر شمولية في تعبيرها عن جوهر “بولغري”، حتى من خلال القطع العديدة القابلة للاستعمال بطرق مختلفة. وتنسجم هذه الفكرة مع رؤيتنا للمجوهرات الراقية التي لا نعتبرها ملائمة فقط لمناسبة واحدة في السنة، بل نراها قطعا يجب أن تتزين بها المرأة في أكبر مقدار من المرات. فإذا كانت القطعة قابلة للتحويل، فستجد المرأة المزيد من الفرص لاستعمالها، وأذكر على سبيل المثال العقد الساحر “إمرولد غلوري” الذي يطوق العنق بسيمفونية من الماس والزمرد، ويستطيع أن يتحول إلى تاج أو عقد زمردي أكثر بساطة. كان بإمكاننا تقديم هذا العقد بطريقة جامدة وخيار استخدام واحد، لكن ذلك كان سيجعله قطعة تتزين بها صاحبته على الأرجح نادرا.
كيف استطعتم إنتاج هذه المجموعة الضخمة التي تضم 140 قطعة وتطلب تنفيذها آلاف الساعات من العمل الحرفي؟
نوسع منذ فترة مختبرنا المخصص للمجوهرات الراقية والموجود في مدينة روما، وقد ضاعفنا في غضون خمس سنوات فقط عدد الحرفيين الخبراء الذين يعملون على تصنيع مجوهراتنا الراقية. كما أننا في صدد العمل على مشروع انتقال إلى جزء آخر من المدينة، حيث سنضاعف عدد حرفيينا مرة جديدة، لأننا نرى ازديادا سنويا مستمرا في الطلب على المجوهرات الراقية من “بولغري”. وإلى جانب روما، أضفنا إلى مشاغلنا في فالنسيا في شمال إيطاليا، حيث نصنع مجموعات المجوهرات الفاخرة، قسما جديدا لإنتاج المجوهرات الراقية على أيدي الحرفيين الموهوبين الذين استطاعوا بعد عدة أعوام من العمل البارع أن ينتقلوا إلى تنفيذ تصاميم المجوهرات الراقية. وبذلك، فإن عدد الحرفيين المتخصصين في المجوهرات الراقية لدى “بولغري” صار اليوم أكبر من أي وقت مضى. كما أنه لدينا في قسم التصميم الموجود في روما المزيد من المصممين المبدعين الذين يسعون إلى تصور مجوهرات راقية ملهَمة وساحرة.
أخيرا، إن هذه الفترة هي أكثر فترة نشتري فيها الأحجار الكريمة في تاريخنا، لأننا نعرف أنها استثمار جيد، وأيضا لأننا نفضل الشراء مقدما والتخزين لتفادي مواجهة أي نقص في المواد. علينا في النهاية توخي الحذر إذا كانت السلع قابلة للتلف، مثل الطعام الذي نشتريه للفنادق مثلا، والذي يجب ألا نبالغ في تخزينه وألا نهدره. لكن حين يتعلق الأمر بحجر الزمرد مثلا، فلم لا نشتري أكثر من الحاجة إذا كنا قادرين، بدلا من مواجهة نقص في المستقبل.
كيف تحاكي مجموعة “عدن: حديقة العجائب” ذوق المرأة العربية؟
في منطقة الشرق الأوسط المليئة بالصحارى، قد تكون هذه المجموعة أكثر إلهاما حتى. فكلما كنت محاطا أكثر بالرمال والكثبان، حلمت أكثر بالغابات والأزهار. قد تكون هذه المجموعة هي الأكثر تناغما مع الشرق الأوسط لأنها تقدم أشكال الطبيعة التي تتناقض مع جغرافيا المنطقة وبيئتها، وكأنها تأتي بنسمة هواء منعشة، حاملة معها ألوانا وطاقة.
تشعر نساء كثيرات بأن الأحجار الكريمة تمدّهن بالطاقة والقوة. ما سر هذه الكنوز الطبيعية؟
تقول مديرتنا الإبداعية “لوتشيا سيلفيستري” إنها تستطيع أن تلمس قوة الأحجار الكريمة، وهو أمر أفهمه تماما. هناك سحر معين ينبع من الجواهر، ولذلك نرى أن الكثير من الشعوب التاريخية كانت تقدّرها وتحيطها بهالة رمزية قبل آلاف السنين. هذه الأحجار الجميلة نادرة ونابضة بقوة سحرية موجودة بكل تأكيد، ولا أحد يستطيع وصفها أو تفسيرها.
أجريت حديثا جولة على متاجر “بولغري” في الشرق الأوسط. كيف تغيرت علاقة الدار مع منطقتنا في الآونة الأخيرة؟
لطالما كانت هذه المنطقة مهمة جدا بالنسبة إلى “بولغري”. هناك توافق وتطابق طبيعيان بين ذوق المرأة الشرق أوسطية وأسلوب “بولغري” العاكس لنمط العيش في حوض البحر الأبيض المتوسط. على الصعيد الثقافي، أعتقد أن تقدير سكان المنطقة للمجوهرات يدعم بشكل قوي العلاقة بين “بولغري” والشرق الأوسط.
وبعد الجائحة وتأثيرها السلبي في السفر، أردنا أن نعزز وجودنا اليومي في الشرق الأوسط. لذلك خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية افتتحنا في مدن خليجية كثيرة متاجر جديدة، منها متجران جديدان في المملكة العربية السعودية. وهو ما يظهر التزامنا وإيماننا بإمكانات السوق الإقليمية.