امرأة فقدت سبل التواصل مع بناتها والظروف تعطيها فرصة جديد في “حياة ثانية”
امرأة فقدت كل سبل التواصل والتفاهم والمحبّة مع بناتها الأربع، ولم يعد يجمعها بهنّ حب ولا عاطفة، وذلك لاتهامهن لها بكونها السبب وراء سجن والدهن ثم وفاته داخل السجن. وعند دخول أحد الأشخاص في حياتهّن، تتغيّر كل الظروف وتأخذ الأحداث بعدها منحى آخر. من هذه الفكرة، تنطلق أحداث الدراما الاجتماعيّة الخليجيّة “حياة ثانية” للكاتب علاء حمزة، والمخرج محمد القفاص وبطولة هدى حسين، تركي اليوسف، هبة الدري، نور الغندور، أسيل عمران، عبدالله الطراروة، أوس الشطي، زينب غازي، صابرين بورشيد، إيمان الحسيني وغيرهم. والسؤال، هل ستتمكن الأم من بناء جسر من الثقة مع بناتها، أم تستمر العلاقة متوترة ويشوبها الحقد والرفض؟
هدى حسين تشرح طبيعة دور الأم
تشرح النجمة هدى حسين عن طبيعة دور الأم في العمل، وهي التي تعاني اضطراباً في علاقتها مع بناتها، فتقول: “كرهتها بناتها لسبب معين، إذ كنّ يعتقدن أنها تصرفت ضد مصالحهم وعواطفهم ومشاعرهم، لكن الأحداث تبيّن حقيقة تصرفها العائد إلى ظرف قسري”، لافتة إلى أن “مشاعل تتميّز بشخصيّة صارمة مع بناتها لكنها لم تنجح بأن تحول الكره حبّاً، وأُجبرت على تبرير مواقفها”. وتشدّد حسين على أن ميزة العمل هو “أننا خرجنا فيه عن النمط التقليدي للأعمال الخليجيّة، وهذه محاولة من شركة “صباح بيكتشرز” للخروج عن الموضوعات المكرّرة نحو التشويق والأنماط غير المألوفة، إنما المقبولة”، معتبرة أن “ما يُطرح هنا يحدث في حياتنا الواقعيّة، لكننا نراه في توليفة خليجية جميلة”. وتثني على “الخطوط الدراميّة العديدة التي رسمها الكاتب علاء حمزة بتشابكها”. وعن المشاهد التي تصل فيها الدراما إلى الذروة، تؤكّد بأن “العمل يبقيك مشدوداً طيلة الوقت بسبب كثرة الأحداث المتوقعة منها وغير المتوقعة”، مثنية على الإيقاع السريع الذي انتهجه المخرج محمد القفاص في التنفيذ”. وتسجّل تقديرها لأسلوب عمل الممثلين في المسلسل “لا سيما تركي اليوسف الذي جسّد شخصيته باقتدار، وهو ممثل ملتزم. وبعد نجوميته في الدراما السعودية والبدويّة، سيكون مكسباً حقيقيّاً للدراما الخليجية”.
تركي اليوسف في أول أدواره في الدراما الكويتية
من جانبه، يطلّ الممثل السعودي تركي اليوسف في أول أدواره في الدراما الكويتية المعاصرة، بعد بطولات عدة في الدراما التاريخيّة والبدوية والنجديّة وغيرها. ويمكن اختيار عنواناً لشخصيّة “سلطان” التي يجسدها عن طريق وصفها بـ”كاتب مغمور يسعى للشهرة من بوابة مشاعل”، لكن اليوسف يكشف تفاصيل من أين تبدأ الشخصيّة وكيفيّة تطورها عبر الأحداث، فيقول أن “المصادفة لعبت دوراً في أن تقرأ “مشاعل” قصة “سلطان” الحقيقيّة التي كتبها في مذكراته، بعدما يحصل تبديل في الحقائب بينهما في المطار، فتقرأ القصة وتتفاعل معها وتتعاطف مع الشخصيّة المثاليّة للرجل، وتقرّبه منها وتُقحمه في حياتها، وتزوّجه من ابنتها”. ويلفت اليوسف إلى أن “الرجل يتمتع بقدرة على التطوير في الدار واستطاع أن يحقق الأرباح، كما يتمكن من معالجة أخطاء كبيرة، وتمرّ الأحداث بعد زواجه من ابنتها، بمناح كثيرة وتستمر الأحداث بمفاجأة تلو الأخرى ومفترقات طرق”. ويضيف اليوسف قائلاً: “من المفيد أن يأخذ الجمهور فكرة عامة عن المسلسل، لكن دون إحراق التفاصيل وجمالها ومتعة المشاهدة، في عمل ركيزته الأساسيّة مبنيّة على شخصيتي مشاعل وسلطان”. ويثني على اللقاء المتميّز مع هدى حسين والمخرج محمد القفاص في أول عمل درامي خليجي معاصر.
أما الممثلة هبة الدري، فتتحدث عن شخصيتها في “حياة ثانية”، فتقول: “هي مهى ابنة مشاعل التي تكره والدتها، وتحقد عليها بسبب ما راكمته الظروف والأيام من توتر في العلاقة بينهما، ولا تتأخر حتى تتزوج من سلطان، وسيكون لديها سلسلة مفاجآت في سياق الأحداث”.
من جهته، يؤكد المخرج محمد القفاص بأنه يحاول التعامل مع كل عمل على أنه الأول في حياته المهنيّة، ويضيف قائلاً: “أسأل كيف يمكنني أن أقدم جديداً في كل عمل، ليس من باب الدعاية والبهرجة، إذ أتحدث عن كادرات وتقطيع جديدين”. ويلفت إلى أن “نص العمل مكتوب بطريقة جديدة، وأنتظر كيفية تفاعل الجمهور مع أحداثه الغنيّة، ومع الخليط الغريب والمزيج الاجتماعي البوليسي والرومانسي”. ويشدّد على “أننا حرصنا على أن نحمله رؤية مختلفة عن السائد، وبذلنا فيه مجهوداً جباراً، ولا أتكلم عن نفسي فحسب، بل عن فريق العمل من كاتب وممثل وشركة إنتاج”. ويعتبر أن مشاركة تركي اليوسف هي بمثابة مكسب للدراما الخليجيّة، ويسعدنا أن يكون معنا نجم سعودي بهذا الحجم في خلطة كويتية بامتياز”. ويعرب القفّاص عن سعادته بالتعامل لأول مرة مع هدى حسين، ويؤكد بالقول: “كان هدفي البحث عن كيفية تقديم إضافة لهذه الممثلة القديرة”.