5 أعراض جانبية غير متوقعة لمرض السكري
عندما نسمع عن مرض السكري فإننا غالبا ما نفكر في مشكلات صحية تتعلق بإنتاج الأنسولين وقدرة الجسم على التحكم في مستويات سكر الدم ولكن الحقيقة أن مرض السكري لا يقتصر على ذلك فقط، صحيح أن هرمون الأنسولين وسكر الدم من العوامل الأساسية للتحكم في هذا المرض الخطير الذي يصيب متوسط 1 من كل 10 أشخاص في الولايات المتحدة فقط (طبقا لمركز مكافحة الأمراض والسيطرة على الأوبئة) ولكن هناك مشكلات أخرى تتعلق بمرض سكري لا يعرفها الكثيرين ممن يعانون من هذا المرض.
مرض السكري من الأمراض التي لا تظهر أعراضها بوضوح إلا في المراحل المتقدمة من المرض وهنا تكمن خطورة هذا المرض الذي يتحرك ببطء داخل الجسم دون أعراض واضحة مسببا الكثير من الأضرار في داخل الجسم حتى أن الدراسات ربطت ما بين مرض السكري والعديد من المشكلات الصحية الخطيرة الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي (متلازمة الايض) وأمراض القلب التاجية والفشل الكلوي وتلف الأعصاب الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأطراف، وإعتام عدسة العين وفقدان البصر، وانخفاض القدرة على مكافحة العدوى والالتهابات، ومشاكل الحمل بل ولقد أظهرت الإحصائيات أيضا أن معظم المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني يصابون بنوبات قلبية، وهذا ليس كل شيء فهناك أيضا فهناك أيضا مجموعة من الأعراض الجانبية غير المتوقعة لمرض السكري والتي غالبا ما يتجاهلها الكثيرين مقارنة بالمشكلات الصحية المعتادة التي تصاحب مرض السكري.
من أجل ذلك لا يجب أن يقوم مرضى السكر بالتركيز فقط على الأنسولين ومستويات سكر الدم في داخل الجسم (وهو أمر حيوي للغاية) وما يصاحب ذلك من مشكلات صحية خطيرة بل عليهم أيضا أن ينتبهوا جيدا لأعراض جانبية غير متوقعة غالبا ما تصاحب مرض السكري. تعالوا معنا لنتعرف على 5 أعراض جانبية لمرض السكري لا يعرفها الكثيرين من مرضى السكري:
مرض اللثة:
تحدثت عدة دراسات عن الأشخاص المصابين بمرض السكري هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة بشكل عام والتهاب اللثة وعظام الفك بشكل خاص وجميعهم قد يؤدي إلى وجود مشكلات في المضغ والشعور بألم عند المضغ وفقدان الأسنان، ويرجع ذلك إلى أن الإصابة بالسكري تتسبب في ارتفاع نسبة سكر الدم مما يتسبب في إحداث تغيير في تركيب مادة الكولاجين في أنسجة الجسم بما في ذلك اللثة مما يزيد من فرصة تعرض الأنسجة للعدوى الميكروبية والالتهابات. الكثير من الدراسات تحدثت أيضا عن أن أمراض اللثة غالبا ما تكون إشارة إلى أن المصاب بها أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل وذلك طبقا لدراسة لجامعة ميلمان للصحة العامة في كلية كولومبيا.
علاقة أخرى بين أمراض اللثة ومرض السكري وهي أن أمراض اللثة وخاصة التي تتطور إلى ظهور أكثر من خراج عميق في اللثة، يمكنها أن تتسبب في رفع نسبة السكر الدم وهو ما يجعل السيطرة على مرض السكري أكثر صعوبة. لمنع التهاب اللثة، ينصح أطباء الأسنان باستخدام فرشاة الأسنان والخيط الطبي لتنظيف الأسنان يوميا، والأفضل استخدام غسول مطهر للفم من النوع المعتدل في الشدة مثل يسترين للتخلص من بقايا البكتريا المتسببة في الالتهابات في داخل الفم.
المشكلات الجنسية:
75? من الرجال المصابين بداء السكري يختبرون مشكلات في الانتصاب على مدار حياتهم وذلك طبقا للجمعية الأميركية لمرض السكري. من المعروف أن ضعف الانتصاب لدى الرجال يمكن أن يكون نتيجة لأسباب نفسية أو نتيجة لانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون داخل الجسم ولقد تحدثت الدراسات على أن
انخفاض التستوستيرون من الأعراض الشائعة بين مرضى السكري، وخاصة إذا كانوا يعانون من السمنة المفرطة، مما يفسر معاناة الكثير من الرجال المصابين بالسكري من مشكلات جنسية، بالإضافة إلى ذلك فإن المرضى الذين يعانون من مرض السكري منذ فترة طويلة، غالبا ما يصابون بأضرار في الأعصاب والأوعية الدموية في القضيب وهو أمر آخر يفسر معاناة مرضى السكر من مشكلات جنسية.
المشكلات الجنسية لمرضى السكري لا تقتصر على الرجال فقط حيث تحدثت دراسة نشرت في عام 2012 وشاركت فيها ما يقرب من 2300 امرأة، أن النساء من المصابات بالسكري قد يعانين أيضا من مشكلات جنسية بسبب الأضرار التي يحدثها مرض السكري في الأعصاب والأوعية الدموية في داخل الجسم.
فقدان السمع:
في حين أن الجميع تقريبا يعاني من مشكلات في السمع مع التقدم في العمر، فإن فقدان السمع من المشكلات الصحية الأكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري وذلك طبقا لدراسة للمعاهد الوطنية للصحة، والأمر لا يقتصر على لك حيث تحدثت الدراسات عن أن الأشخاص في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري – إي الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات سكر الدم لكنها ليست عالية بما يكفي ليتم تشخيصهم بالسكري – أكثر عرضة لفقدان السمع بنسبة 30? أعلى من المتوسط. مرض السكري قد يؤدي إلى فقدان السمع عندما يتسبب في أضرار في الأوعية الدموية الصغيرة في الأذن الداخلية (كما يفعل في الأوعية الدموية في العينين والكليتين)، لذلك فإن التحكم في مستويات سكر الدم لدى مرض السكري يلعب دور كبير في حمايتهم من فقدان السمع ويظهر هذا بشكل خاص لدى النساء فهي دراسة لباحثين من مستشفى هنري فورد في ديترويت نشرت في عام 2012، تبين ان نسبة فقدان السمع لدى نساء مسنات يعانين من مرض السكري ومستويات سكر دم غير منضبطة أكثر من النساء في نفس العمر يعانون من مرض السكري مع الحفاظ على مستويات سكر الدم. باختبار هذه الفرضية على مجموعة مشابهة من الرجال تبين أنه لا يوجد فارق يذكر.
العدوى الجلدية:
مرض السكري يزيد من الإصابة بالكثير من المشكلات الصحية الجلدية بما في ذلك الالتهابات البكتيرية مثل الدمامل والتهابات المسالك البولية، والالتهابات الفطرية والحكة الجلدية. العدوى الفطرية، وخاصة التهابات الجلدية الناتجة عن عدوى الخمائر، شائعة للغاية لدى مرضى السكري لدرجة أنها كثيرا ما تعد واحدة من علامات الإصابة بالسكرى لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري ولم يتم تشخيصهم، في كثير من الأحيان ترتبط الالتهابات الجلدية لدى مرضى السكري بالبدانة بشكل مباشر بسبب تزايد نسبة التكتلات والطيات الجلدية لديهم وهي أماكن رطبة تزداد فيها نسبة البكتيريا والفطريات، بما في ذلك البكتريا والفطريات المسببة للالتهابات، العدوى الجلدية لدى مرضى السكري قد تحدث أيضا نتيجة ضعف الجهاز المناعي الذي يسببه مرض السكري مما يقلل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى الجلدية، بالإضافة إلى ذلك فأن نسبة كبيرة من أدوية علاج السكري (مثل كاناجليفلوزين، إيمباجليفلوزين، داباغليفلوزين) تزيد من خطر العدوى الفطرية والبكتيرية في الأعضاء التناسلية، وذلك لأنها تزيد من نسبة الجلوكوز في البول، مما يشجع على نمو البكتيريا والفطريات على الأعضاء التناسلية. جدير بالذكر أن عدوى الخمائر أكثر شيوعا لدى النساء المصابات بالسكري مقارنة بالرجال. السيطرة على مستويات السكر في الدم يساعد على الوقاية من العدوى الجلدية ولكن في حالة ظهورها لابد من استشارة الطبيب والذي سيصف لك كريمات ومراهم مضادات حيوية.
توقف التنفس أثناء النوم:
توقف التنفس أثناء النوم هو أحد الحالات المرضية الخطيرة وفيه تميل عضلات الحلق إلى الاسترخاء بشكل متقطع مما يتسبب في سد مجرى الهواء أثناء النوم، ويعاني من هذه الحالة المرضية حوالي 50? من المصابين بمرض السكري وخاصة من يعانون من السمنة المفرطة، العرض الأكثر وضوحا لمرض توقف التنفس أثناء النوم هو الشخير المسموع، لسوء الحظ، فإن هذا المرض – مثله مثل أمراض اللثة – يزيد من صعوبة السيطرة على مرض السكري، كما يمكن أيضا أن يجعلك أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، ففي دراسة نشرت في عام 2014 في المجلة الأمريكية للجهاز التنفسي والعناية المركزة وجد أن مرض توقف التنفس أثناء النوم من النوع الحاد يزيد من خطر إصابة الشخص بمرض السكري بنسبة 30? أو أكثر. علاج مرض توقف التنفس أثناء النوم يتضمن استخدام طرق علاجية لإبقاء مجرى الهواء مفتوحا أثناء النوم ليلا مثل ارتداء واقي للفم وفي الحالات الحرجة يتم إجراء جراحة لتغيير بنية الأنف والفم أو الحلق.