دواء للسرطان يمكنه أن يساعد القلب على شفاء نفسه
تقريبا كل دواء متوفر حاليا له آثار جانبية، ونادرا ما ستجد أي من هذه الآثار الجانبية مرغوب فيها ولكن يبدو أن هذا سيتغير بفضل الدواء الجديد قيد التطوير لمكافحة السرطان والذي يشرف على تطويره المركز الطبي في جامعة جنوب غرب تكساس الطبية.
هذا الدواء الجديد يستهدف الجزيئات في مسارات الونت (Wnt signaling molecules: هي مجموعة من مسارات نقل الإشارات البيوكميائية مصنوعة من الجزيئات البروتينية التي تقوم بإمرار الإشارات البيوكميائية من خلية لأخرى من خلال مستقبلات خاصة على أسطح الخلايا) والتي تلعب دور كبير في تطور مرض السرطان، إلا أنها تقوم أيضا بدور كبير في عملية إعادة تجدد الأنسجة ولذلك أثناء قيام الباحثون باختبار الدواء لاحظوا أثر جانبي إيجابي غير متوقع للدواء وهو تزايد في أعداد خلايا القلب التي تقوم بعملية الانقسام.
بمجرد ملاحظة الباحثين لهذه النتيجة غير المتوقعة، قرروا إجراء المزيد من الاختبارات حيث قاموا بإحداث أزمات قلبية في فئران التجارب ثم قاموا بإعطائهم دواء مكافحة السرطان الذي يقومون بتطويره. النتيجة؟ لوحظ تزايد قدرة الفئران على ضخ الدم عبر القلب بعد إعطائهم الدواء بمقدار الضعفين تقريبا مقارنة مع الفئران التي لم يتم إعطائها الدواء، وهذا يعني أن الدواء ساعد خلايا وأنسجة القلب على إعادة تجديد نفسها وهذه نتيجة مذهلة.
ما نعرفه حتى الآن أن القلب غير قادر على إصلاح نفسه تماما بعد اصابته بالضرر الناتج عن حالات مرضية مثل النوبات القلبية وطبقا للجمعية القلب الأمريكية فإن الضرر بالغ الشدة على عضلة القلب قد يتسبب في وفاة الجزء الواقع عليه ذلك الضرر وهذا يؤدي إلى مضاعفات سيئة مثل اضطراب ضربات القلب، فشل القلب ومشاكل في صمام القلب، بالإضافة الى ذلك فإن المناطق الضعيفة في عضلة القلب تصبح أكثر عرضة للتمزق مما تسبب في إحداث ثقب في القلب، لذلك فإن تبعات موت جزء من عضلة القلب غالبا ما تكون قاتلة.
عندما تكون الأضرار الواقعة على عضلة القلب أقل حدة، يقوم القلب بمحاولة علاج نفسه عن طريق تكوين ما يعرف باسم النسيج الندبي (scar tissue) ولكن هذا يؤثر أيضا على الوظيفة الكلية للقلب لذلك فإن خطوة قيام القلب بإصلاح نفسه عن طريق تجديد خلاياه قد تكون خطوة هائلة إلى الأمام في الحد من الآثار المدمرة لأمراض القلب والنوبات القلبية على عضلة القلب.
الأبحاث الحالية على الدواء الجديد المكافح للسرطان والذي قد يساعد على تجديد خلايا القلب، أمامها الكثير قبل أن تدخل في نطاق الاستخدام على البشر، ويأمل الباحثون في أن يصبح الدواء جاهز للاختبارات السريرية في غضون العام المقبل.