قرية الذهب والمياه الكبريتية والجن في السعدية
قرية كاف بشمال مدينة القريات في شمالي السعودية ، تعتبر إحدى القرى الأثرية القديمة بالمنطقة ، وتتألف من بيوت طينية متلاصقة ، تنتشر فيها مزارع النخيل ، ويتوسطها مسجد قديم مبني من الحجارة.
والقرية ذات التاريخ العريق و، أرضها مليئة بالذهب والمياه الكبريتية ، ومع ذلك فهي خاوية من السكان منذ نحو نصف قرن ، بعد أن هجرها أهلها بسبب أساطير وقصص تزعم انتشار الجن بها.
وفي الثمانينات من القرن الرابع عشر الهجري ، بدأ نزوح أهالي قرية كاف إلى النبك ، بسبب انتشار قصص الجن في القرية ، واستمر كذلك حتى مطلع القرن الخامس عشر الهجري ، عندما هجر قصر ” كاف ” الذي كان مقرا لخفر الطرق في المنطقة ، وكاد أن يصبح خرابا ، إلى أن قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار ، بإعادة ترميمه ووضع سياج حديدي حوله ، من أجل المحافظة عليه ليكون شاهدا تاريخيا ومعلما أثريا للمنطقة وأهلها.
إلا أن الباحث التاريخي المهتم بقرية كاف ، سليم الحريص ، يري أن هجرة السكان من القرية بسبب ضيق مصادر العيش.
وأوضح الحريص ، أن الجن موجود في كل مكان في قرية كاف وفي غيرها ، ويقول ، أما القصص والروايات التي يزعمها البعض في القرية ، فهذا محض افتراء ممن أراد الإساءة للقرية وأهلها.
ويوجد في القرية ، العديد من العيون الكبريتية الجارية ، التي تستخدم في ري مزارع النخيل ، وقصر “كاف” التاريخي ، الذي بناه الشيخ نواف بن النوري بن هزاع الشعلان ، شيخ قبيلة الرولة ، عام 1338هـ 1919م، وكان يحكم المنطقة ويتخذ من هذا القصر مقرا لحكمه في ذلك الوقت.
وأوضح الصايل أن العيون الكبريتية الجارية ، يرتادها الكثير من الزوار للعلاج من الأمراض الجلدية ، وقد تم اختيار الموقع سياحيا لأهميته التراثية والعلاجية وتكامله السياحي مع مواقع سياحية مجاورة ، مثل قصر كاف وقلعة الصعيدي.
كما تحوي قرية كاف على العديد من الآثار القيمة و الذهب الخالص ، إذ إنه في 5 أبريل 2014م، ضبط جمرك العمري الأردني ، كميات من الذهب والجنيهات وتماثيل من الذهب الخالص مع رجل من الجنسية التركية ، قيل إنه هربها من القريات في السعودية ، حيث استخرج الذهب من القرية.