السماء لا تمطر ذهبا بل أحجار نادرة
لم يكن سكان قرية تركية يعلمون أن حجارة صغيرة سقطت من السماء ستكون بمثابة باب السعد والخير لهم بعدما اكتشفوا أن سعر الكيلوجرام الواحد يصل إلى أكثر من 60 ألف دولار.
ووفقا لموقع “هافنجتون بوست” الأمريكي، كان سكان قرية “صاري جيجيك” في مدينة بينجول شرق تركيا، تفاجؤوا عندما وصلت لجنة من وكالة “ناسا” للفضاء، منتصف نوفمبر، إلى القرية، بهدف إجراء بحوث حول طبيعة قطع حجرية سقطت من السماء.
وبالفعل أعلنت “ناسا” أن هذه الحجارة هي جزء من كويكب “فيستا” الذي خصصت الوكالة 500 مليون دولار منذ عام 2007م بهدف دراسته.
وفي الوقت الذي تستمر فيه البحوث حول الكويكب الذي يبعد آلاف الكيلومترات عن الأرض، سقطت أجزاء من كويكب “فيستا” في قرية “صاري جيجك”
تحدثت طوجطشة أوزدومان، التي تعمل موظفة في مدينة بينجول، عن ضوء لامع مفاجئ في السماء في ليلة 2 سبتمبر شهده العديد من سكان المنطقة أيضا.
وأسرعت طوجطشة، على إثر الظاهرة الغريبة بإخبار مركز البحوث العلمية والتقنية، “توبيتاك”، الذي أرسل بدوره عالم الفضاء، مراد بارماكسيز أوغلو، إلى بينجول.
وعثر مراد، على أجزاء من الكويكب تساقطت في القرية، قام إثرها بإرسال الصور إلى وكالة ناسا، التي أرسلت بدورها عالم النيازك، بيتر جانيسكين، إلى شرق تركيا.
وأثبتت الدراسات أن الحجارة هي أجزاء من نيزك بوزن 230 كيلوجرام وبعرض 50 سنتيمتر، تفتت على بعد 40 كيلومترا من سطح الأرض، وتعتبر حجارة هذا النيزك من أكثر المواد ندرة بسبب احتوائها على معدن Howardite، وهو عبارة عن أكثر من 200 نوع مختلف من المعادن الفضائية النادرة.
وما لبثت حجارة النيزك أن تحولت إلى مصدر رزق يدر مئات الدولارات للعائلات التي تمكنت من العثور على الحجارة، فوكالة ناسا عرضت مبلغا قيمته 60 دولارا عن الجرام الواحد من الحجر، ما دفع سكان المنطقة للقول إن السماء تساقطت عليهم ذهبا وليس حجرا.
والكويكب “فيستا” هو ثاني أكبر الكويكبات الموجودة في منطقة حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشترى، إذ تبلغ كتلته 9% من إجمالي كتل الأجسام الموجودة في حزام الكويكبات، ويبلغ قطر الكويكب حوالي 545 كيلومترا، وتم اكتشافه عام 1807، ويعد كويكب “فيستا” أكثر الأجسام الفضائية لمعانا والتي يمكن رؤيتها من الأرض.