
نادين لبكي تعود للإخراج
رغم تلك الفترة التي ابتعدت فيها نادين لبكي عن الأنظار خلف الكاميرا، إلا أنها تعود وتتهيأ للعودة إلى عالم الإخراج السينمائي بمشروع جديد، تعمل على تطويره حالياً، في خطوة تُنهي مرحلة تلت النجاح العالمي اللافت لفيلمها الشهير «كفر ناحوم».
ورغم أن اسم لبكي ارتبط بإنجاز غير مسبوق في السينما العربية، بوصفها صاحبة الفيلم العربي الأعلى تحقيقاً للإيرادات على المستوى العالمي، إلا أن هذه القفزة الفنية حملت معها تحديات شخصية وإنسانية عميقة.
وفي تصريحات سابقة، أدلت بها خلال مشاركتها في فعاليات «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، أوضحت لبكي أن رحلة «كفر ناحوم» لم تكن خالية من التوتر؛ فالفيلم، الذي انطلق من «مهرجان كان»، محققًا إشادة نقدية واسعة قبل أن يصل إلى ترشيح تاريخي لجوائز «الأوسكار»، فتح الباب أمام نقاشات حساسة حول واقع الأطفال المهمشين في لبنان، كما أثار جدلاً بشأن الاستعانة بممثلين غير محترفين، عاشوا ظروفاً قريبة من قصص الفيلم نفسها.
طبعا ورغم حرص فريق العمل، على تقديم الدعم للأطفال المشاركين وعائلاتهم، إلا أن ثقل التجربة ترك أثره الواضح على المخرجة، ما دفعها إلى اتخاذ قرار واعٍ بالابتعاد مؤقتاً عن الإخراج، والبحث عن مساحة هدوء، بعيدة عن ضغوط العمل السينمائي.
وخلال هذه المرحلة، اتجهت نادين لبكي إلى التمثيل، وشاركت في أعمال لاقت رواجاً ملحوظاً، خصوصاً عبر منصات البث، ما سمح لها بالبقاء على تماسٍّ مع الجمهور، من دون خوض مسؤوليات الإخراج الثقيلة.
لذا واليوم وبعد ما يقارب سبع سنوات من التوقف، تؤكد لبكي أنها استعادت توازنها الشخصي والفني، وبدأت بالفعل كتابة سيناريو فيلم جديد، تخطط لتصويره خلال العام المقبل.
ومن اللافت للانتباه أن عودة نادين لبكي المرتقبة تثير اهتمام الوسط السينمائي العربي والدولي، على حد سواء، وسط ترقب لمعرفة ملامح مشروعها الجديد، وما إذا كان سيحمل الروح الإنسانية نفسها، التي ميّزت أعمالها السابقة، برؤية أكثر نضجاً واتساعاً.
الفيلم العربي الأكثر نجاحاً في تاريخ السينما:
يعتبر فيلم «كفر ناحوم»، العمل الروائي الطويل الثالث في مسيرة لبكي بعد: «سكر بنات»، و«وهلّق لوين؟»، وقد تحوّل عام 2018 إلى نجاح جماهيري غير متوقّع للمخرجة اللبنانية، التي عُرفت بنهجها السينمائي المختلف، وقد نال الفيلم إشادة نقدية واسعة عند عرضه الأول في «مهرجان كان السينمائي»، في العام نفسه، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم، قبل أن يواصل مسيرته العالمية، ويحصل على ترشيح لجائزة «الأوسكار»، لأفضل فيلم أجنبي؛ لتصبح لبكي بذلك أول مخرجة عربية، تُرشَّح في هذه الفئة.
ومن الجدير بالذكر بالنسبة إلى لبكي، امتلاك فيلم بهذا الحجم من النجاح والانغماس في الجوائز، لم يجلب بالضرورة السعادة التي كانت تتوقعها، وكانت عملية تطوير الفيلم بحد ذاتها طويلة ومؤثرة إلى حد بعيد، ومع موجة الإشادة التي رافقت عرضه، واجه «كفر ناحوم»، أيضاً، انتقادات واتهامات، تمثلت في أنه استغل ممثلين غير محترفين كما استغل معاناة الفقراء؛ لاستدرار التعاطف، وحصد الجوائز.
التراجع لهذا السبب:
قررت لبكي التراجع خطوة عن الإخراج، والتركيز على التمثيل، فشاركت في أفلام، مثل: النسخة العربية من «Perfect Strangers»، وفيلم «The Sand Castle»، الذي عُرض العام الماضي، وكلاهما حقق نجاحاً لافتاً على منصة «نتفليكس».
أما عن الفيلم الجديد، قالت: إنها تعمل عليه الآن، وسيبدأ التصوير العام المقبل، لكنه مشروع صعب، وسيستغرق بعض الوقت، سواء للتحضير أو التصوير، إذا كانت الظروف مناسبة، وإذا كانت هي نفسها في الحالة النفسية الصحيحة.

