هل يمكن إرضاع الطفل في حال مرض الأم
القاهرة / ترى بعض الأمهات أنه من الأسلم التوقف عن إرضاع أطفالهن عند تعرضهن لأمراض البرد الفيروسية، حرصا منهن على صحتهم ولحمايتهم من انتقال العدوى عبر حليب الثدي.
إنه تفكير منطقي، لكنه ليس عمليا لسبب بسيط هو أن فيروسات البرد لا تنتقل من طريق الحليب، وأن عدوى الأم يمكن أن تنتقل إلى طفلها حتى قبل أن تلوح في الأفق بشائر المرض عليها، ولذا لا طائل من حظر الحليب عن الطفل الرضيع، من هنا، وبدل التوقف عن الرضاعة، يتوجب عليها أن تعطيه المزيد من حليبها كونه يحمل معه الأجسام المضادة التي تدعم الجهاز المناعي للطفل وتقدم له الحماية من الفيروسات والبكتيريا وتساعده في محاربتها.
أيضا فإن وقف الرضاعة، ولو لنهار واحد، قد يؤدي إلى توقف إفراز الحليب نهائيا، نظرا الى أن تصنيع الحليب في الثدي يحتاج إلى أن تكون عملية الرضاعة مستمرة.
إن حليب الأم يعد الغذاء المثالي للطفل الرضيع، خصوصا في الأشهر الستة الأولى من العمر، لأنه يقدم له كامل احتياجاته وبأرخص الأثمان، ولهذا ينصح بالرضاعة بقوة في هذه الفترة الحرجة من حياة الطفل.
إن الطفل عند الولادة يستمد مناعته من المناعة الطبيعية التي يوفرها له حليب الأم الذي يحتوي على أجسام مناعية مضادة للفيروسات والبكتيريا، خصوصا جراثيم العصيات القولونية المسؤولة عن معظم حالات الإسهال عند الطفل.
أيضا ثبت وجود أجسام مناعية في الحليب تحمي الطفل من داء السل، وأجسام مناعية أخرى تعمل على قتل الطفيليات، مثل الجيارديا والأميبيا.
ويلعب حليب الأم دورا فاعلا في تطوير جهاز المناعة لدى الطفل بحيث يصبح أكثر كفاءة في مواجهة العوامل الممرضة، وقد تبين للعلماء أن الأطفال الذين يرضعون حليب أمهاتهم يملكون غدة صعترية “تقع في مقدمة الرقبة” كبيرة تساهم في إنتاج كريات دم بيضاء تدعم سلاح المقاومة لدى الطفل.