هل أصبح شرب القهوة وراثياً
بعض الناس يتناولون عدة أكواب من القهوة يوميا, بينما يكتفي آخرون بواحد أو اثنين فقط.
هناك مجموعة متزايدة من الأدلة, تشير إلى أن كمية القهوة التي نستهلكها تؤثر في التركيب الجيني لدينا.
ويقول الباحثون القهوة هي واحدة من المشروبات الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، تأتي في المرتبة الثانية بعد تناول الشاي والماء,وشرب كميات ضخمة من القهوة ارتبط العديد من الفوائد الصحية.
وربطت تقارير حديثة استهلاك القهوة مع تحسينات في الذاكرة على المدى القصير, وكذلك خفض خطر الإصابة بالتصلب المتعدد, وسرطان الجلد, وداء السكري من النوع الثاني وسرطان الكبد. كما أنها قد تكون جيدة لقلبك.
وقد كان العلماء يدرسون علم الوراثة وراء الرغبة الشديدة في تناول القهوة منذ الستينات, وفي عام 1962، وجدوا أن إعتياد شرب القهوة ظهرت لتكون وراثية. وفي الآونة الأخيرة، وقد أظهرت الدراسات على نطاق واسع وجود ارتباط بين الأشخاص الذين يستهلكون القهوة بكثرة, وظهور بصمتها مؤثرة جينات الوراثيه.
ونقلت وكالة “رويترز”عن دانيال تشاسمان، الأستاذ المساعد في مستشفى بريغهام اندويمن في مدينة بوسطن الأميركية، الذي قاد فريق البحث “مثل التحليلات الوراثية السابقة للتدخين وشرب الكحوليات يقدم هذا التحليل نموذجا لكيف يمكن أن تؤثر الجينات على بعض السلوكيات المعتادة”
واضاف نيكولا وهو باحث في علم الوراثة في جامعة ادنبره في اسكتلندا، في بيان: أن الإفراط في شرب القهوة قد يكون جزء لا يتجزء من تركيباتنا الوراثيه.
وجمع الباحثون بيانات من 28دراسة لأكثر من 120ألف شخص يحتسون القهوة بانتظام.
ودرس الباحثون نسخا من الجينات الموجودة لدى هؤلاء الأشخاص، مستخدمين في ذلك الخرائط الجينية لهم، وما قدموه من بيانات عن حجم استهلاكهم اليومي من القهوة.
وبالإضافة إلى جينين تم ربطهما فيما سبق بالفعل بالتمثيل الغذائي للكافيين، اكتشف الباحثون موقعين آخرين في الخريطة الوراثية يرتبطان بالطريقة التي يعالج بها الجسم الكافيين.
وأشار الباحثون إلى وجود متغيرين وراثيين آخرين ربما يحددان تأثيرات الكافيين على المخ.
ومع ذلك هناك متغيران جديدان آخران يرتبطان بالتمثيل الغذائي للسكر والدهون.
وكتب الباحثون في دورية الطب النفسي الجزيئي إن الأشخاص الذين يتمتعون بمتغيرات جينية ترتبط بزيادة التمثيل الغذائي للكافيين، يميلون إلى شرب المزيد من القهوة لأن أجسامهم تعالجه بطريق أسرع.
وذكر الباحثون أن تناول القهوة يرتبط بتراجع احتمالات الإصابة بالشلل الرعاش وأمراض الكبد والنوع الثاني من السكري، لكن تأثيره على صحة القلب والإصابة بالسرطان ومعدل الخصوبة ما زال أمرا مثيرا للجدل.