هل تحتاج حقا إلى تناول جرعتك الكاملة من المضاد الحيوي ؟
من القواعد الصحية المتعارف عليها أن تبدأ في تناول المضادات الحيوية عند الإصابة بالمرض الذي يستلزم تناولها وأن تستمر في الحصول جرعتك من المضادات الحيوية في الموعد المحدد حتى إنهاء عبوة المضاد الحيوية المخصصة لك وحتى إن كانت أعراض المرض قد اختفت بالفعل.
سبب إعطاء الأطباء لهذه النصيحة هو عدم رغبتهم في أن يتوقف المريض عن تناول المضادات الحيوية في وقت مبكر أكثر مما يجب وقبل أن يتماثل للشفاء بشكل كامل من الميكروب أو البكتريا الممرضة مما يتسبب في تكوين الميكروب لمناعة من المضاد الحيوية وتزداد صعوبة القضاء عليه وتعاود أعراض المرض بالظهور أكثر حدة عن ذي قبل.
جميعنا يعرف ما سبق ذكره إلا أن تقرير جديد حول حملات التوعية بأهمية المضادات الحيوية أعدته منظمة الصحة العالمية يتحدى قناعتنا الثابتة بأهمية تناول الجرعة الكاملة من المضادات الحيوية بعد التماثل للشفاء حيث ذكر الباحثون في التقرير أن المريض يمكن أن يوقف المضادات الحيوية فور اختفاء الأعراض حتى وإن تبقى له عدد من أقراص المضاد الحيوية في العبوة المخصصة له والسبب من وجهة نظرهم أن الاستمرار في تناول المضادات الحيوية بعد الشفاء قد يمثل خطر أكبر على الجسم لأن الجرعة الزائدة من المضاد الحيوي قد تتسبب في ظهور رد فعل حساسية، أضرار في الكلى، أضرار في الكبد أو أضرار في الصفائح الدموية.
وقال الباحثون أيضا أن زيادة مدة تعرض الميكروب أو البكتريا للمضاد الحيوي يزيد من فرصة الميكروب في تكوين مناعة ضد المضاد الحيوي، لذلك فهم ينصحون بعدم تناول المضادات الحيوية لفترة أطول مما يجب حتى لا يتطور الميكروب ويصبح أكثر مقاومة للمضاد الحيوي.
وعندما يحدث ذلك، ستزداد قوة الميكروب وتطوره ويزداد قدرته على الانتشار، خاصة في المستشفيات حيث يوجد العديد من المرضى الذين يستخدمون المضادات الحيوية لفترات طويلة وحيث تزداد فرص تكون سلالات ميكروبية مقاومة للمضادات الحيوية وحيث تزداد فرص انتشار الميكروب بين أعداد أكبر من المرضى بسبب ضعف أجهزتهم المناعية بسبب الإصابة بالمرض.
ما سبق لا يعني أيضا أن جميع المرضى عليهم التوقف عن تناول المضادات الحيوية بمجرد اختفاء أعراض المرض حيث يؤكد التقرير أن هناك أنواع من العدوى الميكروبية مثل التهاب الحلق، داء الفيالقة، السل، والتي تحتاج إلى أن يتناول المريض جرعات كاملة من المضادات الحيوية حتى يتماثل للشفاء.
في النهاية ينصح الخبراء بالاستماع إلى توصيات الطبيب بشأن الجرعات المحددة من المضادات الحيوية للأنواع المختلفة من العدوى الميكروبية فالجرعات المحددة التي تتناسب مع حالة مرضية ليس بالضرورة أن تكون ملائمة لحالة مرضية أخرى.