استخدام موقع فيسبوك بكثرة يجعلك أقل شعورا بالرضا عن نفسك

مواقع التواصل الاجتماعي مثل موقع فيسبوك لها عدة فوائد لعل أهمها هو إبقائك على تواصل كامل مع العالم من حولك ومنحك قدر هائل من المعلومات خلال دقائق قليلة من دخولك للموقع ولكن يبدو أن يجعلك أيضا أقل شعورا بالرضا عن نفسك وذلك طبقا لدراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة (American Journal of Epidemiology).

في الدراسة الجديدة قام الباحثون بدراسة بيانات 5.208 شخص شاركوا في دراسة استقصائية عن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع الفيس بوك ولقد توصل الباحثون من خلال ذلك للتالي: استخدام موقع فيس بوك يؤثر سلبا على الحالة النفسية للفرد وكلما زادت نسبة استخدامه لموقع فيس بوك كلما ازدادت حالته النفسية سوء.

المثير للاهتمام أن الباحثون في الدراسة وضعوا معايير قابلة للقياس عندما يتعلق الأمر بالعلاقة ما بين استخدام الفيس بوك والتأثير السلبي على الحالة النفسية وذلك على النحو التالي: في كل مرة يقوم مستخدم الفيس بوك باختيار خيار الإعجاب بمشاركة على الموقع أو بالضغط على رابط في داخل الموقع أو بتحديث حالتهم على موقع فيس بك فإن حالتهم النفسية تشهد تدهورا بمقدار 5-8%.

الباحثون لاحظوا أيضا أن التفاعل مع الأخرين في العالم الحقيقي، له أثر إيجابي على الحالة النفسية ويجعل الفرد يشعر بشعور أفضل على العكس من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي.

الباحثون قالوا أيضا أنهم ليسوا واثقين تماما من السبب الذي يجعل التفاعل على موقع فيس بوك يؤثر سلبا على الصحة النفسية إلا أن لديهم نظرية ما حيال ذلك الشأن تتلخص في التالي: التفاعل على موقع فيس بوك يزيد من انفتاح الفرد على قدر كبير من المعلومات خاصة تلك المتعلقة بإنجازات الآخرين وغالبا ما يؤدي ذلك إلى عقد المقارنات والنظر إلى الإنجازات الشخصية نظرة سلبية مما يقلل من شعور الفرد بالرضا عن نفسه.

هذه الدراسة لا تعني أن جميع من يستخدمون موقع فيس بوك يعانون من شعور بعدم الرضا حيال أنفسهم إلا أن الخبراء يؤكون على أهمية تقليل فترات استخدام موقع فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام حافظا على الصحة النفسية كما ينصح الخبراء مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بأن يضعوا في الاعتبار أن المشاركات التي توضع على موقع فيس بوك غالبا ما تذكر أفضل ما في حياة كل فرد أو الأشياء المثيرة للاهتمام في حياة الفرد وتتجاهل ذكر الأشياء الأخرى المملة أو العقبات لذلك من المنطقي أن تبدو الأحداث أو القصص التي تنقلها هذه المشاركات أكثر إثارة للاهتمام من الحياة اليومية العادية بالنسبة للكثيرين.