نفقات الحياة الزوجية بين الاتكالية والمشاركة
حفلات الزفاف المترفة وبيوت الزوجية المؤثثة على أحدث الطرز وأفخمها، بالإضافة إلى شهر العسل في أعرق المدن الأوروبية، كل هذه أمور قد توحي للوهلة الأولى بمكانة العروس عند عريسها الكريم، ولكن الواقع قد يقول غير ذلك..
ففي كثير من الأحيان تنشب صراعات بين العروس وعريسها على من يسدد تلك التكاليف، فهي لن تتنازل عما تريده من دلال في أجمل أيام عمرها، وهو لا يمكنه توفير كل تلك المتطلبات.
وبين تلك الموافقة وذلك الرفض، يقف العريس حائراً أمام مساعدات العروس أو أهلها، والتي يخشى في أحد الأيام أن تكون سبب كلمة تُشعل شرارة المشاكل في أول طريق حياتهما الزوجية.
أما على الطرف الآخر، فتبقى العروس قلقة بشأن مدى اعتماد زوج المستقبل عليها من الناحية المادية.
وتأكيداً على هذه النقاط، يوضح المستشار النفسي والأسري ورئيس اللجنة النفسية في الغرفة التجارية في جدة الأستاذ جزاء بن مرزوق المطيري أن العلاقة الزوجية مبنية على التكامل وليس التنافس بين الزوجين، وأن العلاقة التكاملية لا بد من أن تبنى على أساس متين من المودة والرحمة والتعاون بين الطرفين.
ويضيف: تقع المشكلة بسبب الالتباس ما بين الفهم والمعرفة بالحياة الزوجية، فقد يعرف الطرفان بعضهما بشكل جيد في فترة الخطوبة، ولكنهما لم يستطيعا بعد فهم بعضهما البعض من الجوانب النفسية والشخصية والفكرية، ولذلك تدبّ الخلافات في السنة الأولى من الزواج، لعدم الدراية بهذه الجوانب وكيفية التعامل معها.
ويقول المطيري: قد تشكل الأمور المادية أحد هذه الأمور، فالاتفاق في فترة الخطوبة على المشاركة المادية قد يصبح خطأ فادحاً ومشكلة أساسية إن لم يبنَ على أساس من الفهم، حيث تجد الزوجة نفسها وقد وقعت في شباك الندم على تقديمها ذلك التنازل، وترى الزوج يتجه ومن دون وعي نحو الاتكالية في جميع الأمور المادية مستقبلاً.
أما استشاري علم النفس والسلوكيات الدكتور ماجد علي قنش، فيوضح أن الحياة الزوجية بشكل عام حياة تكافلية لا تفاضلية، وأن المشاكل المادية التي غزت البيوت، تعود لأسباب عدم فهم الواجبات والمسؤوليات من جانب الطرفين.
وقال: الإنفاق كما هو متعارف عليه من مسؤولية الزوج، في حين تقع مسؤولية البيت والأولاد على الزوجة، وللأسف قد يعتقد بعض الأزواج أن له الحق في أن تشاركه زوجته في التكاليف المادية، في حين تدفع أنانية بعض الزوجات إلى عدم المساهمة مادياً أو التخلي عن واجباتهن، إضافة إلى المطالبة بحقوقهن، مما يؤدي إلى التوتر في العلاقة الزوجية، ولهذا فالاتفاق منذ البداية هو حزام الأمان الذي سيضمن علاقة جيدة، وعدم حصول خلافات على الجانب المادي بالذات.